أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ ، أنبا أَبِي ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ ، ثنا جَرِيرٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ ، رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَاقِفًا عَلَى نَاقَتِهِ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : " لَعَلَّكُمَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لَمْ تُطِقْ ، وَكَانَ حُذَيْفَةُ عَلَى جُوْخَى وَعُثْمَانُ عَلَى مَا سَقَى الْفُرَاتُ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : لَوْ شِئْتَ لأَضْعَفْتُ أَرْضِي ، وَقَالَ عُثْمَانُ : حَمَّلْتُهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ ، وَمَا فِيهَا كَثِيرُ فَضْلٍ ، قَالَ : انْظُرَا أَنْ لا تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لَهُ تُطِيقُ ، ثُمَّ قَالَ : لَئِنْ بَقِيتُ لأَرَامِلِ الْعِرَاقِ لا أَدَعُهُنَّ لا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي ، قَالَ : فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ ثَلاثٌ حَتَّى أُصِيبَ ، قَالَ : وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ قَامَ بَيْنَ كُلِّ الصَّفَّيْنِ ، فَقَالَ : اسْتَوُوا حَتَّى لا يَرَى خَلَلا ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ وَيُكَبِّرُ ، قَالَ : فَتَقَدَّمَ فَمَا هُوَ إِلا أَنْ كَبَّرَ ، فَطَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ ، قَالَ : قَتَلَنِي الْكَلْبُ ، أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، فَقَدَّمَهُ وَفِي يَدِ الْعِلْجِ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ لا يَمُرُّ بِرَجُلٍ يَمِينًا وَلا شِمَالا إِلا طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ فَطَرَحَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ حَاجِّ الْعِرَاقِ بُرْنُسًا ، فَأَخَذَهُ ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ مَأْخُوذٌ زَنْجَرَ بِنَفْسِهِ ، فَصَلَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلاةً خَفِيفَةً ، وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ لا يَدْرُونَ مَا كَانَ غَيْرَ أَنَّهُمْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَأَمَّا مَا كَانَ يَلِيهِ فَقْد رَأَى مَا رَأَى فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ : انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي ، قَالَ : فَجَالَ سَاعَةً ، ثُمَّ جَاءَ ، فَقَال : غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، قَالَ : الصَّنَعُ ؟ قَالَ : الصَّنَعُ ، قَالَ : قَاتَلَهُ اللَّهُ ، لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُهُ بِمَعْرُوفٍ ، الْحَمْدُ اللَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلامَ ، قَالَ : وَحُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ ، وَالنَّاسُ يَقُولُونَ : لا بَأْسَ عَلَيْكَ ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ ، فَشَرِبَ ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ ، فَعَرَفَ أَنَّهُ الْمَوْتُ ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : انْظُرْ مَا كَانَ عَلَيَّ مِنْ دَيْنٍ ، قَالَ : سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفًا ؟ قَالَ : إِنْ وَفَّى بِهَا مَالُ آلِ عُمَر فَأَدِّهَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَإِلا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيٍّ ، فَإِنْ وَفَّتْ أَمْوَالُهُمْ وَإِلا فَسَلْ قُرَيْشًا ، وَلا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ ، وَاذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ ، فَقُلْ : إِنَّ عُمَر يُقْرِئُكِ السَّلامَ ، وَيَسْأَلُكِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ، وَلا تَقُلْ : أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنِّي لَسْتُ لِلْمُؤْمِنِينَ بِأَمِيرٍ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لَقَدْ كُنْتُ أَرَدْتُهُ لِنَفْسِي وَلأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي فَلَمَّا جَاءَ ابْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَقْعِدُونِي وَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَى صَدْرِهِ ، فَقَالَ لابْنِ عُمَرَ : مَا لَدَيْكَ ؟ قَالَ : قَدْ أَذِنَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ إِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ثُمَّ اسْتَأْذِنْ لِي فَإِنْ أَذِنَتْ فَأَدْخِلَنِي وَإِنْ رَدَّتْ فَرُدَّنِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ قَالَ : لَوِ اسْتَخْلَفْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : مَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ، سَمَّى عَلِيًّا ، وَعُثْمَانَ ، وَطَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، وَقَالَ : أَشْهَدَهُمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ، فَمَنِ اسْتَخْلَفُوهُ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ بَعْدِي ، فَإِنْ أَصَابَتِ الأَمْرُ سَعْدًا وَإِلا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ الْخَلِيفَةُ فَإِنِّي لَمْ أَنْزِعْهُ مِنْ ضَعْفٍ وَلا خِيَانَةٍ ، قَالَ : فَدَخَلَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَدْ كَانَ لَكَ مِنَ الْقِدَمِ فِي الإِسْلامِ وَالصُّحْبَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدْ عَلِمْتَ ، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتَ فَعَدَلْتَ ، ثُمَّ الشَّهَادَةُ ، قَالَ : يَابْنَ أَخِي ؛ لَوَدِدْتُ أَنِّي نَزَلْتُ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِي شَيْءٌ مِنَ السُّلْطَانِ ، فَلَمَّا أَدْبَرَ إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ ، قَالَ : رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلامَ ، قَالَ : يَابْنَ أَخِي ، ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ ، وَأَتْقَى لِرَبِّكَ ، ثُمَّ قَالَ : أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَأُوصِيهِ بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ ، وَأَنْ يَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْرًا الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَعْفِيَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا ، فَإِنَّهُمْ رَدْءُ الإِسْلامِ وَجُبَاةُ الأَمْوَالِ ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ وَأَنْ لا يُؤْخَذَ فَضْلَهُمْ إِلا عَنْ رِضَاءٍ مِنْهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ ، وَمَادَّةُ الإِسْلامِ ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُمْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ فَيُرَدَّ فِي فُقَرَائِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ خَيْرًا أَنْ يُوَفِّيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وَأَنْ يُقَاتِلَ مِنْ وَرَائِهِمْ ، وَلا يُكَلَّفُوا فَوْقَ طَاقَتِهِمْ فَلَمَّا تُوُفِّيَ حُمِلَ ، فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ حَتَّى إِذَا دَنَا ابْنُ عُمَرَ سَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ ، ثُمَّ قَالَ : اسْتَأْذَنَكِ عُمَرُ فَأَذِنَتْ لَهُ . . . اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَأَدْخِلْهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |