تفسير

رقم الحديث : 186

حَدِيثٌ : " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ ، وَعَلِيٌّ بَابُهَا " ، الحاكم في المناقب من مستدركه ، والطبراني في معجمه الكبير ، وأبو الشيخ ابن حيان في السنة له ، وغيرهم ، كلهم من حديث أبي معاوية الضرير عن الأعمش ، عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به بزيادة : فمن أتى العلم فليأت الباب ، ورواه الترمذي في المناقب من جامعه ، وأبو نُعيم في الحلية ، وغيرهما من حديث علي أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال : أنا دار الحكمة ، وعلي بابها ، قال الدارقطني في العلل عقب ثانيهما : إنه حديث مضطرب غير ثابت ، وقال الترمذي : إنه منكر ، وكذا قال شيخه البخاري ، وقال : إنه ليس له وجه صحيح ، وقال ابن معين فيما حكاه الخطيب في تاريخ بغداد : إنه كذب لا أصل له ، وقال الحاكم عقب أولهما : إنه صحيح الإسناد ، وأورده ابن الجوزي من هذين الوجهين في الموضوعات ، ووافقه الذهبي وغيره على ذلك ، وأشار إلى هذا ابن دقيق العيد ، بقوله : هذا الحديث لم يثبتوه ، وقيل : إنه باطل ، وهو مشعر بتوقفه فيما ذهبوا إليه من الحكم بكذبه ، بل صرح العلائي بالتوقف في الحكم عليه بذلك ، فقال : وعندي فيه نظر ، ثم بين ما يشهد لكون أبي معاوية راوي حديث ابن عباس حدث به ، فزال المحذور ممن هو دونه ، قال : وأبو معاوية ثقة حافظ محتج بأفراده كابن عيينة وغيره ، فمن حكم على الحديث مع ذلك بالكذب ، فقد أخطأ ، قال : وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول ، بل هو كحديث : أرحم أمتي بأمتي ، يعني الماضي ، وهو صنيع معتمد ، فليس هذا الحديث بكذب ، خصوصا وقد أخرج الديلمي في مسنده بسند ضعيف جدا ، عن ابن عمر مرفوعا : علي بن أبي طالب باب حطةٍ فمن دخل فيه كان مؤمنا ، ومن خرج منه كان كافرا ، ومن حديث أبي ذر رفعه : علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي ، حبه إيمان ، وبغضه نفاق ، والنظر إليه رأفة ، ومن حديث ابن عباس رفعه : أنا ميزان العلم ، وعلي كفتاه ، والحسن والحسين خيوطه ، الحديث ، وأورد صاحب الفردوس وتبعه ابنه المذكور بلا إسناد عن ابن مسعود رفعه : أنا مدينة العلم ، وأبو بكر أساسها ، وعمر حيطانها ، وعثمان سقفها ، وعلي بابها ، وعن أنس مرفوعا : أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، ومعاوية حلقتها ، وبالجملة فكلها ضعيفة ، وألفاظ أكثرها ركيكة ، وأحسنها حديث ابن عباس ، بل هو حسن ، وقد روى الترمذي أيضا والنسائي ، وابن ماجه ، وغيرهم من حديث حبشي بن جنادة مرفوعا : علي مني ، وأنا من علي ، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي ، وليس في هذا كله ما يقدح في إجماع أهل السنة ، من الصحابة والتابعين ، فمن بعدهم على أن أفضل الصحابة بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلم على الإطلاق ، أبو بكر ، ثم عمر رضي اللَّه عنهما ، وقد قال ابن عمر رضي اللَّه عنهما : كنا نقول ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حي : أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، فيسمع ذلك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فلا ينكره ، بل ثبت عن علي نفسه أنه قال : خير الناس بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم رجل آخر ، فقال له ابنه محمد بن الحنفية : ثم أنت يا أبت . فكان يقول : ما أبوك إلا رجل من المسلمين . رضي اللَّه عنهم ، وعن سائر الصحابة أجمعين . بل صحيح جدا لعدة وجوه ، بينها شقيقنا الحافظ أبو الفيض في " فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي " لم يؤلف مثله .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابن عباس

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.