حَدِيثٌ : " فَازَ الْمُخِفُّونَ " ، الحاكم في الأهوال من مستدركه ، وتمام في فوائده ، من حديث هلال بن يساف عن أم الدرداء قالت : قلت لأبي الدرداء : ما يمنعك أن تبتغي لأضيافك ما يبتغي الرجال لأضيافهم ؟ قال : سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول : أمامكم عقبة كؤد لا يجوزها المثقلون ، فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبة ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، وهو عند ابن المظفر في فضائل العباس بزيادة : إن ، في المرفوع ، وفي الطبراني بلفظ : إن وراءكم عقبة كؤدا لا يجوزها المثقلون ، فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة ، وأورده ابن الأثير في النهااية بلفظ : إن بين أيدينا عقبة كؤدا لا يجوزها إلا الرجل المخفف ، والكئود بفتح الكاف وبعدها همزة مضمومة هي العقبة الصعبة ، ويروى كما في الحلية لأبي نُعيم في قصة : التقاء عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه بأويس القرني رحمه اللَّه ، وعرض عليه نفقة وأباها ، أنه - قال : يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كؤدا لا يجاوزها إلا ضامر مخفف ، وفي الباب عن أنس عند الطبراني بلفظ : خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يوما ، وهو آخذ بيد أبو ذر فقال : يا أبا ذر ، أعلمت أن بين أيدينا عقبة كؤدا لا يصعدها إلا المخفون ، قال رجل : يا رسول اللَّه أمن المخفين أنا ، أم من المثقلين ؟ قال : عندك طعام يوم ، قال : نعم ، وطعام غد ، قال : نعم ، وطعام بعد غد ، قال : لا ، قال : لو كان عندك طعام ثلاث ، كنت من المثقلين . ومما قيل : قالوا تزوج فلا دنيا بلا امرأة وراقب اللَّه واقرأ آي ياسينا لما تزوجت طاب العيش لي وحلا وصرت بعد وجود الخير مسكينا جاء البنون وجاء الهم يتبعهم ثم التفت فلا دنيا ولا دينا هذا الزمان الذي قال الرسول لنا خفوا الرحال فقد فاز المخفون .
الأسم | الشهرة | الرتبة |