حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ صَالِحٍ الصَّالِحِيُّ أَبُو الْفَرَجِ ، مِنْ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، صَاحِبِ الْمُصَلَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ طلابٍ الْمَشْغَرَائِيُّ ، مِنْ قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى غَوْطَةِ دِمَشْقَ يُقَالُ لَهَا : مَشْغَرَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُعْفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " بَيْنَمَا ثَلاثَةُ رَهْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَسِيرُونَ ، إِذْ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ ، فَسَدَّتِ الْغَارَ ، فَقَالُوا : تَعَالَوْا فَلْيَسْأَلِ اللَّهَ تَعَالَى كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا بِأَفْضَلِ عَمَلِهِ . فَقَالَ أَحَدُهُمُ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ جَمِيلَةٌ ، وَكُنْتُ أَهْوَاهَا ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا مِائَةَ دِينَارٍ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَةِ ، قَالَتِ : اتَّقِ اللَّهَ يَابْنَ عَمِّ ، ولا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلا بِحَقِّهِ . فَقُمْتُ عَنْهَا ، وَتَرَكْتُ الْمِائَةَ دِينَارٍ ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ ، أَنِّي فَعَلْتُ هَذَا خَشْيَةً مِنْكَ ، وَابْتِغَاءَ مَا عِنْدَكَ ، فَأَفْرِجْ عَنَّا ، فَانْفَرَجَ عَنْهُمْ ثُلُثُ الصَّخْرَةِ . وَقَالَ الآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، كُنْتُ أَغْدُو عَلَيْهِمَا بِصبُوحِهِمَا ، وَأَرُوحُ عَلَيْهِمَا بِغبُوقِهِمَا ، فَغَدَوْتُ عَلَيْهِمَا يَوْمًا ، فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ عَنْهُمَا ، فَيَفْقِدَا غَدَاءَهُمَا ، فَوَقَفْتُ حَتَّى اسْتَيْقَظَا ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِمَا غَدَاءَهُمَا ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَا عِنْدَكَ ، وَخَشْيَةً مِنْكَ ، فَأَفْرِجْ عَنَّا ، فَانْفَرَجَ الثُّلُثُ الثَّانِي . وَقَالَ الثَّالِثُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ ، أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا ، فَلَمَّا دَفَعْتُ إِلَيْهِ أَجْرَهُ ، قَالَ : عَمَلِي بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا ، فَتَرَكَ عَلَيَّ أَجْرَهُ ، وَقَالَ : بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَوْمٌ يُؤْخَذُ فِيهِ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ ، وَمَضَى ، فَابْتَعْتُ لَهُ بِأَجْرِهِ غَنَمًا ، وَلَمْ أَزَلْ أُنَمِّيهَا وَأَرْعَاهَا ، وَهِيَ تَزِيدُ وَتَكْثُرُ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ ، أَتَانِي ، فَقَالَ لِي : يَا هَذَا إِنَّ لِي عِنْدَكَ أَجْرًا ، عَمِلْتُ كَذَا وَكَذَا فِي وَقْتِ كَذَا وَكَذَا ، فَقُلْتُ : خُذْ هَذِهِ الْغَنَمَ ، فَهِيَ لَكَ ، فَقَالَ : تَمْنَعُنِي مِنْ أَجْرِي ، وَتَهْزَأُ بِي ، فَقُلْتُ : خُذْهَا فَهِيَ لَكَ ، فَأَخَذَهَا وَدَعَا لِي ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ هَذَا خَشْيَةً مِنْكَ ، وَابْتِغَاءَ مَا عِنْدَكَ ، فَأَفْرِجْ عَنَّا ، فَانْفَرَجَ عَنْهُمْ بَاقِي الصَّخْرَةِ ، وَخَرَجُوا يَمْشُونَ ، وَذُكِرَ الْحَدِيثُ كَذَا ، قَالَ مُؤَلِّفُ هَذَا الْكِتَابِ : هَذَا الْحَدِيثُ مَشْهُورٌ ، رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ ، وَعَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عِدَّةُ طُرُقٍ ، وَقَدِ اخْتَلَفَ فِي أَلْفَاظِهِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ ، وَلَيْسَ غَرَضِي هُنَا ، جَمْعُ طُرُقِهِ وَأَلْفَاظِهِ ، فَأَسْتَقْصِي مَا رُوِيَ مِنْ ذَلِكَ . إِلا أَنَّ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ ، غَلَطًا لا بُدَّ مِنْ تَبْيِينِهِ ، وَهُوَ أَنَّهُ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ طَرِيقٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ الْعُمَرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ لَيْسَ فِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ وَالْمَشْهُورُ أَنَّهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ . وَجَاءَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى أَبْيَنَ مِنْ هَذَا ، وَوَقَعَ لَنَا بِعُلُوٍّ ، فَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَثْرَمُ ، الْمُقْرِئُ الْبَغْدَادِيُّ ، بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " انْطَلَقَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، حَتَّى أَوَاهُمُ الْمَبِيتُ إِلَى غَارٍ ، فَدَخَلُوا ، فَانْحَدَرَتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ ، فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى نَحْوِ الرِّوَايَةِ الأُولَى .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عُمَرَ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
سَالِمٍ | سالم بن عبد الله العدوي | ثقة ثبت |
سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ | سالم بن عبد الله العدوي | ثقة ثبت |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ | عبيد الله بن عمر العدوي / توفي في :143 | ثقة ثبت |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
أَبُو أُسَامَةَ | حماد بن أسامة القرشي | ثقة ثبت |
شُعَيْبٌ | شعيب بن أبي حمزة الأموي | ثقة حافظ متقن |
أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ | الحكم بن نافع البهراني | ثقة ثبت |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُعْفِيُّ | محمد بن عبد الرحمن الجعفي / توفي في :260 | صدوق يحفظ وله غرائب |
أَبُو الْجَهْمِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ طلابٍ الْمَشْغَرَائِيُّ | أحمد بن الحسين المشعراني | صدوق حسن الحديث |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ | إبراهيم بن الهيثم الناقد | ثقة |
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَثْرَمُ ، الْمُقْرِئُ الْبَغْدَادِيُّ | محمد بن أحمد المقرئ / توفي في :336 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ صَالِحٍ الصَّالِحِيُّ أَبُو الْفَرَجِ | ابن حاجب البغدادي / توفي في :364 | ضعيف الحديث |