تفسير

رقم الحديث : 331

أخبرنا محمد بْن إسماعيل بْن إبراهيم ، بقراءتي عليه ، أخبرنا علي بْن أحمد بْن عَبْد الواحد بْن البخاري ، إجازة ، أخبرنا الإمام أَبُو الفرج عَبْد الرحمن بْن الجوزي ، إجازة ، أخبرنا الحافظ أَبُو الفضل بْن ناصر ، إجازة ، أخبرنا المبارك بْن عَبْد الجبار بن أحمد الصيرفي ، بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا القاضي الإمام أَبُو الطيب طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر الطبري : كان ابن بابك الشاعر دخل الدينور ، وكان يتفقه عند أبي الحسين القطان مع القاضي أبي القاسم بْن كج فِي مجلس أبي الحسين القطان ، فعاتبه القاضي أَبُو القاسم بْن كج على ترك الفقه واشتغاله بالأدب ، وقال له : والدك يحثك على الفقه ويحبه ، فتركت ما كان أبوك يختاره ، واشتغلت بغيره ، فعملت قصيدة سألني إنشادها فِي مجلسه عليه : أناها أيها القاضي الجليل فقد كشف التأمل ما أقول رأيت الشرع مسموعًا مؤدى تناقله البصائر والعقول تحلى الشرب من سوم المبادي عليه لكل مجتهد دليل تراض له القرائح وهي شوس وتدركه العرائد وهي ميل إذا استفتيت فيه وأنت صدر يقلدك الورى فيما تقول أحلْت على نصوصٍ واضحات أتاك بها كتاب أو رسول ونظم الشعر ممتنع الدواعي فليس إلى مضايقه وصول إذا التنزيل أشكل منه لفظ فشاهد ذلك الشعر المقول يُنال به الغِنَى طورا وطورا ينال به الطوائل والدخول تسالمه الملوك وتتقيه وذاك لعمرك الخطب الجليل فلولا الحمد ما زكت الأيادي ولولا الذم ما عرف البخيل وقد ذكر امرؤ القيس بْن حجر فأسهب فِي مناقبه الرسول وحمَّله لواء الشعر حتى تجاذب عن عقيرته الحمول وأخبر أن فِي التبيان سحرا وتلك شهادة لا تستحيل وقد مدح النبي بهن حتى جرى فِي ماء بهجته القبول بشعر يسترقُّ به الغواني وتعبث فِي مناسبه الشمول وما أسرى إلى الأعداء إلا تقدمه من الشعراء جيل فلولا الشعر ما عزّ ابن أنثى إِلَى مجد ولا وسم الذليل ولا انتمت الرياح إلى قراها ولا انتسبت إلى العتق الخيول ولا وصف الكمي إذا تلوت عجاجته ولا ندب القتيل إذا كرم الفتى أو عزَّ بأسًا فبالتقريظ ينعم أو يديل وما يعصون عن ذل ولكن جبال الثلج تجرفها السيول ويملك أنفس العظماء قهرا ويملكنا الرحيق السلسبيل يصانع بالصواهل والغواني ويبرز عند ذي الصل الجزيل فزاد الشاعر النعم الصوافي وزاد العالم الصبر الجميل وإن تكن القيامة وعد قوم فللعثرات يومئذ مقيل فقصرك لا تطل عيب ابن ود رماك بطيبة البرق المحيل إذا فتشت عنه رأيت شخصا له فِي كل سارحة مثول بخير عناية أجرى إليها فأدركها وليس له رسيل يكد بها غنى أمل قصير وذيل من مناصبة طويل وجدت أبي أخا مال صحيح يسف وراءه وهن عليل لمعمعة على تغيير سم كما يتعظم الفحل الصئول ينبهني وناظره سئوب ويشحذني وخاطره كليل تهوينى إِلَى العلياء نفس بها لا بلات لذاتي أصول ظفرت بمرمق عبقت شذاه إليه وأعين الرائين حول ولم أحرز عليه بذاك عارا بلى عار الغبينة لا يزول حميت مرابضي ونباح كلبي فما للركب عن أرضي قفول يجوز إذا أردت أسود برج وينفر عن شقاشقتي الفحول إذا الملك اشرأب إلى ثنائي فعمت فرفَّضت منه الشمول فدونك نفثة المصدور واسلم فأنت لكل مرتزق وكيل إذا ما الدهر أيسر كل راج فأنت بنجعة الراجي كفيل إذا ما عم أهل الأرض طرًّا نداك فقد بدأت بمن تعول جعلت البشر والإحسان دينا فما ينفك ينفس أو يسيل فأنت لكل ذي قرة حميم وأنت لكل ذي ود خليل كأن الأرض دارك حين تدني قرانا واهْلها رُكْبٌ نزول بنيت الأمر حتى كل واد بمهبطه مبيت أو مقيل أعرت الأرض زينتها فجاست خلال رياضها الريح القول ودان لك الملوك فكل دان وقاص صادر عما تقول فأنت الحاكم العدل التقي وأنت العالم البر الوصول قال القاضي أَبُو الطيب : فقال القاضي أَبُو القاسم بْن كج : أجب عنه ورد عليه ، فأجبت عليه بهذا : بإذنك أيها القاضي الجليل أرد على ابن بابك ما يقول ولولا مدخل المأثور فيه ورغبة شاعر فيما تنيل لما أطرقت سمعك منه حرفًا رأيت به إليه أستقيل وصنتك عن مقالة مستبد برأي لا يساعده القبول وشعر أشعر الإنحاس منه وخطب ضمه قال وقيل فكم للقاك منه كل يوم صداع من أذاه لا يزول وكم فيه قوافٍ صادرات عن الفقهاء أصدرها الذحول وعذري فِي روايته جميل وأرجو أن يكون له قبول ذممت طريقه ونصحت فيه فأخرج صدره النصح الجميل وشق عليه إن الحق مر على الإنسان مورده ثقيل فطال لسانه فأفاض فِيهِ لأن لسان مصدور طويل يعظِّم بين أهل الشرع شعرا ويزعم أنه علم جليل ويمدحه ويغلو فِي هواه ويعلم أنه فيه محيل لأن اللَّه ذمهمُ جميعا وأنزل فيه ما وضح الدليل ولو كان الفضيلة كان منها لأفضل خلقه الحظ الجزيل ولما أن نهاه اللَّه عنه علمت بأنه نزر قليل فكيف تساويا والفقه أصل موثق من معاقده الأصول به عَبْد الإله وكان فيه صلاح الكل والدين الأصيل إذا عدل المكلف عنه يومًا أضل طريقه ذاك العدول وإن لزم الحفاظ عليه أولي نعيمًا ما لآخره أفول كفى الفقهاء أنهم هداة وأعلام كما كان الرسول مدار الدين والدنيا عليهم وفرض الناس قولهمُ المقول وأما الشعر مدح أو هجاء وأعظم ما يراد به الفضول لذلك موضع الشعراء أقصى مجالسنا وموقفهم ذليل كفاه أنه يهجو أباه وقد رباه وهو له سليل يصول بهجوه ويقول فيه مقالا ما له منه مقيل وجدت أبي أخا مال صحيح يسف وراءه وهن عليل ينبهني وناظره متور ويشحذني وخاطره كليل ولو سمعت به أذنا أبيه نفاه وهو والده الوصول على أني رأيت الشعر سهلا مآخذه بلا تعب يطول يحس إذا اجتباه المرء طبعا تساوى الحبر فيه والجهول وعلم الفقه معتاص المعاني يقصر دونها البطل الصئول ومن هذا بْن بابك فر منه وولى فهمه وبه فلول رأى بحرًا ولم يرَ منتهاه بعيد الغور ليس له وصول ولو عاناه كان اللَّه عونا وعون اللَّه فِي هذا كفيل يقرب ما تباعد منه حدًّا ويسهل من بوارقه السقيل فهذا عينه فيما حباه ومدحك بغيتي فيما أقول نوالك للورى غيث هطول وجاهك منهمُ ظل ظليل عممت الكل بالنعما فأضحوا يؤمك منهمُ جيل فجيل وسار بعلمك الركبان حتى له فِي كل ناحية نزول لسانك فِي خصومك مستطيل ورأيك فيهمُ سيف صقيل إذا ناظرتهم كانوا جميعا ثعالب بينها أسَدٌ يصول .

الرواه :

الأسم الرتبة
علي بْن أحمد بْن عَبْد الواحد بْن البخاري

ثقة إمام

Whoops, looks like something went wrong.