كتبت إِلَى زينب بنت الكمال , عن الحافظ أَبِي الحجاج يوسف بْن خليل ، أَخْبَرَنَا أَبُو المكارم أَحْمَد بْن مُحَمَّد اللبان ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَحْمَدالحداد ، أَخْبَرَنَا الحافظ أَبُو نعيم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني ، حدثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جعفر ، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن داود بْن منصور ، حدثنا عبيد بْن خلف البزار أَبُو مُحَمَّد ، حَدَّثَنِي إسحاق بْن عَبْد الرَّحْمَن ، قَالَ : سمعت الْحُسَيْن الكرابيسي ، قلت : كذا فِي السند : عبيد ، عن إسحاق ، وعبيد صاحب الكرابيسي ، ولا يمتنع أن يسمع عنه ، كما سمع منه . رجع الحديث إِلَى الكرابيسي ، سمعت الشافعي ، يقول : كنت أقرأ كتب الشعر ، فآتى البوادي ، فأسمع منهم ، قَالَ : فقدمت مكة منها ، فخرجت وأنا أتمثل بشعر للبيد ، وأضرب وحشى قدمي بالسوط ، فضربني رجل من ورائي من الحجبة . فقال رجل من قريش ، ثم ابْن المطلب رضي من دينه ودنياه أن يكون معلما ، ما الشعر ؟ هل الشعر إذا استحكمت فيه إلا قعدت معلما ! تفقه يعلك اللَّه . قَالَ : فنفعني اللَّه بكلام ذلك الحجبي ، فرجعت إِلَى مكة ، فكتبت عن ابْن عيينة ما شاء اللَّه أن أكتب ، ثم كنت أجالس مسلم بْن خَالِد الزنجي ، ثم قدمت عَلَى مالك بْن أنس ، فكتبت موطأه ، فقلت لَهُ : يا أَبَا عَبْد اللَّه ، أقرأ عليك ؟ قَالَ : يابْن أخي ، تأتي برجل يقرأه عَلِيّ فتسمع . فقلت : أقرأ عليك ، فتسمع إِلَى كلامي ؟ فقال لي : اقرأه . فلما سمع كلامي لقراءة كتبه أذن لي ، فقرأت عَلَيْهِ حتى بلغت ( كتاب السير ) ، فقال لي : اطوه يابْن أخي ، تفقه تعل . فجئت إِلَى مصعب بْن عَبْد اللَّه ، فكلمته أن يكلم بعض أهلنا ، فيعطيني شيئا من الدنيا ، فإنه كان لي من الفقر والفاقة ما اللَّه بِهِ عليم . فقال لي مصعب : أتيت فلانا ، فكلمته ، فقال لي : أتكلمني فِي رجل كان منا فخالفنا ؟ فأعطاني مائة دينار . وَقَالَ لي مصعب : إن هارون الرشيد قد كتب إلي أن أصير إِلَى اليمن قاضيا ، فتخرج معنا لعل اللَّه أن يعوضك ما كان هَذَا الرجل يعوضك . قَالَ : فخرج قاضيا عَلَى اليمن ، فخرجت معه ، فلما صرنا باليمن وجالسنا الناس ، كتب مطرف بْن مازن إِلَى هارون الرشيد : إن أردت اليمن لا يفسد عليك ، ولا يخرج من يديك ، فأخرج عنه مُحَمَّد بْن إدريس ، وذكر أقواما من الطالبيين . قال : فبعث إلي حماد البربري ، فأوثقت بالحديد حتى قدمنا عَلَى هارون بالرقة ، قَالَ : فأدخلت عَلَى هارون ، قَالَ : فأخرجت من عنده قَالَ : وقدمت ومعي خمسون دينارا ، قَالَ : ومُحَمَّد بْن الْحَسَن يومئذ بالرقة ، فأنفقت تلك الخمسين دينارا عَلَى كتبهم . قَالَ : فوجدت مثلهم ، ومثل كتبهم رجل كان عندنا ، يقال لَهُ : فروخ ، وكان يحمل الدهن فِي زق لَهُ ، فكان إذا قِيلَ لَهُ : عندك فرشنان ؟ قَالَ : نعم . فإن قِيلَ : عندك زئبق ؟ قَالَ : نعم . فإن قِيلَ : عندك خيري ؟ قَالَ : نعم . فإذا قِيلَ لَهُ : أرني ، وللزق رءوس كثيرة ، فيخرج لَهُ من تلك الرءوس ، وإنما هي دهن واحد .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَحْمَدالحداد | الحسن بن أحمد الأصبهاني | ثقة |