قَالَ : وَحَدَّثَنِي الأُوَيْسِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ ، يَقُولُ فِي الدَّابَّةِ : يَكُونُ لَهَا ثَلاثُ خَرَجَاتٍ ، تَخْرُجُ فِي نَوَاحِيَ الْيَمَنِ فَيَكْثُرُ ذِكْرُهَا فِي أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، ثُمَّ تَمْكُثُ حِينًا ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً أُخْرَى قَرِيبًا مِنْ مَكَّةَ ، فَيَفْشُو ذِكْرُهَا فِي الْمَدَائِنِ وَالْقُرَى حَتَّى تُهْرِقَ الأُمَرَاءُ عَلَيْهَا الدِّمَاءَ ، ثُمَّ يَبْقَى النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، ثُمَّ تَدْنُو إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَذَلِكَ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ الأَسْوَدِ إِلَى بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ ، إِلَى الصَّفَا إِلَى مَا هُنَالِكَ عَنْ يَمِينِ الْخَارِجِ مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَيَنْفَضُّ النَّاسُ هَارِبِينَ وَيَلْبَثُ فِي الْمَسْجِدِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ خَيْرُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ ، فَيَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ لَمْ يُعْجَزُوا ، فَتَخْرُجُ الدَّابَّةُ تَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهَا ، فَتَسْتَقْبِلُ الْمَشْرِقَ بِوَجْهِهَا ، فَتَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْض مِنَ الْمَخْلُوقِينَ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ ، ثُمَّ تَسْتَقْبِلُ الْمَغْرِبَ فَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ تَبْتَدِئُ بِتِلْكَ الْعُصْبَةِ الَّتِي فِي الْمَسْجِدِ ، فَتُبَشِّرُهُمْ وَتُحَدِّثُهُمْ بِمَحَاسِنِ أَعْمَالِهِمْ ، وَمَا لَهُمْ فِي الْجَنَّةِ مِنَ الثَّوَابِ ، ثُمَّ تَمْسُحُ وُجُوهَهُمْ فَتَجْلُوهَا حَتَّى تَكُونَ كَضَوْءِ الشَّمْسِ وَالْكَوَاكِبِ الدُّرِّيَّةِ . ثُمَّ تَتْبَعُ النَّاسَ ، فَتَمْسَحُ وَجْهَ الْمُؤْمِنِ عَلَى مَوْضِعِ السُّجُودِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ فَتَسْوَدُّ وُجُوهُهُمَا مِنْ خَضْمَتِهَا ، ثُمَّ تُبْدئُ فَتَفْتَحُ فَاهًا مَسِيرَةَ ثَلاثِ لَيَالٍ ، ثُمَّ تَذْهَبُ فِي الأَرْضِ فَلا يُدْرِكُهَا طَالِبٌ ، وَلا يَنْجُو مِنْهَا هَارِبٌ ، فَيَتَعَوَّذُ النَّاسُ مِنْهَا بِالصَّلاةِ ، فَتَأْتِي الرَّجُلَ الْفَاجِرَ ، فَتَقِفُ عَلَيْهِ ، وَهُوَ يُصَلِّي ، فَتَقُولُ لَهُ : مَا الصَّلاةُ ؟ مَا شَأْنُكَ ؟ فَيَمْشِي الشَّقِيُّ فِي صَلاتِهِ ، فَتَقُولُ لَهُ : طَوِّلْ مَا كُنْتَ تُطَوِّلُ ، فَوَاللَّهِ لأَخْطِمَنَّكَ خَطْمَةً يَسْوَدُّ مِنْهَا وَجْهُكَ ، وَتُذَكِّرُهُ بِمَسَاوِئِ عَمَلِهِ ، فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَتَخْطِمُهُ فَيَسْوَدُّ وَجْهُهُ فَتَفْعَلُ ذَلِكَ بِالنَّاسِ كُلِّهِمْ ، فَقِيلَ لِحُذَيْفَةَ : كَيْفَ يَكُونُ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : يُعَمَّرُونَ حِينًا شُرَكَاءَ فِي الأَمْوَالِ وَجِيرَانًا فِي الدِّيَارِ وَأَصْحَابًا فِي الأَسْفَارِ ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ : جَاوَرَنِي الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَيَقُولُ الآخَرُ : جَاوَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَيَقُولُ : اشْتَرَيْتُ مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُخَرْطَمِينَ ، حَتَّى يُسَمَّى كُلُّ وَاحِدٍ وَكُلُّ قَوْمٍ بِسِيمَاهِمْ ، حَتَّى أَرَى الرَّجُلَ لَيَسُومُ الرَّجُلَ بِالشِّرَاءِ ، فَيَقُولُ : كَيْفَ تَبِيعُ هَذَا يَا مُؤْمِنُ ، وَيَقُولُ الآخَرُ : كَيْفَ تَبِيعُ هَذَا يَا كَافِرُ ؟ وَيَقُولُ لِلرَّجُلِ : هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ ، وَيَقُولُ لِلآخَرِ : هَنِيئًا لَكَ النَّارُ . قَالَ : وَحَدَّثَنِي أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ مِثْلَ ذَلِكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |