تفسير

رقم الحديث : 124

حَدِيثُ : " إِظْلالِ الْغَمَامَةِ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " . ذَكَرَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الشِّفَاءِ وَغَيْرُهُ لِرِوَايَةِ : " أَنَّ خَدِيجَةَ وَنِسَاءَهَا رَأَيْنَهُ لَمَّا قَدِمَ وَمَلَكَانِ يُظِلانِهِ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمَيْسَرَةَ ، فَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ رَأَى ذَلِكَ مُنْذُ خَرَجَ مَعَهُ فِي سَفَرِهِ " . ويروى أن حليمة رأت غمامة تظله وهو عندها ، وروي ذلك عن أخيه من الرضاعة ، ومن ذلك : أنه نزل في بعض أسفاره تحت شجرة يابسة فاعشوشب ما حولها وأينعت هي فأشرفت ، وتدلت عليه أغصانها بمحضر من رآه ، ومال فيء الشجرة إليه في الخبر الآخر حتى أظلته ، وما ذكر أنه لا ظل لشخصه في شمس ولا قمر لأنه كان نورا ، وإن الذباب كان لا يقع على جسده ولا ثيابه ، انتهى . ووقع في خروجه مع عمه إلى الشام وقصة بحيرا الراهب مما أورده ابن إسحاق معضلا ففيها : فلما نزلوا قريبا من صومعة بحيرا صنع لهم طعاما كثيرا ، وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه وهو في صومعته ، يزعمون أنه رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حين أقبلوا وغمامة تظله من بين القوم ، ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه ، فنظر إلى الغمامة حين أظلته الشجرة ، وتقصرت أغصان الشجرة على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حين استظل تحتها ، القصة . ووصله البيهقي في الدلائل ، وأبو بكر الخرائطي واللفظ له : من طريق قراد أبي نوح ، حدثنا يونس ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه ، قال : خرج أبو طالب إلى الشام ، ومعه النبي صلى اللَّه عليه وسلم في أشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب ، يعني بحيرا ، هبطوا فحلوا رحالهم ، فخرج إليهم الراهب ، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت ، قال : فنزل وهم يحلون رحالهم ، فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، وقال : هذا سيد العالمين ، زاد البيهقي ورسول رب العالمين ابتعثه اللَّه رحمة للعالمين ، فقال له أشياخ قريش : وما علمك ؟ فقال : إنكم حين أشرفتم من الثنية لم يبق شجر ولا حجر ، إلا خر ساجدا ، ولا يسجدون إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه ، ثم رجع فصنع لهم طعاما ، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل ، فقال : أرسلوا إليه ، فأقبل وغمامة تظله ، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى الشجرة ، فلما جلس صلى اللَّه عليه وسلم مال فيء الشجرة عليه ، فقال : انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه ، الحديث . وهكذا رواه الترمذي : عن أبي العباس الفضل بن سهل الأعرج ، عن قراد أبي نوح ، وهكذا رواه غير واحد من الحفاظ من حديث أبي نوح قراد ، واسمه عبد الرحمن بن غزوان ، وهو ممن خرج له البخاري ، ووثقه جماعة من الأئمة الحفاظ ، ولم أر فيه جرحا ، ومع هذا ففي حديثه هذا غرابة ، ولذا قال الترمذي : إنه حسن غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وقال عباس الدوري : ليس في الدنيا أحد يحدث به غيره ، وقد سمعه منه أحمد وابن معين لغرابته ، وانفراده به ، حكاه البيهقي ، وابن عساكر ، وأبو موسى إما أن يكون تلقاه من النبي صلى اللَّه عليه وسلم فيكون أبلغ ، أو من بعض كبار الصحابة ، أو كان مشهورا أخذه بطريق الاستفاضة ، وبالجملة فلم تذكر الغمامة في حديث أصح من هذا ، وقد استدل بذلك لجواز إظلال المحرم ، ولكن لم يكن الإظلال ملازما له صلى اللَّه عليه وسلم ، فقد وقع إظلال أبي بكر له صلى اللَّه عليه وسلم حين قدم المدينة في الهجرة لما أصابت الشمس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، وأن أبا بكر أقبل حتى جلل عليه بردائه ، بل ثبت أنه كان بالجعرانة ومعه ثوب قد أظل عليه ، وإنهم كانوا إذا أتوا على شجرة ظليلة تركوها للنبي صلى اللَّه عليه وسلم ، ونحو ذلك مما لا نطيل بتخريجه ، وكله مما يتأيد به كون لم يكن دائما ، وكذا يشهد له صنيع القاضي عياض حيث صدر ما سلف مما عزي إليه بإظلال اللَّه له بالغمام في سفره ، وإن كان في أثنائه ما ليس صريحا فيه ، واللَّه أعلم .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.