حَدِيثٌ : " لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ لَكَانَ نَبِيًّا " ، قال النووي في ترجمة إبراهيم من تهذيبه : وأما ما روي عن بعض المتقدمين لو عاش إلى آخره فباطل وجسارة على الكلام على المغيبات ومجازفة وهجوم على عظيم ، ونحوه قول ابن عبد البر في تمهيده : لا أدري ما هذا فقد ولد نوح عليه السلام غير نبي ولو لم يلد النبي إلا نبيا لكان كل أحد نبيا لأنهم من ولد نوح عليه السلام انتهى . قال شيخنا : ولا يلزم من الحديث المذكور ما ذكره لما لا يخفى ، وكأنه سلف النووي ، وقد قال شيخنا أيضا عقب كلام النووي : إنه عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة قال : وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فقال في إنكاره ما قال ، وجوابه أن القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع ولا يظن بالصحابة الهجوم على مثل هذا بالظن ، قلت : والطرق الثلاثة أحدها : ما أخرجه ابن ماجه وغيره من حديث ابن عباس قال : لما مات إبراهيم ابن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال : إن له مرضعا في الجنة ، ولو عاش لكان صديقا نبيا ، ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط وما استرق قبطي ، وفي سنده أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي وهو ضعيف ، ومن طريقه أخرجه ابن منده في المعرفة وقال : إنه غريب . ثانيها : ما رواه إسماعيل السدي عن أنس قال : كان إبراهيم قد ملأ المهد ولو بقي لكان نبيا ، لكن لم يكن ليبقى فإن نبيكم آخر الأنبياء ، ثالثها : ما عند البخاري من طريق محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبي خالد قال : قلت لعبد اللَّه بن أبي أوفى : رأيت إبراهيم ابن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال : مات صغيرا ولو قضي أن يكون بعد محمد نبي عاش ابنه إبراهيم ولكن لا نبي بعده ، وأخرجه أحمد عن وكيع عن إسماعيل سمعت ابن أبي أوفى يقول : لو كان بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلم نبي ما مات ابنه ، قلت : وعزاه شيخنا للبخاري من حديث البراء فينظر ، ولأحمد والترمذي وغيرهما عن عقبة بن عامر رفعه : لو كان بعدي نبي لكان عمر ، وفي الباب عن جماعة . وروى أبو القاسم الأزهري من طريق المعافي بن زكريا حدثنا ابن أبي الأزهر حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا إسماعيل بن صبيح حدثنا أبو إدريس حدثنا محمد بن المنكدر حدثنا جابر قال : قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لعلي : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته .
الأسم | الشهرة | الرتبة |