أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَحْمُودِيُّ ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّ مِائَةٍ ، وَأَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ الْمَقْدِسِيُّ ، فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّ مِائَةٍ ، قَالا : نا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ الْخَضِرِ السُّلَمِيُّ ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا ، أَنَا الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِتَابِيُّ التَّمِيمِيُّ ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، نا الْفِرْيَابِيُّ ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، قَالَ : جَاءَ رَاهِبٌ إِلَى رَاهِبٍ ، فَقَالَ : كَيْفَ دَأْبُ نَشَاطِكَ ؟ قَالَ : مَا سَمِعْتُ أَنَّ أَحَدًا يَسْمَعُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ تَأْتِي عَلَيْهِ سَاعَةٌ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلا وَهُوَ فِيهَا قَائِمٌ يُصَلِّي ، قَالَ : كَيْفَ ذِكْرُكَ لِلْمَوْتِ ؟ قَالَ : مَا أَرْفَعُ رِجْلا وَلا أَضَعُ أُخْرَى إِلا ظَنَنْتُ أَنِّي لا أَصِلُ فَأَبْكِي حَتَّى يَنْبُتَ الْعُشَيْبُ مِنْ دُمُوعِي . قَالَ : إِنَّكَ إِنْ تَضْحَكْ وَأَنْتَ مُعْتَرِفٌ بِخَطِيئَتُكَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَبْكِيَ وَأَنْتَ مُذَلٌّ بِعَمَلِكَ ، فَإِنَّ صَلاةَ الْمُذَلِّ لا تَصْعَدُ فَوْقَ رَأْسِهِ . قَالَ لَهُ : أَوْصِنِي . قَالَ : ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَلا تُنَازِعْهَا أَهْلَهَا ، وَكُنْ فِيهَا كَالنَّحْلَةِ إِنْ أَكَلَتْ أَكَلَتْ طَيِّبًا ، وَإِنْ وَضَعَتْ وَضَعَتْ طَيِّبًا ، وَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عُودٍ لَمْ تَكْسِرْهُ ، وَانْصَحْ لِلَّهِ نُصْحَ الْكَلْبِ لأَهْلِهِ ، فَإِنَّهُمْ يَضْرِبُوهُ وَيُجِيعُونَهُ وَيَطْرُدُونَهُ وَيَأْبَى إِلا أَنْ يَحُوطَهُمْ وَيَنْصَحَهُمْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |