حَدِيثٌ : " لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ " ، النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالطَّحَاوِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ مَرْفُوعًا : " الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوَّ فَإِنَّ اللَّوَّ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ " ، وهو من هذا الوجه عند الطبري بلفظ : فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قدر اللَّه وما شاء فعل ، فإن لو مفتاح الشيطان ، وأوله عنده احرص ، دون ما قبله ، وقد رواه هو والنسائي أيضا من حديث فضيل بن سليمان عن ابن عجلان ، فأدخل بينه وبين الأعرج أبا الزناد ، وقال النسائي : فضيل ليس بالقوي ، وأخرجاه أيضا وكذا الطحاوي من طريق ابن المبارك عن ابن عجلان فجعل الواسطة ربيعة بن عثمان لا أبا الزناد ، ورواه النسائي من وجه آخر عن ابن المبارك ، فبين أنه سمعه من ربيعة ، وحفظه من ابن عجلان عنه ، وكذا أخرجه الطحاوي وقال : دلسه ابن عجلان عن الأعرج ، وإنما سمعه من ربيعة ، ثم رواه الثلاثة أيضا ، وكذا مسلم في صحيحه من طريق عبد اللَّه بن إدريس عن ربيعة بن عثمان فقال : عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج بدل ابن عجلان ، فيحتمل أن يكون ربيعة سمعه من كل من ابن حبان وابن عجلان ، إذ ابن المبارك حافظ كابن إدريس ، ولفظ ابن إدريس : إياك ولو فإن لو من الشيطان ، وما وقع عند بعض رواة مسلم بلفظ اللو بالتشديد قال القاضي عياض : المحفوظ خلافه ، قال النووي مشيرا للجمع بين هذا الحديث وما ثبت من استعماله صلى اللَّه عليه وسلم لو كقوله : لو سلك الناس واديا ، لو استقبلت من أمري ما استدبرت : الظاهر أن النهي عن إطلاقها فيما لا فائدة فيه ، وأما من قالها متأسفا على ما فات من طاعة اللَّه تعالى أو ما هو متعذر عليه منها ونحو هذا فلا بأس به ، وعليه يحمل أكثر الاستعمال الموجود في الأحاديث وفيه غير ذلك ، وترجمة البخاري في التمني بما يجوز من اللو قد يشير لذلك ، واللَّه الموفق .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |