تفسير

رقم الحديث : 873

حَدِيثٌ : " لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ " ، أحمد وابن معين والطبراني والعسكري ، من حديث أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بزيادة : إن اللَّه قال لموسى : إن قومك فعلوا كذا وكذا ، فلما عاين ألقى الألواح ، وفي لفظ : إن موسى أخبر أن قومه قد ضلوا من بعده فلم يلق الألواح ، فلما رأى ما أحدثوا ألقى الألواح ، وممن رواه عن أبي بشر هشيم فمرة بتمامه ، ومرة اقتصر على لفظ الترجمة ، كذلك رواه عنه أحمد وزياد بن أيوب والنضر بن طاهر والمأمون وأبو القاسم البغوي ، وأورده الدارقطني في الأفراد من حديث غندر عن شعبة ، والطبراني في الأوسط من حديث محمد بن عيسى الطباخ ، كلاهما عن هشيم ، وقال الدارقطني : تفرد به خلف بن سالم عن غندر عن شعبة ، والطريق الثاني وارد عليه ، وكذا رواه أبو عوانة عن أبي بشر مختصرا ، أخرجه ابن حبان والعسكري أيضا ، وقد صحح هذا الحديث ابن حبان والحاكم وغيرهما ، وقول ابن عدي : إن هشيما لم يسمعه من أبي بشر وإنما سمعه من أبي عوانة عنه فدلسه ، لا يمنع صحته ، لا سيما وقد رواه الطبراني وابن عدي وأبو يعلى الخليلي في الإرشاد من حديث ثمامة عن أنس ، ومن هذا الوجه أيضا أورده الضياء في المختارة ، وفي لفظ : ليس المعاين كالمخبر ، وأورده الدارقطني في الأفراد من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر ، وقال : إنه باطل لا يصح عن عمرو ولا عن ابن عيينة ، ولعله شبه على محمد بن ماهان يعني إذ رواه عن أبي مسلم المستملي وإبراهيم بن بشار ، كلاهما عن ابن عيينة ، انتهى . قال العسكري : وأراد صلى اللَّه عليه وسلم أنه لا يهجم على قلب المخبر من الهلع بالأمر والاستفظاع له مثل ما يهجم على قلب المعاين ، قال : وطعن بعض الملحدين في حديث موسى عليه السلام فقال : لم يصدق ما أخبره ربه ، وليس في هذا ما يدل على أنه لم يصدق أو شك فيما أخبره ، ولكن للعيان روعة هي أنكأ للقلب وأبعث لهلعة من المسموع ، قال : ومن هذا قول إبراهيم عليه السلام وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي سورة البقرة آية 260 أي بيقين النظر ، لأن للمشاهدة والمعاينة حالا ليست لغيره ، وقد أخبر ابن دريد عن أبي حاتم أن أبا مليك أحد فرسان بني يربوع لما قتلت بكر بن وائل ابنيه وأخبر بذلك ولم يشك فيه لم يظهر منه من الجزع مثل ما ظهر منه لما رآهما صريعين ، فإنه ألقى بنفسه عن فرسه عليهما ، وقد أيقن أنهما قتلا فما شك عند الخبر وغلبه الجزع عند المعاينة انتهى ، وللّه در القائل : ولكن للعيان لطيف معنى من أجله سأل المعاينة الكليم وأنشده الحريري في معنى سماعك بالمعيدي خير من رؤيته ، وقد أشار الإمام أبو عمرو بن الحاجب في مختصره الأصلي إلى هذا الحديث ، وقال البدر الزركشي : ظن أكثر الشراح أنه ليس بحديث ، زاد شيخنا في المجلس الثامن والخمسين بعد المائة من تخريجه : وأغفله ابن كثير وتنبه له السبكي . ورواه السهمي في تاريخ جرجان من طريق شعبة عن قتادة عن أنس . في نسخة بخط الداودي : أبا مليل ، بالتصغير .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابن عباس

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.