حَدِيثٌ : " عِيَادَةُ الْمَرِيضِ بَعْدَ ثَلاثٍ " ، ابن ماجه في الجنائز من سننه ، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات ، والبيهقي في الشعب ، كلهم من حديث مسلمة بن علي - بضم العين ، مصغر - حدثنا جريج عن حميد الطويل عن أنس قال : كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث ، ومسلمة متروك ، ولأبي يعلى في مسنده من حديث عباد بن كثير عن ثابت عن أنس قال : كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام ، سأل عنه ، فإن كان غائبا دعا له ، وإن كان شاهدا زاره ، وإن كان مريضا عاده ، وذكر حديثا ، وعباد ضعيف ، وللديلمي في مسنده من حديث أبي عصمة نوح بن أبي مريم الملقب بالجامع ، وغيره كما قال البيهقي أوثق منه ، عن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه عن أنس رفعه في حديث : والعيادة بعد ثلاث ، وكذا عنده بلا سند عن أنس رفعه : المريض لا يعاد حتى يمرض ثلاثة أيام ، وللطبراني في الأوسط من حديث نصر بن حماد أبي الحارث الوراق عن روح بن جناح عن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال : لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث ، ونصر ضعيف ، قال ابن عدي : ومع ذلك يكتب حديثه ، وهذه الطرق يتقوى بعضها ببعض ، ولذا أخذ بمضمونها جماعة ، فقال النعمان بن أبي عياش الزُّرقي أحد التابعين الفضلاء من أبناء الصحابة فيما أخرجه البيهقي في الشعب وابن أبي الدنيا : عيادة المريض بعد ثلاث ، وقال الأعمش فيما أخرجه البيهقي فقط : كنا نقعد في المجلس فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام سألنا عنه ، فإن كان مريضا عدناه ، وهذا لا يشعر باتفاقهم على هذا ، وبه جزم حجة الإسلام الغزالي فقال في الإحياء : لا يعاد إلا بعد ثلاث ، قلت : وليس في صريح الأحاديث ما يخالفه ، وما رواه الطبراني في الأوسط من حديث النضر بن عربي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال : عيادة المريض أول يوم سنة ، فما كان بعد ذلك فتطوع ، وكذا أخرجه البزار من حديث النضر ولفظه : وما زاد فهي له نافلة ، وقال : لا نعلمه بهذا اللفظ من هذا الطريق إلا عن ابن عباس ، وهو منتقد برواية الطبراني له في الكبير من حديث علي بن عروة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس ، لكن ابن عروة ضعيف متروك ، والطريق الأولى راويها النضر حديثه حسن ، وقوله سنة يريد بها سنة النبي صلى اللَّه عليه وسلم كما هو الصحيح في المسألة ، فيحتمل أن يكون مراده أول مرة .
الأسم | الشهرة | الرتبة |