تفسير

رقم الحديث : 254

أخبرنا يونس بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد القوي الدبابيسي ، إجازة ، قَالَ : أخبرنا أَبُو الْحَسَن علي بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن المقير كتابة ، عن الْحَافِظ أَبِي الفضل بن ناصر ، قَالَ : كتب إلي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر بْن عَبْد اللَّه الحميدي ، أخبرنا الشيخ أَبُو يعقوب يوسف بْن إِبْرَاهِيم بْن منصور الشاشي ، قدم علينا بغداد ونحن بها ، قراءة عليه ، أخبرنا الْحَافِظ أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن بويه الزراد ، قراءة عليه وأنا حاضر ، أسمع ببنج ديه مرو الروذ ، فِي مدرسة مرست ، قَالَ : سمعت الشيخ الإمام أَبَا عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن الْحَسَن الحليمي ، يقول : أخبرني عَبْد الملك بْن مُحَمَّد الشاعر ، أنه كان فيمن غزا الروم من أهل خراسان ، وما وراء النهر عام النفير ، وفيهم يومئذ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن علي بْن إسماعيل القفال ، إمام المسلمين ، فوردت من نقفور عظيم الروم على المسلمين قصيدة ساءتهم ، وشقت عليهم لما كان اللعين أجرى إليهم فيها من التثريب والتعيير ، وضروب الوعيد والتهديد ، وكان فِي ذلك الجمع غير واحد من الأدباء ، والفصحاء ، والشعراء ، من كور خراسان ، وبلاد الشام ، ومدائن العراق ، فلم يكمل لجوابها من بينهم إلا الشيخ أَبُو بَكْر القفال ، وأخبر عَبْد الملك هذا أنه أسر بعد وصول جواب الشيخ إليهم ، فلما بلغ قسطنطينية اجتمع أحبارهم عليه يسألونه عن الشيخ ، من هو ؟ ومن أي بلد هو ؟ ويتعجبون من قصيدته ، ويقولون : ما علمنا أن فِي الإسلام رجلا مثله ، وأن الواردة من نقفور ، عليه لعائن اللَّه تعالى كانت باسم الفضل الإمام المطيع لله أمير المؤمنين رحمه اللَّه ، وهي : من الملك الطهر المسيحي رسالة إلى قائم بالملك من آل هاشم أما سمعت أذناك ما أنا صانع بلى فعداك العجز عن فعل حازم فإن تك عما قد تقلدت نائما فإني عما همني غير نائم ثغوركم لم يبق فيها لوهنكم وضعفكم إلا رسوم المعالم فتحنا ثغور الأرمنية كلها بفتيان صدق كالليوث الضراغم ونحن جلبنا الخيل تعلك لجمها ويلعب منها بعضها بالشكائم إلى كل ثغر بالجزيرة آهل إلى جند قنسرينكم والعواصم وملطى مع سميساط من بعد كركر وفي البحر أصناف الفتوح القواصم وبالحدث البيضاء جالت عساكري وكيسوم بعد الجعفري المعالم ومرعش أذللنا أعزة أهلها فصارت لنا من بين عَبْد وخادم وسل بسروج إذ خرجنا بجمعه تميد به تعلو على كل قائم وأهل الرها لاذوا بنا وتحزموا بمنديل مولى جل عن وصف آدم وصبح رأس العين منا بطارق ببيض عدوناها بضرب الجماجم ودارا وميافارقين وأردنا صبحناهم بالخيل مثل الضراغم وملنا على طرسوس ميلة غابن أذقناهم فيها بحز الحلاقم وأقريطش مالت إليها مراكبي على ظهر بحر مزبد متلاطم فحزناهم أسرا وسيقت نساؤهم ذوات الشعور المسبلات الفواحم هناك فتحنا عين زربة عنوة بهم فأبدنا كل طاغ وظالم نعم وفتحنا كل حصن ممنع فسكانه نهب النسور القشاعم إلى حلب حتى استبحنا حريمها وهدم منها سورها كل هادم وكم ذات خدر حرة علوية منعمة الأطراف غرثى المعاصم سبينا وسقنا خاضعات حواسرا بغير مهور لا ولا حكم حاكم وكم من قتيل قد تركنا مجندلا يصب دما بين اللها واللهازم وكم وقعة فِي الدرب ذاقت كماتكم فسقناكم سوقا كسوق البهائم وملنا إلى أرتاحكم وحريمها بمعجزة تحت العجاج السوالم فأهوت أعاليها وبدل رسمها من الأنس وحشا بعد بيض نواعم إذا صاح فيها البوم جاوبه الصدى وأسعده فِي النوح نوح الحمائم وأنطاك لم تبعد علي وإنني سألحقها يوما بنزوة حازم ومسكن آبائي دمشق وإنه سيرجع فيها ملكها تحت خاتمي أيا قاطني الرملات ويحكم ارجعوا أرض صنعاكم وأرض التهائم ومصر سأفتحها بسيفي عنوة وأحرز أموالا بها فِي غنائمي وكافور أغزوه بما يستحقه بمشط ومقراض ومص المحاجم ألا شمروا يا آل حران ويلكم أتتكم جيوش الروم مثل الغمائم فإن تهربوا تنجوا كراما أعفة من الملك المغرى بترك المسالم ألا شمروا يا آل بغداد ويلكم فملككم مستضعف غير دائم رضيتم بأن الديلمي خليفة فصرتم عبيدا للعبيد الديالم فعودوا إلى أرض الحجاز أذلة وخلوا بلاد الروم أهل المكارم سألقى بجيشي نحو بغداد سالما إلى باب طاق ثم كرخ القماقم فأحرق أعلاها وأهدم سورها وأسبي ذراريها على رغم راغم ومنها إلى شيراز والري فاعلموا خراسان قصدي بالجيوش الصوارم فأسرع منها نحو مكة سائرا أجر جيوشا كالليالي السواجم فأملكها دهرا سليما مسلما وأنصب كرسيا لأفضل عالم وأغزو يمانا أو بلاد يمامة وصنعاءها مع صعدة والتهائم وأتركها قفرا يبابا بلاقعا خلاء من الأهلين أرض المعالم وأسري إلى القدس التي شرفت لنا عزيزا مكينا ثابتا للدعائم ملكنا عليكم حين جار قويكم وعاملتم بالمنكرات العظائم قضاتكم باعوا جهارا قضاءهم كبيع ابن يعقوب ببخس دراهم شيوخكم بالزور طرا تشاهدوا وبالبز والبرطيل فِي كل عالم سأفتح أرض الشرق طرا ومغربا وأنشر دين الصلب نشر العمائم ثم ذكر ثلاثة أبيات لم أستجز حكايتها . فأجاب الشيخ الإمام القفال الشاشي رحمه اللَّه قائلا : أتاني مقال لامرئ غير عالم بطرق مجاري القول عند التخاصم تخرص ألقابا له جد كاذب وعدد آثارا له جد واهم وأفرط إرعادا بما لا يطيقه وأدلى ببرهان له غير لازم تسمى بطهر وهو أنجس مشرك مدنسة أثوابه بالمداسم وَقَالَ مسيحي وليس كذاكم أخو قسوة لا يحتذي فعل راحم وليس مسيحيا جهولا مثلثا يقول لعيسى جل عن وصف آدم وما الملك الطهر المسيحي غادرا ولا فاجرا ركانة للمظالم تثبت هداك اللَّه إن كنت طالبا لحق فليس الخبط فعل المقاسم ولا تتكبر بالذي أنت لم تنل كلابس ثوب الزور وسط المقاوم تعدد أياما أتت لوقوعها سنون مضت من دهرنا المتقادم سبقت بها دهرا وأنت تعدها لنفسك لا ترضى بشرك المساهم وما قدر أرتاح ودارا فيذكرا فخارا إذا عدت مساعي القماقم وما الفخر فِي ركض على أهل غرة وهل ذاك إلا من مخافة هازم وهل نلت إلا صقع طرسوس بعد أن تسلمتها من أهلها كالمسالم ومصيصة بالغدر قتلت أهلها وذلك فِي الأديان إحدى العظائم ترى نحن لم نوقع بكم وبلادكم وقائع يثنى ذكرها فِي المواسم مئين ثلاثا من سنين تتابعت ندوس الذرى من هامكم بالمناسم ولم تفتح الأقطار شرقا ومغربا فتوحا تناهت فِي جميع الأقالم أتذكر هذا أم فؤادك هائم فليس بناس كل ذا غير هائم ومن شر يوم للفتى هيمانه فيا هائما بل نائما شر نائم ولو كان حقا كل ما قلت لم يكن علينا لكم فضل وفخر مكارم فمنكم أخذنا كل ما قد أخذتم وأضعاف أضعاف له بالصماصم طردناكم قهرا إلى أرض رومكم فطرتم من السامات طرد النعائم لجأتم إليها كالقنافذ جثما أدلاهم عن حتفه كل حاطم ولولا وصايا للنبي مُحَمَّد بكم لم تنالوا أمن تلك المجاثم فأنتم على خسر وإن عاد برهة إليكم حواشيها لغفلة قائم ونحن على فضل بما فِي أكفنا وفخر عليكم بالأصول الجسائم ونرجو وشيكا أن يسهل ربنا لرد خوافي الريش تحت القوادم وعظمت من أمر النساء وعندنا لكم ألف ألف من إماء وخادم ولكن كرمنا إذ ظفرنا وأنتم ظفرتم فكنتم قدوة للألائم وقلت ملكناكم بجور قضاتكم وبيعهم أحكامهم بالدراهم وفي ذاك إقرار بصحة ديننا وأنا ظلمنا فابتلينا بظالم وعددت بلدانا تريد افتتاحها وتلك أمان ساقها حلم حالم ومن رام فتح الشرق والغرب ناشرا لدين صليب فهو أخبث رائم ومن دان للصلبان يبغي به الهدى فذاك حمار وسمه فِي الخراطم وليس وليا للمسيح مثلث فيرجوه نقفور لمحو المآثم وعيسى رسول اللَّه مولود مريم غذته كما قد غذيت بالمطاعم وأما الذي فوق السموات عرشه فخالق عيسى وهو محيي الرمائم وما يوسف النجار بعلا لمريم كما زعموا أكذب به قول زاعم وإنجيلهم فيه بيان لقولنا وبشرى بآت بعد للرسل خاتم وسماه بارقليط يأتي بكشف ما أتاهم به من حمله غير كاتم وكان يسمى بابن داود فيهم بحيث إذا يدعى به فِي التكالم وهل أمسك المنديل إلا لحاجة وهل حاجة إلا لعبد وخادم وإن كان قد مات النبي مُحَمَّد فأسوة كل الأنبياء الأعاظم وعيسى له فِي الموت وقت مؤجل يموت له كالرسل من آل آدم فإن دفعوا هذا فقد عجلوا له وفاة بصلب وارتكاب صيالم صيالم من إكليل شوك وأحبل يجر بها نحو الصليب ولاطم وإن يك أولاد لأحمد جرعوا شدائد من أسر وجز جماجم فعيسى على ما تزعمون مجرع من القتل طعما مثل طعم العلاقم ويحيى وزكريا وخلق سواهما أكارم عند اللَّه نجل أكارم تولتهم أيدي الطغاة فلم تنل قضاياهم من ذاك وصمة واصم فمن مبلغ نقفور عني مقالتي جوابا لما أبداه من نظم ناظم لئن كان بعض العرب طارت قلوبهم أو ارتد منهم حشوة كالبهائم لقد أسلمت بالشرق هند وسندها وصين وأتراك الرجال الأعاجم بتدبير منصور بْن نوح وجنده وأشياخه أهل النهى والعزائم وإن تك بغداد أصيبت بملكها وصارت عبيدا للعبيد الديالم فللحق أنصار ولله صفوة يذودون عنه بالسيوف الصوارم فمن عرب غلب ملوك بغالب ومن عجم صيد ملوك بهازم فبالدين منهم قائم أي قائم وللملك منهم هاشم أي هاشم جزى اللَّه سيف الدولة الخير باقيا وأكرمه بالفاضلات الكرائم وألبس منصور بْن نوح سلامة تدوم له ما عاش أدوم دائم هما أمنا الإسلام من كل هاضم وصانا بناء الدين عن كل هادم ومن مبلغ نقفور عني نصيحة بتقدمة قدام عض الأباهم أتتك خراسان تجر خيولها مسومة مثل الجراد السوائم كهول وشبان حماة أحامس ميامن فِي الهيجاء غير مشائم غزاة شروا أرواحهم من إلاههم بجناته والله أوفى مساوم فإن تعرضوا فالحق أبلج واضح معالمه مشهورة كالمعالم تعالوا نحاكمكم ليحكم بيننا إلى السيف أن السيف أعدل حاكم سيجري بنا والله كاف وعاصم لنا خير واف للعباد وعاصم ونرجو بفضل اللَّه فتحا معجلا ننال بقسطنطين ذات المحارم هناك ترى نقفور والله قادر ينادى عليه قائما فِي المقاسم ويجرى لنا فِي الروم طرا وأهلها وأموالها جمعا سهام المغانم فيضحك منا سن جذلان باسم ويقرع منه سن خزيان نادم وإن تسلموا فالسلم فيه سلامة وأهنأ عيش للفتى عيش سالم وقول القفال فِي جوابه : إن نقفور تشبع بما لم يعط ، صحيح ؛ فإنه افتخر بأخذهم سروج ، والآخذ لها غيره من الروم ، وكذلك جزيرة إقريطش ، إنما أخذها ملك الروم أرمانوس بْن قسطنطين ، وكل ذلك قبل سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة ، وإنما تملك نقفور اللعين سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة . ونقفور هو الدمستق ، فتح المصيصة بالسيف ، ثم سار إلى طرسوس ، فطلب أهلها الأمان ، ودخلها ، وجعل الجامع اصطبلا لدوابه ، وصارت بأيديهم فيما أحسب إلى سنة إحدى وستين وسبع مائة ، فتحها الأمير سيف الدين بيدمر الخوارزمي ، حال نيابته بحلب ، أحسن اللَّه جزاءه . وأما سيف الدولة بْن حمدان ، فقد كانت له الآثار الجميلة إذ ذاك ، وغزا الروم فِي سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة فِي ثلاثين ألفا ، وفتح حصونا عديدة ، وقتل وسبى وغنم ، ثم أخذ الروم عليه الدرب ، واستولوا على عسكره قتلا وأسرا ، وله معهم حروب يطول شرحها . والمنديل المشار إليه كان من آثار عيسى بْن مريم عليه السلام عند أهل الرها يتبركون به ، فحاصرها إلى أن صالحوه ، وسلموه إليه . وقد وقفت للفقيه أَبِي مُحَمَّد بْن حزم الظاهري على جواب عن هذه القصيدة الملعونة ، أجاد فيه ، وكأنه لم يبلغه جواب القفال . فمن جواب أَبِي مُحَمَّد : من المحتمي بالله رب العوالم ودين رسول اللَّه من آل هاشم مُحَمَّد الهادي إلى اللَّه بالتقى وبالرشد والإسلام أفضل قائم عليه من اللَّه السلام مرددا إلى أن يوافي البعث كل العوالم إلى قائل بالإفك جهلا وضلة على النقفور المنبري فِي الأعاجم دعوت إماما ليس من أمر آله بكفيه إلا كالرسوم الطواسم دهته الدواهي فِي خلافته كما دهت قبله الأملاك دهم الدواهم ولا عجب من نكبة أو ملمة تصيب الكريم الحر وابن الأكارم ولو أنه فِي حال ماضي جدوده لجرعتم منه سموم الأراقم عسى عطفة لله فِي أهل دينه تجدد منهم دارسات المعالم فخرتم بما لو كان فهم يريكم حقائق دين اللَّه أحكم حاكم إذن لعرتكم خجلة عند ذكره وأخرس منكم كل قيل مخاصم سلبناكم دهرا ففزتم بكرة من الدهر أفعال الضعاف العزائم فطرتم سرورا عند ذاك ونخوة كفعل المهين الناقص المتعاظم وما ذاك إلا فِي تضاعيف غفلة عرتنا وصرف الدهر جم الملاحم ولما تنازعنا الأمور تخاذلا ودالت لأهل الجهل دولة ظالم وقد شغلت فينا الخلائف فتنة لعبدانهم من تركهم والديالم بكفر أياديهم وجحد حقوقهم لمن رفعوه من حضيض البهائم وثبتم على أطرافنا عند ذلكم وثوب لصوص عند غفلة نائم ألم ننتزع منكم بأيد وقوة جميع بلاد الشام ضربة لازم ومصر وأرض القيروان بأسرها وأندلسا قسرا بضرب الجماجم ألم تنتصف منكم على ضعف حالها صقلية فِي بحرها المتلاطم أحلت بقسطنطينة كل نكبة وسامتكم سوء العذاب الملازم مشاهد تقديساتكم وبيوتها لنا وبأيدينا على رغم راغم أما بيت لحم والقمامة بعدها بأيدي رجال المسلمين الأعاظم وكرسيكم فِي أرض إسكندرية وكرسيكم فِي القدس فِي أورشالم ضممناهم قسرا برغم أنوفكم كما ضمت الساقين سود الأداهم وكرسي أنطاكية كان برهة ودهرا بأيدينا وبذل الملاغم فليس سوى كرسي رومة فيكم وكرسي قسطنطينة فِي المقادم ولابد من عود الجميع بأسره إلينا بعزم قاهر متعاظم أليس يزيد حل وسط دياركم على باب قسطنطينة بالصوارم ومسلمة قد داسها بعد ذاكم بجيش لهام كالليوث الضراغم وأخدمكم بالذل مسجدنا الذي بنى فيكم فِي عصرنا المتقادم إلى جنب قصر الملك فِي أرض ملككم ألا هذه حقا صريمة صارم وأدى لهارون الرشيد مليككم إتاوة مغلوب وجزية غارم سلبناكم مسرى شهورا بقوة حبانا بها الرحمن أرحم راحم إلى أرض يعقوب وأرياف دومة إلى لجة البحر البعيد المحارم فهل سرتم فِي أرضنا قط جمعة أَبَى اللَّه ذاكم يا بقاة الهزائم فما لكم إلا الأماني وحدها بضائع نوكى تلك أضغاث حالم رويدا يعد نحو الخلافة نورها ويكشف مغبر الوجوه السواهم وحينئذ تدرون كيف فراركم إذا صدمتكم خيل جيش مصادم على سلف العادات منا ومنكم ليالي أنتم فِي عداد الغنائم سبيتم سبايا ليس يكثر عدها وسبيكم فينا كقطر الغمائم فلو رام خلق عدها رام معجزا وأنى بتعداد لريش الحمائم بأبناء حمدان وكافور صلتم أراذل أنجاس قصار المعاصم دعي وحجام أتوكم فتهتم وما قدر مصاص دماء المحاجم ليالي قدناكم كما اقتاد جازر جماعة أتياس لحز الحلاقم وسقنا على رسل بنات ملوككم سبايا كما سيقت ظباء الصرائم ولكن سلوا عنا هرقلا ومن خلا لكم من ملوك مكرمين قماقم يخبركم عنا المتوج منكم وقيصركم عن سبينا كل آيم وعما فتحنا من منيع بلادكم وعما أقمنا فيكم من مسالم ودع كل نذل منتم لا تعده إماما ولا من محكمات الدعائم فهيهات سامرا وتكريت منكم إلى جبل تلكم أماني هائم متى يتمناها الضعيف ودونها تطاير هامات وحز الغلاصم ومن دون بغداد سيوف حديدة ميسرة للحرب من آل هاشم محلة أهل الزهد والخير والتقى ومنزلة محتلها كل عالم دعوا الرملة الغراء عنكم ودونها من المسلمين الصيد كل ملازم ودون دمشق كل جيش كأنه سحائب طير تنتحي بالقوادم وضرب يلقي الروم كل مذلة كما ضرب الضراب بيض الدراهم ومن دون أكناف الحجاز جحافل كقطر الغيوث الهاملات السواجم بها من بني عدنان كل سميذع ومن حي قحطان كرام العمائم ولو قد لقيتم من قضاعة عصبة لقيتم ضراما فِي يبيس الهشائم إذا صبحوكم ذكروكم بما خلا لهم معكم من مأزق متلاحم زمان يقودون الصوافن نحوكم ليبغوا يسارا منكم فِي المغانم سيأتيكم منهم قريبا عصائب تنسيكم تذكار أخذ العواصم وأموالكم فيء لهم ودماؤكم بها يشتفي حر النفوس الحوائم وأرضكم حقا سيقتسمونها كما فعلوا دهرا بعدل المقاسم ولو طرقتكم من خراسان عصبة وشيراز والري القلاع القوائم لما كان منكم عند ذلك غير ما عهدنا لكم ذل وعض الأباهم فقد طال ما زاروكم فِي بلادكم مسيرة عام بالخيول الصلادم وأما سجستان وكرمان والألى بكابل حلوا فِي ديار البراهم فمغزاهم فِي الهند لا يعرفونكم بغير أحاديث لذكر التهازم وفي فارس والسوس جمع عرمرم وفي أصبهان كل أروع عازم فلو قد أتاكم جمعهم لغدوتم فرائس للآساد مثل البهائم وبالبصرة الزهراء والكوفة التي سمت وبأدنى واسط كالكظائم جموع تسامى الرمل جم عديدهم فما أحد ينوي لقاهم بسالم ومن دون بيت اللَّه مكة والتي حباها بمجد للثريا ملازم محل جميع الأرض منها تيقنا محلة سفل الخف من فص خاتم دفاع من الرحمن عنها بحقها فما هو عما كر طرف برائم بها دفع الأحبوش عنها وقبلهم بحصباء طير من ذرا الجو حائم وجمع كموج البحر ماض عرمرم حمى سرة البطحاء ذات المحارم ومن دون قبر المصطفى وسط طيبة جموع كمسود من الليل فاحم يقودهم جيش الملائكة العلا كفاحا ودفعا عن مصل وصائم فلو قد لقيناكم لعدتم رمائما بمن فِي أعالي نجدنا والحضارم وباليمن الممنوع فتيان غارة إذا ما لقوكم كنتم كالمطاعم وفي حلتي أرض اليمامة عصبة مغاور أنجاد طوال البراجم سنفنيكم والقرمطيين دولم يعود لميمون النقيبة حازم خليفة حق ينصر الدين حكمه ولا يتقي فِي اللَّه لومة لائم إلى ولد العباس تنمى جدوده بفخر عميم أو لزهر العباشم ملوك جرى بالنصر طائر سعدهم فأهلا بماض منهم وبقادم محلتهم فِي مجلس القدس أو لدى منازل بغداد محل الأكارم وإن كان من عليا عدي وتيمها ومن أسد أهل الصلاح الحضارم فأهلا وسهلا ثم نعمى ومرحبا بهم من خيار سالفين أقادم هم نصروا الإسلام نصرا مؤزرا وهم فتحوا البلدان فتح المراغم رويدا فوعد اللَّه بالصدق وارد بتجريع أهل الكفر طعم العلاقم سنفتح قسطنطينة وذواتها ونجعلكم قوت النسور القشاعم ونملك أقصى أرضكم وبلادكم ونلزمكم ذل الجزى والمغارم ونفتح أرض الصين والهند عنوة بجيش بأرض الترك والخزر حاطم مواعيد للرحمن فينا صحيحة وليست كأمثال العقول السقائم إلى أن يرى الإسلام قد عم حكمه جميع البلاد بالجيوش الصوارم اتقرن يا مخذول دين مثلث بعيد عن المعقول بادي المآثم تدين لمخلوق يدين عباده فيا لك سحقا ليس يخفى لكاتم أنا جيلكم مصنوعة بتكاذب كلام الألى فيما أتوا بالعظائم وعود صليب لا تزالون سجدا له يا عقول الهاملات السوائم تدينون تضلالا بصلب إلهكم بأيدي يهود أرذلين ألائم إلى ملة الإسلام توحيد ربنا فما دين ذي دين لنا بمقاوم وصدق رسالات الذي جاء بالهدى مُحَمَّد الآتي برفع المظالم وأذعنت الأملاك طوعا لدينه ببرهان صدق ظاهر فِي المواسم كما دان فِي صنعاء يا لك دولة وأهل عمان حيث رهط الجهاضم وسائر أملاك اليمانين أسلموا ومن بلد البحرين قوم اللهازم أجابوا لدين اللَّه دون مخافة ولا رغبة تحظى بها كف عادم فحلوا عرى التيجان طوعا ورغبة لحق يقين بالبراهين ناجم وحاباه بالنصر المليك إلاهه وصير من عاداه تحت المناسم فقير وحيد لم تعنه عشيرة ولا دفعوا عنه شتيمة شاتم ولا عنده مال عتيد لناصر ولا دفع مرهوب ولا لمسالم ولا وعد الأنصار دنيا تخصهم بلى كان معصوما لأعظم عاصم فلم تمتهنه قط هوة آسر ولا مكنت من جسمه يد لاطم كما يفتري زورا وإفكا وضلة على وجه عيسى منكم كل آثم على أنكم قد قلتم هو ربكم فيالضلال فِي الحماقة جاثم أَبَى اللَّه أن يدعى له ابن وصاحب ستلقى دعاة الكفر حالة نادم ولكنه عَبْد نبي مكرم من الناس مخلوق ولا قول زاعم أيلطم وجه الرب تبا لجهلكم لقد فقتم فِي جهلكم كل ظالم وكم آية أبدى النبي مُحَمَّد وكم علم أبداه للشرك حاطم تساوى جميع الناس فِي نصر حقه فللكل من إعظامه حال خادم فعرب وأحبوش وترك وبربر وفرس بهم قد فاز قدح المساهم وقِبْط وأنباط وخزر وديلم وروم رموكم دونه بالقواصم أبوا كفر أسلاف لهم فتحنفوا فآبوا بحظ فِي السعادة حاثم به دخلوا فِي ملة الحق كلهم ودانوا لأحكام الإله اللوازم به صح تفسير المنام الذي أتى به دانيال قبله ختم خاتم وسند وهند أسلموا وتدينوا بدين الهدى فِي رفض دين الأعاجم وشق لنا بدر السموات آية وأشبع من صاع له كل طاعم وسالت عيون الماء فِي وسط كفه فأروى به جيشا كثير القماقم وجاء بما تقضي العقول بصدقه ولا كدعاو غير ذات قوائم عليه سلام اللَّه ما ذر شارق تعاقبه ظلماء أسحم عاتم براهينه كالشمس لا مثل قولكم وتخليطكم فِي جوهر وأقانم لنا كل علم من قديم ومحدث وأنتم حمير ذاهبات المحازم أتيتم بشعر بارد متخاذل ضعيف معاني النظم جم البلاغم فدونكها كالعقد فيه زمرد ودر وياقوت بإحكام حاكم .

الرواه :

الأسم الرتبة