حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، وَاللَّفْظُ لِقَبِيصَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، قَالَ : تَذَاكَرْنَا الدَّجَّالَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ , فَقَالَ : " تَفْتَرِقُونَ أَيُّهَا النَّاسُ لِخُرُوجِهِ ثَلاثَ فِرَقٍ , فِرْقَةٌ تَتْبَعُهُ , وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَرْضٍ بِهَا مَنَابِتُ الشِّيحِ , وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ بِشَطِّ هَذَا الْفُرَاتِ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ , حَتَّى يَجْتَمِعَ الْمُؤْمِنُونَ بِقِرَى الشَّامِ , قَالَ : وَيَبْعَثُونَ إِلَيْهِمْ طَلِيعَةً فِيهِمْ فَارِسٌ فَرَسُهُ أَشْقَرُ ، أَوْ أَبْلَقُ . فَيُقْتَلُونَ فَلا يَرْجِعُ مِنْهُمْ بَشَرٌ " . وَحَدَّثَنِي أَبُو صَادِقٍ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : فَرَسُهُ أَشْقَرُ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : يَزْعُمُ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَنْزِلُ فَيَقْتُلُهُ . قَالَ : وَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ غَيْرَ هَذَا . قَالَ : ثُمَّ يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ , فَيَمُوجُونَ فِي الأَرْضِ فَيُفْسِدُونَ فِيهَا , ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ : وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ سورة الأنبياء آية 96 ، قَالَ : فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً مِثْلَ هَذَا النَّغَفِ , فَيَلِجُ فِي أَسْمَاعِهِمْ ، وَمَنَاخِرِهِمْ ، فَيَمُوتُونَ مِنْهَا , فَتَنْتِنُ الأَرْضُ مِنْهُمْ فَتَجْأَرُ الأَرْضُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ , فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَاءً فَيُطَهَّرُ الأَرْضَ مِنْهُمْ , ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا فِيهَا زَمْهَرِيرٌ بَارِدَةٌ , فَلا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنٌ إِلا كُفِتَ بِتِلْكَ الرِّيحِ ، ثُمَّ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ ، ثُمَّ يَقُومُ مَلَكُ الصُّوَرِ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ , فَيَنْفُخُ فِيهِ ، قَالَ : وَأَرَاهُ قَالَ : وَالصُّورُ قَرْنٌ , فَلا يَبْقَى خَلْقٌ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا مَاتَ . ثُمَّ يَكُونُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ , فَلَيْسَ مِنْ بَنِي آدَمَ خَلْقٌ إِلا فِي الأَرْضِ مِنْهُ شَيْءٌ . ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ مَنِيٍّ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ فَتَنْبُتُ لُحْمَانُهُمْ وَأَجْسَامُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ , كَمَا تَنْبُتُ الأَرْضَ مِنَ الثَّرَى , ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ : " وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ " ، ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيهِ , فَتَنْطَلِقُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَى جَسَدِهَا , حَتَّى تَدْخُلَ فِيهِ , فَيَقُومُونَ فَيُحَيُّونَ بِتَحِيَّةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، ثُمَّ يَتَمَثَّلُ اللَّهُ لِلْخَلائِقِ ، فَيَتَلَقَّاهُمْ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ شَيْئًا إِلا وَهُوَ مَرْفُوعٌ لَهُ يَتْبَعُهُ ، فَيَلْقَى الْيَهُودَ ، فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ عُزَيْرًا ، فَيَقُولُ : هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ , فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ , وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ , ثُمَّ قَرَأَ عَبْدَ اللَّهِ : وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا سورة الكهف آية 100 . ثُمَّ يَلْقَى النَّصَارَى فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ , فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ الْمَسِيحَ , فَيَقُولُ : هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ , فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ , وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ , قَالَ : ثُمَّ كَذَلِكَ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ شَيْئًا , قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ : وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ { 24 } مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ سورة الصافات آية 24-25 حَتَّى يَمُرَّ الْمُسْلِمُونَ ، فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : اللَّهَ لا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا , فَيَنْتَهِرُهُمْ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ : مَنْ تَعْبُدُونَ , فَيَقُولُونَ : اللَّهَ نَعْبُدُ لا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا , فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : سُبْحَانَهُ إِذَا تَعَرَّفَ لَنَا عَرَفْنَاهُ , قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكْشِفُ عَنْ سَاقٍ ، فَلا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلا خَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا , وَيَبْقَى الْمُنَافِقُونَ ظُهُورُهُمْ طَبَقًا وَاحِدًا , كَأَنَّمَا فِيهِ السَّفَافِيدُ , فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا : فَيَقُولُ : قَدْ كُنْتُمْ تُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَأَنْتُمْ سَالِمُونَ ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِالصِّرَاطِ فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ , فَيَمُرُّ النَّاسُ بِقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ , يَمُرُّ أَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ , قَالَ : ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ , قَالَ : ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ , ثُمَّ كَأَسْرَعِ الْبَهَائِمِ , قَالَ : ثُمَّ كَذَلِكَ , حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ سَعْيًا , وَكَذَلِكَ يَجِيءُ الرَّجُلُ مَشْيًا , وَحَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ رَجُلا يَتَلَبَّطُ عَلَى بَطْنِهِ , فَيَقُولُ : يَا رَبِّ لِمَ أَبْطَأْتَ بِي ؟ فَيَقُولُ : إِنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ عَمَلُكَ ، ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ فِي الشَّفَاعَةِ ، فَيَكُونُ أَوَّلُ شَافِعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَوْحَ الْقُدُسِ جِبْرِيلَ ، ثُمَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللَّهِ , ثُمَّ مُوسَى أَوْ عِيسَى , ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَابِعًا , لا يَشْفَعُ بَعْدَهُ أَحَدٌ كَمَا يَشْفَعُ فِيهِ , وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي ذَكَرَ لَهُ اللَّهُ : عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا سورة الإسراء آية 79 ، قَالَ : وَلَيْسَ مِنْ نَفْسٍ إِلا وَتَنْظُرُ إِلَى بَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ , وَبَيْتٍ فِي النَّارِ , وَهُوَ يَوْمُ الْحَسْرَةِ , يَرَى أَهْلُ النَّارِ الْبَيْتَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ , فَيَقُولُونَ : لَوْ عَمِلْتُمْ , وَيَرَى أَهْلُ الْجَنَّةِ الْبَيْتَ الَّذِي فِي النَّارِ , فَيَقُولُونَ : لَوْلا أَنَّ اللَّهَ مَنَّ عَلَيْكُمْ . قَالَ : ثُمَّ يَشْفَعُ الْمَلائِكَةُ ، وَالنَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ ، وَالصَّالِحُونَ ، وَالْمُؤْمِنُونَ , فَيُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ . ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ , فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ أَكْثَرَ مِمَّا أَخْرَجَ مِنْ جَمِيعِ الْخَلائِقِ بِرَحْمَتِهِ , حَتَّى مَا يَتْرُكَ فِيهَا أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ , ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ : مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ { 42 } قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ { 43 } وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ { 44 } وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ { 45 } وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ { 46 } حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ سورة المدثر آية 42-47 , قَالَ : ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَكَذَا وَضَمَّ كَفَّهُ , وَعَقَدَ بِيَدِهِ أَرْبَعًا , أَلا هَلْ تَرَوْنَ فِي هَؤُلاءِ مِنْ خَيْرٍ ؟ أَلا مَا يَتْرُكُ فِيهَا أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ . فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لا يُخْرِجَ مِنْهَا أَحَدًا غَيَّرَ وُجُوهَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ , فَيَجِيءُ فَيَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ فَيَشْفَعُ , فَيَقُولُ : يَا رَبِّ , فَيَقُولُ : مَنْ عَرَفَ أَحَدًا فَلْيُخْرِجْهُ , فَيَجِيءُ الرَّجُلُ فَيَنْظُرُ فَلا يُعْرَفُ أَحَدًا , فَيُنَادِيهِ الرَّجُلُ فَيَقُولُ : يَا فُلانُ ، يَا فُلانُ , فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ , فَيَقُولُ : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ سورة المؤمنون آية 107 , فَيَقُولُ : اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ سورة المؤمنون آية 108 , قَالَ : فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ أُطْبِقَتْ عَلَيْهِمْ فَلا يَخْرُجُ مِنْهَا بَشَرٌ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ | عبد الله بن مسعود / توفي في :32 | صحابي |
أَبِي الزَّعْرَاءِ | عبد الله بن هانئ الأزدي | مقبول |
سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ | سلمة بن كهيل الحضرمي | ثقة |
سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ | سفيان الثوري | ثقة حافظ فقيه إمام حجة وربما دلس |
وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ | محمد بن كثير العبدي / ولد في :133 / توفي في :223 | ثقة |
قَبِيصَةُ | قبيصة بن عقبة السوائي / توفي في :215 | ثقة |