أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِهْرَبَنْدَقْشَائِيُّ الْمَرْوَزِيُّ ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَفَّالُ ، نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْفَقِيهُ ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ حَرْبٍ الْخُزَاعِيُّ أَبُو عَمَّارٍ ، نا أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ لا يَتَطَيَّرُ ، وَلَكِنْ يَتَفَاءَلُ . قَالَ : وَكَانَتْ قُرَيْشٌ جَعَلَتْ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ لِمَنْ أَخَذَ نَبِيَّ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَرُدُّهُ عَلَيْهِمْ ، حَيْثُ تَوَجَّهَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَرَكِبَ بُرَيْدَةُ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فِي بَنِي سَهْمٍ ، فَتَلَقَّى نَبِيَّ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ . قَالَ : أَنَا بُرَيْدَةُ ، فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، بَرَدَ أَمْرُنَا وَصَلُحَ . ثُمَّ قَالَ : وَمِمَّنْ ؟ . قَالَ : مِنْ أَسْلَمَ ، قَالَ لأَبِي بَكْرٍ : سَلِمْنَا ، ثُمَّ قَالَ : مِمَّنْ ؟ قَالَ : مِنْ بَنِي سَهْمٍ ، قَالَ : خَرَجَ سَهْمُكَ ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ لِلنَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَأَسْلَمَ بُرَيْدَةُ ، وَأَسْلَمَ الَّذِينَ مَعَهُ جَمِيعًا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ بُرَيْدَةُ لِلنَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَدْخُلْ ؛ يَعْنِي : الْمَدِينَةَ إِلا وَمَعَكَ لِوَاءٌ ، فَحَلَّ عِمَامَتَهُ ثُمَّ شَدَّهَا فِي رُمْحِهِ ، ثُمَّ مَشَى بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، تَنْزِلُ عَلَيَّ ، فَقَالَ : إِنَّ نَاقَتِي هَذِهِ مَأْمُورَةٌ ، فَسَارَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى بَابِ أَبِي أَيُّوبَ ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَسْلَمَتْ بَنُو سَهْمٍ طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ .