حَدِيثٌ : " إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ " ، البيهقي في الشعب ، وأبو الشيخ في الثواب ، والعسكري في الأمثال ، من حديث الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبيد اللَّه عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به مرفوعا ، وهو عند الطبراني ، وأبي نُعيم في الحلية ، وكذا رواه القضاعي من هذا الوجه ، بلفظ : الرزق أشد طلبا للعبد من أجله ، ورواه الدارقطني في علله مرفوعا وموقوفا ، وقال : إن الموقوف هو الصواب ، وكذا أورده البيهقي في الشعب موقوفا ، وقال : إنه أصح ، قال : وروي عن عطية عن أبي سعيد بمعناه مرفوعا ، وهو عند الطبراني في الأوسط من حديث علي بن زيد عن فضيل بن مرزوق عن عطية ، ولفظه : لو فر أحدكم من رزقه لأدركه كما يدركه أجله ، ولأبي نُعيم في الحلية من حديث جابر مرفوعا : لو أن ابن آدم يهرب من رزقه ، كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ، وكذا أخرجه العسكري ، ولأبي الشيخ والبيهقي من حديث محمد بن المنكدر عن جابر رفعه : لا تستبطئوا الرزق ، فإنه لم يكن عبد يموت حتى يبلغه آخر الرزق ، فأجملوا في الطلب ، ولأبي الشيخ من حديث ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، مرفوعا بنحوه ، وحديث ابن المنكدر عند العسكري من حديث الثوري عنه بلفظ : لو أن ابن آدم يهرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه ، كما يدركه الموت ، وله من حديث جهم بن مسعدة الفزاري حدثنا أبي حدثنا ابن أبي ذئب ، عن نافع عن ابن عمر رفعه : والذي بعثني بالحق إن الرزق ليطلب أحدكم ، كما يطلبه أجله ، ومن حديث يوسف بن السفر حدثنا عبدة بن أبي لبابة ، عن شقيق عن ابن مسعود مرفوعا : إنه ليس أحد بأكسب من أحد ، قد كتب اللَّه النصيب والأجل ، وقسم المعيشة والعمل ، والرزق مقسوم ، وهو آت ابن آدم ، على أي سيرة سارها ، ليس تقوى تقي بزائده ، ولا فجور فاجر بناقصه ، وبينه وبينه ستر ، وهو في طلبه ، ومن حديث ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن ثوبان مرفوعا : إن الدعاء يرد القضاء ، وإن البر يزيد في العمر ، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ، ثم قرأ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ { 17 } وَلا يَسْتَثْنُونَ { 18 } سورة القلم آية 17-18 وبعضها يقوي بعضا ، قال البيهقي عقب أولها : والمراد به واللَّه أعلم ، أن ما قدر له من الرزق يأتيه ، فلا يجاوز الحد في طلبه ، يعني كما جاء في الحديث الآخر : اتقوا اللَّه وأجملوا في الطلب ، وللديلمي بسند ضعيف عن جابر مرفوعا : إن للأرزاق حجبا فمن شاء أن يهتك ستره بقلة حياء ، ويأخذ رزقه فعل ، ومن شاء بقاء حيائه وترك رزقه محجوبا عنه حتى يأتيه رزقه على ما كتب اللَّه له فعل ، وقوله في حديث ابن مسعود : ولا فجور فاجرٍ بناقصه ، يعارض ظاهره ظاهر حديث : إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ، كما بينته مع الجمع في مكان آخر .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أبي الدرداء | عويمر بن مالك الأنصاري / توفي في :32 | صحابي |