حَدَّثَنَا الْإِمَامُ أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِمْلاءً ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نُصَيْرٍ الْقُرَشِيُّ ، نا يُوسُفُ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ ، نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ صُهَيْبٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَهُ سَاحِرٌ ، فَلَمَّا مَرِضَ السَّاحِرُ ، قَالَ : إِنِّي قَدْ حَضَرَ أَجَلِي ، فَارْفَعْ إِلَيَّ غُلامًا أُعَلِّمُهُ ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلامًا فَكَانَ يُعَلِّمُهُ وَيَخْتَلِفُ إِلَيْهِ ، وَبَيْنَ السَّاحِرِ وَالْمَلِكِ رَاهِبٌ فَمَرَّ الْغُلامُ بِالرَّاهِبِ فَأَعْجَبَهُ كَلامُهُ وَأَمْرُهُ ، فَكَانَ يُطِيلُ عِنْدَهُ الْقُعُودَ ، فَإِذَا أَبْطَأَ عَنِ السَّاحِرِ ضَرَبَهُ ، وَإِذَا أَبْطَأَ عَنْ أَهْلِهِ ضَرَبُوهُ ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ إِذَا اسْتَبْطَأَكَ السَّاحِرُ ، فَقُلْ : حَبَسَنِي أَهْلِي ، وَإِذَا اسْتَبْطَأَكَ أَهْلُكَ ، فَقُلْ : حَبَسَنِي السَّاحِرُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ مَرَّ بِالنَّاسِ وَقَدْ حَبَسَتْهُمْ دَابَّةٌ عَظِيمَةٌ فَظِيعَةٌ ، فَقَالَ : الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ السَّاحِرِ أَفْضَلُ أَمْ أَمْرُ الرَّاهِبِ ، فَأَخَذَ حَجَرًا وَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ ، فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَةَ ، فَرَمَى فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ ، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ الرَّاهِبَ ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ إِنَّكَ سَتُبْتَلَى ، فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلا تَدُلَّ عَلَيَّ ، قَالَ : وَجَعَلَ يُدَاوِي النَّاسَ ، الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ عَمِيَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ ، فَأَتَاهُ وَحَمَلَ إِلَيْهِ مَالًا كَثِيرًا ، فَقَالَ : اشْفِنِي وَلَكَ مَا هَاهُنَا ، فَقَالَ : إِنِّي لا أَشْفِي أَحَدًا وَلَكِنْ يَشْفِي اللَّهُ ، فَإِنْ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ ، قَالَ : فَآمَنَ بِاللَّهِ ، فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ فَذَهَبَ فَجَلَسَ إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ : يَا فُلانُ مَنْ شَفَاكَ ؟ قَالَ : رَبِّي ، قَالَ : أَنَا ؟ قَالَ : لا ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، فَقَالَ : أَوَ أَنَّ لَكَ رَبًّا غَيْرِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الْغُلامِ ، فَبَعَثَ إِلَى الْغُلامِ ، فَقَالَ : لَقَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ أَنْ تَشْفِيَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ ، فَقَالَ : مَا أُشْفِي أَحَدًا وَلَكِنْ رَبِّي يَشْفِي ، قَالَ : أَوَ أَنَّ لَكَ رَبًّا غَيْرِي ؟ قَالَ : نَعَمْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الرَّاهِبِ ، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ ، فَأَشَرَهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ، ثُمَّ دَعَا بِالْأَعْمَى ، فَقَالَ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ ، فَأَشَرَهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ، وَقَالَ لِلْغُلامِ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى ، وَأَرْسَلَ مَعَهُ نَفَرًا ، وَقَالَ : اصْعَدُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلا فَدَهْدِهُوهُ مِنْهُ ، قَالَ : فَعَلَوْا بِهِ الْجَبَلَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، قَالَ : فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَتَدَهْدَهُوا أَجْمَعُونَ ، وَجَاءَ إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ : مَا صَنَعَ أَصْحَابُكَ ؟ فَقَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ تَعَالَى ، فَأَرْسَلَ بِهِ مَرَّةً أُخْرَى ، قَالَ : انْطَلِقُوا بِهِ فَلَجِّجُوا بِهِ فِي الْبَحْرِ ، فَإِنْ رَجَعَ وَإِلا فَغَرِّقُوهُ ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فِي قُرْقُورٍ ، فَلَمَّا تَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ ، وَجَاءَ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ ، فَقَالَ : مَا صَنَعَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ ، اجْمَعِ النَّاسَ ثُمَّ اصْلُبْنِي عَلَى جِذْعٍ ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ، ثُمَّ ضَعْهُ عَلَى كَبْدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ قُلْ : بِسْمِ رَبِّ الْغُلامِ ، فَإِنَّكَ سَتَقْتُلُنِي ، قَالَ : فَجَمَعَ النَّاسَ وَصَلَبَهُ ، ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ، فَوَضَعَهُ عَلَى كَبْدِ الْقَوْسِ ، وَقَالَ : بِسْمِ رَبِّ الْغُلامِ ، وَرَمَى فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صُدْغِهِ وَمَاتَ ، فَقَالَ النَّاسُ : آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ ، فَقِيلَ لَهُ : أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَخَافُ قَدْ نَزَلَ وَاللَّهِ بِكَ ، آمَنَ النَّاسُ فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ ، فَخُدَّتْ عَلَى أَفْوَاهِ السِّكَكِ ، ثُمَّ أَضْرَمَهَا ، فَقَالَ : مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ ، فَدَعُوهُ وَمَنْ أَبَى فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا ، فَجَعَلُوا يَقْتَحِمُونَهَا وَجَاءَتِ امْرَأةٌ بِابْنٍ لَهَا ، فَقِيلَ لَهَا : ارْجِعِي عَنْ دِينِكِ ، فَأَبَتْ ، فَقَالَ لَهَا : يَا أُمَّهْ اصْبِرِي ، فَإِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
صُهَيْبٍ | صهيب الرومي | صحابي |
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى | عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري / ولد في :19 / توفي في :83 | ثقة |
ثَابِتٍ | ثابت بن أسلم البناني | ثقة |
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ | حماد بن سلمة البصري | تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد |
هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ | هدبة بن خالد القيسي / توفي في :235 | ثقة |
يُوسُفُ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ | يوسف بن عاصم الرازي / توفي في :298 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نُصَيْرٍ الْقُرَشِيُّ | عبد الله بن محمد الرازي / ولد في :289 / توفي في :382 | ثقة |
أَبُو عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ | إسماعيل بن عبد الرحمن النيسابوري | ثقة حافظ |