أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الثَّقَفِيُّ ، بِأَصْبَهَانَ : أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخْبَرَهُمْ ، أبنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ الْخَبَّازُ ، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أبنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ لَقِيَ عُمَرَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ ، قَالَ وَهُوَ مُتَقَلِّدُ السَّيْفَ ، فَقَالَ : أَيْنَ تَعْتَمِدُ يَا عُمَرُ ؟ فَقَالَ : أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا . قَالَ : فَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي زُهْرَةَ وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا ؟ قَالَ : مَا أَرَاكَ إِلا قَدْ صَبَوْتَ وَتَرَكْتَ دِينَكَ الَّذِي هُوَ أَنْتَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ ؟ إِنَّ خَتَنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوَا وَتَرَكَا دِينَهُمَا الَّذِي هُمَا عَلَيْهِ . قَالَ : فَمَشَى إِلَيْهِمَا ذَامِرًا ، قَالَ إِسْحَاقُ : يَعْنِي مُتَغَضِّبًا ، حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ ، قَالَ : وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ ، يُقَالُ لَهُ : خَبَّابٌ يُقْرِيهِمَا سُورَةَ طه . قَالَ : فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ حِسَّ عُمَرَ دَخَلَ تَحْتَ سَرِيرٍ لَهُمَا . فَقَالَ : مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ ؟ قَالا : مَا عَدَا حَدِيثًا تَحَدَّثنا بَيْنَنَا . فَقَالَ : لَعَلَّكُمَا قَدْ صَبَوْتُمَا وَتَرَكْتُمَا دِينَكُمَا الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ ؟ فَقَالَ خَتَنُهُ : يَا عُمَرُ ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ ؟ قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَى خَتْنِهِ فَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا . قَالَ : فَدَفَعَتْهُ أُخْتُهُ عَنْ زَوْجِهَا ، فَضَرَبَ وَجْهَهَا ، فَدَمِيَ وَجْهُهَا ، قَالَ : فَقَالَتْ لَهُ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ ؟ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : أَرُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي كُنْتُمْ تَقْرَءُونَ ، قَالَ : وَكَانَ عُمَرُ يَقْرَأُ الْكُتُبَ ، قَالَ : فَقَالَتْ أُخْتُهُ : لا أَنْتَ رَجِسٌ ، أَعْطِنَا مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَرُدَّنَّهُ عَلَيْنَا ، وَقُمْ فَاغْتَسِلْ وَتَوَضَّأْ ، قَالَ : فَفَعَلَ ، قَالَ : فَقَرَأَ عُمَرُ طه { 1 } مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى { 2 } سورة طه آية 1-2 إِلَى قَوْلِهِ : لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي { 14 } إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا سورة طه آية 14-15 ، قَالَ عُمَرُ : دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ ، قَالَ : فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ قَوْلَ عُمَرَ دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا عُمَرُ ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ : " اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ " ، قَالَ : قَالُوا : هُوَ فِي الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا يُوحَى إِلَيْهِ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ عُمَرُ ، وَعَلَى الْبَابِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَلَمَّا رَأَى حَمْزَةُ وَجِلَ الْقَوْمُ مِنْ عُمَرَ ، قَالَ : نَعَمْ فَهَذَا عُمَرُ ، فَإِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُسْلِمْ وَيَتَّبِعِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا ، قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ وَحَمَائِلِ السَّيْفِ ، فَقَالَ : " مَا أَنْتَ بِمُنْتَهٍ يَا عُمَرُ حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بِكَ مِنَ الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، اللَّهُمَّ اهْدِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ قَالَ : اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . وَبِهِ أبنا أَبُو يَعْلَى ، قَالَ : وَحَدَّثَنَاهُ مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، ثنا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : خَرَجَ عُمَرُ مُتَقَلِّدَ السَّيْفَ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ | أنس بن مالك الأنصاري | صحابي |
الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ | القاسم بن عثمان البصري | مقبول |
إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ | إسحاق بن يوسف الأزرق | ثقة مأمون |
مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ | محمود بن خداش الطالقاني / ولد في :160 / توفي في :250 | ثقة |
أَنَسٍ | أنس بن مالك الأنصاري | صحابي |
أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى | أبو يعلى الموصلي | ثقة مأمون |
الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ | القاسم بن عثمان البصري | مقبول |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ | محمد بن إبراهيم الأصبهاني / ولد في :285 / توفي في :381 | ثقة مأمون |
إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ | إسحاق بن يوسف الأزرق | ثقة مأمون |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ | إبراهيم بن منصور السلمي | ثقة |
مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى | مجاهد بن موسى الختلي / ولد في :158 / توفي في :244 | ثقة |
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ | الحسين بن عبد الملك الأصبهاني | ثقة |
أَبُو يَعْلَى | أبو يعلى الموصلي | ثقة مأمون |
زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الثَّقَفِيُّ | زاهر بن أحمد الثقفي | صدوق حسن الحديث |