حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، نَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ : جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى أَبِي أَنَسٍ , فَقَالَتْ : قَدْ جِئْتُ الْيَوْمَ بِمَا تَكْرَهُ , فَقَالَ : لا تَزَالِينَ تَجِيئِينَ بِمَا أَكْرَهُ مِنْ عِنْدِ الأَعْرَابِيِّ ، قَالَ : كَانَ أَعْرَابِيًّا اصْطَفَاهُ اللَّهُ وَاخْتَارَهُ وَجَعَلَهُ نَبِيًّا , قَالَ : مَاذَا الَّذِي جِئْتِ بِهِ ؟ قَالَتْ : حُرِّمَتِ الْخَمْرُ ، هَذَا فِرَاقٌ بَيْنِي وَبَيْنَكِ فَمَاتَ مُشْرِكًا ، وَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ : مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ ؟ قَالَ : جِئْتُ خَاطِبًا قَالَتْ : أَسْلَمْتَ ؟ قَالَ : لا قَالَ : مَا تَسْأَلِينَ عَنْ إِسْلَامِي ؟ قَالَتْ : لَمْ أَكُنْ أَتَزَوَّجُكَ وَأَنْتَ مُشْرِكٌ قَالَ : لَا وَاللَّهِ مَا هَذَا دَهْرُكِ قَالَتْ : فَمَا دَهْرِي ؟ قَالَ : دَهْرُكِ فِي الصَّفْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ قَالَتْ : فَإِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّكَ إِنْ أَسْلَمْتَ فَقَدْ رَضِيتُ بِالإِسْلامِ مِنْكَ قَالَ : فَمَنْ لِي بِهَذَا ؟ قَالَتْ : يَا أَنَسُ ، قُمْ فَانْطَلِقْ مَعَ عَمِّكَ فَقَامَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَاتِقِي فَانْطَلَقْنَا حَتَّى كُنَّا قَرِيبًا مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ كَلامَهُ فَقَالَ : هَذَا أَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ غُرَّةُ الإِسْلامِ حَتَّى جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَزَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الإِسْلامِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا ثُمَّ إِنَّ الْغُلَامَ دَرَجَ وَأُعْجِبَ بِهِ أَبُوهُ فَقَبَضَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ : مَا فَعَلَ ابْنِي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ : خَيْرُ مَا كَانَ قَالَتْ : أَلَا تَتَغَدَّى قَدْ أَخَّرْتُ غَدَاءَكَ الْيَوْمَ قَالَ : فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ غَدَاءَهُ فَتَغَدَّى حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ غَدَائِهِ قَالَتْ : يَا أَبَا طَلْحَةَ عَارِيَةٌ اسْتَعَارَهَا قَوْمٌ وَكَانَتِ الْعَارِيَةُ عِنْدَهُمْ مَا قَضَى اللَّهُ ، وَإِنَّ أَهْلَ الْعَارِيَةِ أَرْسَلُوا إِلَى عَارِيَتِهِمْ فَقَبَضُوهَا ، أَلَهُمْ أَنْ يَجْزَعُوا عَلَيْهِ ؟ قَالَ : لا ، قَالَتْ : فَإِنَّ ابْنَكَ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا قَالَ : وَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَتْ : هَا هُوَ ذَا فِي الْمَخْدَعِ فَدَخَل فَكَشَفَ عَنْهُ وَاسْتَرْجَعَ فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ بِقَوْلِ أُمِّ سُلَيْمٍ قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَقَدْ قَذَفَ اللَّهُ تَعَالَى فِي رَحِمِهَا ذَكَرًا لِصَبْرِهَا عَلَى وَلَدِهَا قَالَ : فَوَضَعَتْهُ ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اذْهَبْ يَا أَنَسُ إِلَى أُمِّكَ فَقُلْ لَهَا إِذَا قَطَعْتِ سِرَارَ ابْنِكِ فَلا تُذِيقِيهِ شَيْئًا حَتَّى تُرْسِلِي بِهِ إِلَيَّ قَالَ : فَوَضَعَتْهُ عَلَى ذِرَاعِي حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : ائْتِنِي بِثَلَاثِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةٍ قَالَ : فَجِئْتُهُ بِهِنَّ فَقَذَفَ نَوَاهُنَّ ثُمَّ قَذَفَهُ فِي فِيهِ فَلاكَهُ ثُمَّ فَتَحَ فَا الْغُلامِ فَجَعَلَهُ فِي فِيهِ فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ فَقَالَ : أَنْصَارِيٌّ يُحِبُّ التَّمْرَ فَقَالَ : اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ فَقُلْ بَارَكَ اللَّهُ لَكِ فِيهِ وَجَعَلَهُ بَرًّا تَقِيًّا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ | النضر بن أنس الأنصاري / توفي في :105 | ثقة |
حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ | حرب بن ميمون الأنصاري | صدوق حسن الحديث |
يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ | يونس بن محمد المؤدب / توفي في :207 | ثقة ثبت |
أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ | أحمد بن منصور الرمادي | ثقة حافظ |