حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْمِصْرِيُّ مِنْ بَاهِلَةَ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الضُّبَعِيُّ عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ : " نَشَأْتُ غُلامًا أَشْتَهِي الْعِلْمَ ، فَخَرَجْتُ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ بِالْمَدِينَةِ ، فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ ، فَقَدِمَ ابْنٌ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْحَجِّ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابُ أَبِيهِ هِشَامٍ أَنْ قِفْ بِالنَّاسِ عَلَى أَلالٍ ، فَقَرَأَهُ فَلَمْ يَدْرِ مَا أَلالٌ ، فَبَعَثَ إِلَى الزُّهْرِيِّ فَدَعَاهُ فَقَالَ : إِنَّ كِتَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَرَدَ بِأَنْ قِفْ بِالنَّاسِ عَلَى أَلالٍ فَأَيُّ شَيْءٍ عِنْدَكَ ؟ فَقَالَ : مَا عِنْدِي فِيهِ شَيْءٌ مَا أَدْرِي مَا أَلالٌ , قَالَ : فَتَحَيَّرَ فِي أَمْرِهِ ، فَقَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّ : إِنَّ فَتًى مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَدْ قَدِمَ عَلَيَّ يَطْلُبُ الْعِلْمَ ، فَلَعَلَّ عِنْدَهُ مِنْ هَذَا عِلْمًا , فَأَرْسَلَ إِلَيَّ الزُّهْرِيُّ ، فَجِئْتُ , قَالَ : فَدَخَلَنِي مَا يَدْخُلُ الْفِتْيَانَ مِنَ الْحَصْرِ , قَالَ : فَسَكَّنَ مِنْ جَأْشِي ابْنُ شِهَابٍ وَتَرَكَنِي حَتَّى سَكَنْتُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ كِتَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَرَدَ عَلَى الأَمِيرِ يَعْنِي ابْنَ هِشَامٍ يَأْمُرُهُ يَقِفُ بِالنَّاسِ عَلَى أَلالٍ ، فَعِنْدَكَ فِي أَلالٍ عِلْمٌ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، جَبَلُ عَرَفَةَ الَّذِي يَقِفُ النَّاسُ عَلَيْهِ , قَالَ : فَعِنْدِكَ عَلَى هَذَا شَاهِدٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَوْلُ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ : بِمُصْطَحِبَاتٍ مِنْ لَصَافٍ وَثَبْرَةَ يُرِدْنَ أَلالا سَيْرُهُنَّ التَّدَافُعُ قَالَ : فَأَعْجَبَ ذَلِكَ ابْنَ شِهَابٍ , قَالَ : فَدَعَا لِي , قَالَ : فَوَهَبَ لِي وَكَسَانِي , قَالَ : فَإِنَّ ذَلِكَ أَوَّلُ شَيْءٍ أَصَبْتُهُ مِنَ الْعِلْمِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |