أَخْبَرَنَا أَبِي ، تغمده اللَّه برحمته ، مِنْ لَفْظِهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو العباس أَحْمَد بْن أَبِي بكر بْن حامد الأرموي الصوفي ، بقراءتي عَلَيْهِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن مكي السبط ، أَخْبَرَنَا جدي الحافظ أَبُو طاهر السلفي ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن المبارك بْن عَبْد الجبار بْن أَحْمَد الصيرفي ، بقراءتي ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد عَبْد السلام بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طيفور البصري اللغوي ، قرأت عَلِى أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يعقوب المتوثي ، بالبصرة ، وأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جعفر بْن لنكك اللغوي ، قَالا : حدثنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن زكريا بْن دينار ، حدثنا عَبْد اللَّه بْنُ مُحَمَّد ، يَعْنِي : ابْن عائشة ، حَدَّثَنِي أَبِي ، وغيره ، قَالَ : حج هشام بْن عَبْد الملك فِي زمن عَبْد الملك ، أو الْوَلِيد ، فطاف بالبيت ، فجهد أن يصل إِلَى الحجر فيستلمه ، فلم يقدر عَلَيْهِ ، فنصب لَهُ منبر ، وجلس عَلَيْهِ ينظر إِلَى الناس ، ومعه أهل الشام ، إذ أقبل عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طالب ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم ، وكان من أحسن الناس وجها ، وأطيبهم أرجا ، فطاف بالبيت ، فلما بلغ الحجر تنحى لَهُ الناس حتى يستلمه ، فقال رجل من أهل الشام : من هَذَا الذي قد هابه الناس هَذِهِ الهيبة ؟ فقال هشام : لا أعرفه ، مخافة أن يرغب فيه أهل الشام ، وكان الفرزدق حاضرا ، فقال الفرزدق : لكني أعرفه ، قَالَ الشامي : من هُوَ يا أَبَا فراس ؟ فقال الفرزدق : هَذَا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم هَذَا ابْن خير عباد اللَّه كلهم هَذَا التقى النقي الطاهر العلم إذا رأته قريش قَالَ قائلها إِلَى مكارم هَذَا ينتهي الكرم ينمى إِلَى ذروة العز التي قصرت عن نيلها عرب الإسلام والعجم يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم يغضي حياء ويغضى من مهابته فما يكلم إلا حين يبتسم من جده دان فضل الأنبياء لَهُ وفضل أمته دانت لَهُ الأمم ينشق نور الهدى عن نور غرته كالشمس ينجاب عن إشرافها القتم مشتقة من رَسُول اللَّهِ نبعته طابت عناصره والخيم والشيم هَذَا ابْن فاطمة إن كنت جاهله بجده أنبياء اللَّه قد ختموا اللَّه شرفه قدما وفضله جرى بذاك لَهُ فِي لوحه القلم فليس قولك من هَذَا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم كلتا يديه غياث عم نفعهما يستوكفان ولا يعروهما العدم سهل الخليقة لا تخشى بوادره يزينه اثنان حسن الخلق والكرم حمال أثقال أقوام إذا قدحوا حلو الشمائل تحلو عنده نعم لا يخلف الوعد ميمون نقيبته رحب الفناء أريب حين يعتزم ما قَالَ لا قط إلا فِي تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم عم البرية بالإحسان فانقلعت عنه الغيابة والإملاق والعدم من معشر حبهم دين وبغضهم كفر وقربهم منجى ومعتصم إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم أو قِيلَ من خير أهل الأرض قِيلَ هم لا يستطيع جواد بعد غايتهم ولا يدانيهم قوم وإن كرموا هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت والأسد أسد الشرا والبأس محتدم لا ينقص العسر بسطا من أكفهم شتان ذلك إن أثروا وإن عدموا يستدفع السوء والبلوى بحبهم ويستزاد بِهِ الإحسان والنعم مقدم بعد ذكر اللَّه ذكرهم فِي كل بدء ومختوم بِهِ الكلم يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم خيم كريم وأيد بالندى هضم أي الخلائق ليست فِي رقابهم لأولية هَذَا أو لَهُ نعم من يعرف اللَّه يعرف أولية ذا والدين من بيت هَذَا ناله الأمم .
الأسم | الشهرة | الرتبة |