أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي الْهَرَوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ بِبَغْدَادَ ، قِيلَ لَهُ : أَخْبَرَكُمْ أَبُو شُجَاعٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَسْطَامِيُّ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَلِيلِيُّ ، أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخُزَاعِيُّ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِبَلْخَ ، أَنا أَبُو سَعِيدٍ الْهَيْثَمُ بْن كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنُ الْمُنَادِي ، ثنا شَبَابَةُ ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، ثنا عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْصَرَفَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَأَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلا يُقَاتِلُ عَنْهُ وَيَحْمِيهِ ، قُلْتُ : كُنْ طَلْحَةَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ، كُنْ طَلْحَةَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ أَدْرَكَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، فَإِذَا هُوَ يَشْتَدُّ كَأَنَّهُ طَيْرٌ حَتَّى لَحِقَنِي ، فَدَفَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا طَلْحَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ صَرِيعًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دُونَكُمْ أَخَاكُمْ فَقَدْ أَوْجَبَ " ، وَقَدْ رُمِيَ النَّبِيُّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فِي جَبِينِهِ ، وَرُمِيَ وَجْهُهُ حَتَّى غَابَتْ حَلَقَةٌ مِنْ حَلَقِ الْمِغْفَرِ فِي وَجْنَتِهِ ، فَذَهَبْت لأَنْزِعَهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ يَا أَبَا بَكْرٍ إِلا تَرَكْتَنِي . قَالَ : فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ السَّهْمَ بِفِيهِ فَجَعَلَ يُنَضْنِضُهُ كَرَاهَةَ أَنْ يُؤْذِيَ النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ اسْتَلَّ السَّهْمَ بِفِيهِ ، وَنَدَرَتْ ثَنِيَّةُ أَبِي عُبَيْدَةَ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : ثُمَّ ذَهَبْتُ لآخُذَ الآخَرَ ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ يَا أَبَا بَكْرٍ إِلا تَرَكْتَنِي . قَالَ : فَأَخَذَهُ بِفِيهِ فَجَعَلَ يُنَضْنِضُهُ ، ثُمَّ اسْتَلَّهُ ، وَنَدَرَتْ ثَنِيَّةُ أَبِي عُبَيْدَةَ الأُخْرَى ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دُونَكُمْ أَخَاكُمْ فَقَدْ أَوْجَبَ " ، قَالَ : فَأَقْبَلْنَا عَلَى طَلْحَةَ نُعَالِجُهُ ، وَقَدْ أَصَابَتْهُ بِضْعَةَ عَشَرَ ضَرْبَةً ؛ بَيْنَ ضَرْبَةٍ ، وَطَعْنَةٍ ، وَرَمْيَةٍ ، وَمِنْهَا بَرِيقًا فِي جَبِينِهِ ، وَمِنْهَا مَا قَطَعَ نَسَاهُ حَتَّى يَبُسَتْ أُصْبُعُهُ . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ إِسْحَاقَ ، وَرَوَاهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الْحَارِثِ ، عَنْ شَبَابَةَ بِنَحْوِهِ . قُلْتُ : لا أَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلا مِنْ رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ ، وَلَكِنَّ قِصَّةَ طَلْحَةَ وَثُبُوتَهُ مَعَ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَوْمَ أُحُدٍ مُشْتَهِرَةٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .