حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الأَجَلُّ الثِّقَةُ الأَمِينُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنْبَلِيُّ الْيُوسُفِيُّ ، مِنْ أَنْفَسِهِمْ ، قِرَاءَةً عَلَيْنَا مِنْ لَفْظِهِ وَكِتَابِهِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ ، قَالَ : أنبا الْحَافِظُ أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ النَّرْسِيُّ ، قِرَاءَةً ، قثنا سَعْدَانُ ، هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَسَنِيُّ ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ ، قِرَاءَةً ، قثنا سَعْدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَابِدُ ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ الْوَرَّاقُ ، قثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، قثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ ، قثنا أَبُو سَعِيدٍ السَّاحِلِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، قثنا مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَنَا وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْكَ ، وَاعْلَمْ - نَفْسِي لَكَ الْفِدَاءُ - أَنَّهُ مَا مِنَ امْرَأَةٍ كَائِنَةٍ فِي شَرْقٍ وَلا غَرْبٍ ، سَمِعَتْ بِمَخْرَجِي هَذَا أَوْ لَمْ تَسْمَعْ بِهِ إِلا وَهِيَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِي ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَكَ إِلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، فَآمَنَّا بِكَ وَبِالْهُدَى الَّذِي بَعَثَكَ اللَّهُ بِهِ ، وَإِنَّا مَعْشَرُ النِّسَاءِ مَقْصُورَاتٌ ، قَوَاعِدُ بُيُوتِكُمْ ، وَمَقْضَى شَهَوَاتِكُمْ ، وَحَامِلاتُ أَوْلادِكُمْ ، وَإِنَّكُمْ مَعْشَرَ الرِّجَالِ فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالْجُمُعَةِ ، وَالْجَمَاعَاتِ ، وَعِيَادَةِ الْمَرْضَى ، وَشُهُودِ الْجَنَائِزِ ، وَالْحَجِّ بَعْدَ الْحَجِّ ، وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا أَخْرَجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا وَمُرَابِطًا ، حَفِظْنَا لَكُمْ أَمْوَالَكُمْ ، وَغَزَلْنَا أَثْوَابَكُمْ ، وَرَبَّيْنَا لَكُمْ أَوْلادَكُمْ ، فَمَا نُشَارِكُكُمْ فِي الأَجْرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ بِوَجْهِهِ كُلِّهِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَسَمِعْتُمْ مَقَالَةَ امْرَأَةٍ قَطُّ أَحْسَنَ فِي مَسْأَلَتِهَا عَنْ أَمْرِ دِينِهَا مِنْ هَذِهِ ؟ " قَالُوا : وَاللَّهِ مَا ظَنَنَّا أَنَّ امْرَأَةً تَهْتَدِي إِلَى مِثْلِ هَذَا ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا فَقَالَ : " انْصَرِفِي أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ ، وَأَعْلِمِي مَنْ خَلْفَكِ مِنَ النِّسَاءِ أَنَّ حُسْنَ تَبَعُّلِ إِحْدَاكُنَّ لِزَوْجِهَا ، وَطَلَبِهَا مَرْضَاتِهِ ، وَاتِّبَاعِهَا مُوَافَقَتَهُ ، تَعْدِلُ ذَلِكَ كُلَّهُ " . فَأَدْبَرَتِ الْمَرْأَةُ وَهِيَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ اسْتِبْشَارًا . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ غَرِيبُ الإِيرَادِ .