أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْهَرَوِيُّ الصُّوفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ ، قِيلَ لَهُ : أَخْبَرَكُمْ أَبُو شُجَاعٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَسْطَامِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَلِيلِيُّ ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخُزَاعِيُّ الْبُخَارِيُّ ، أنا أَبُو سَعِيدٍ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ مَعْقِلٍ الشَّاشِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، ثنا دَاوُدُ ابْنُ رُشَيْدٍ ، ثنا الْوَلِيدُ ، حَدَّثَنِي وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَجَّهَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ لِقِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ ، فَأَبَى أَنْ يَرُدَّهُ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ ، وَذَكَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ : " نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ , سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ " ، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا وَحْشِيُّ , سِرْ مَعَ خَالِدٍ فَجَاهِدْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا جَاهَدْتَ لِتَصُدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، قَالَ وَحْشِيٌّ : فَسَارَ وَسِرْتُ مَعَهُ ، فَقَاتَلْنَا أَهْلَ الرِّدَّةِ حَتَّى رَجَعُوا إِلَى الإِسْلامِ ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ وَكَفَرَةِ بَنِي حَنِيفَةَ ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا وَهَزَمُوا الْمُسْلِمِينَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، وَكَرَّ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ فِي الرَّابِعَةِ فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَثَبَّتَ اللَّهُ أَقْدَامَهُمْ ، وَحَسُّوا مَوْقِعَ السُّيُوفِ ، فَاخْتَلَفَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَنِي حَنِيفَةَ السُّيُوفُ ، حَتَّى رَأَيْتُ شِبْهَ النَّارِ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهَا ، وَحَتَّى سَمِعْتُ لَهَا أَصْوَاتًا كَالأَجْرَاسِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ , جَلَّ جَلالُهُ , نَصْرَهُ ، وَهَزَمَ اللَّهُ بَنِي حَنِيفَةَ ، وَقَتَلَ اللَّهُ مُسَيْلِمَةَ . قَالَ وَحْشِيٌّ : فَلَقَدْ ضَرَبْتُ يَوْمَئِذٍ بِسَيْفِي حَتَّى غَرِيَ قَائِمُهُ فِي كَفِّي مِنْ دِمَائِهِمْ ، وَكَتَبُوا بِفَتْحِ اللَّهِ وَنَصْرِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ يَأْمُرُهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى نَاحِيَةِ الْعِرَاقِ ، فَفَعَلَ .