تفسير

رقم الحديث : 1737

حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : أَنَّ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ ، يُقَالُ لَهُ : ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَسْلَمَ وَكَانَ يَخْدِمُ النَّبِيَّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ فَمَرَّ بِبَابِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَرَأَى امْرَأَةَ الأَنْصَارِيِّ تَغْتَسِلُ فَكَرَّرَ إِلَيْهَا النَّظَرَ وَخَافَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْيُ ، فَخَرَجَ هَارِبًا عَلَى وَجْهِهِ فَأَتَى جِبَالا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ فَوَلَجَهَا ، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَهِيَ الأَيَّامُ الَّتِي قَالُوا : وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَقَلاهُ ، ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، وَيَقُولُ : إِنَّ الْهَارِبَ مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يَتَعَوَّذُ بِي مِنْ نَارِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عُمَرُ ، وَيَا سَلْمَانُ ، انْطَلِقَا فَأْتِيَانِي بِثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَخَرَجَا فَمَرَّا بِبَابِ الْمَدِينَةِ فَلَقِيَا رَاعِيًا مِنْ رُعَاةِ الْمَدِينَةِ ، يُقَالُ لَهُ : ذُفَافَةُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا ذُفَافَةُ ، هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِشَابٍّ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ ، يُقَالُ لَهُ : ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ فَقَالَ لَهُ ذُفَافَةُ : لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : وَمَا عِلْمُكَ أَنَّهُ الْهَارِبُ مِنْ جَهَنَّمَ ؟ قَالَ : لأَنَّهُ إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأَرْوَاحِ ، وَجَسَدِي فِي الأَجْسَادِ ، وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِيَّاهُ نُرِيدُ ، فَانْطَلَقَ بِهِمَا ، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْهِمَا مِنْ تِلْكَ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأَرْوَاحِ ، وَجَسَدِي فِي الأَجْسَادِ ، وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ ، قَالَ : فَعَدَا عَلَيْهِ عُمَرُ فَاحْتَضَنَهُ ، فَقَالَ : الأَمَانُ الْخَلاصُ مِنَ النِّيرَانِ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِذَنْبِي ؟ قَالَ : لا عِلْمَ لِي إِلا أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالأَمْسِ ، فَأَرْسَلَنِي أَنَا وَسَلْمَانَ فِي طَلَبِكَ ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، لا تُدْخِلْنِي عَلَيْهِ إِلا وَهُوَ يُصَلِّي ، أَوْ بِلالٌ يَقُولُ : قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ ، قَالَ : أَفْعَلُ ، فَأَقْبَلُوا بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَافَقُوا رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ ، فَبَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ ، فَلَمَّا سَمِعَ ثَعْلَبَةُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَا عُمَرُ ، يَا سَلْمَانُ ، مَا فَعَلَ ثَعْلَبَةُ ؟ قَالا : هَهُوَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَائِمًا فَحَرَّكَهُ فَانْتَبَهَ ، فَقَالَ لَهُ : يَا ثَعْلَبَةُ ، مَا غَيْبُكَ عَنِّي ؟ قَالَ : ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى آيَةٍ تَمْحُو الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا ، قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ سورة البقرة آية 201 قَالَ : ذَنْبِي أَعْظَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : بَلْ كَلامُ اللَّهِ أَعْظَمُ ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِالانْصِرَافِ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ ، ثُمَّ إِنَّ سَلْمَانَ أَتَى النَّبِيَّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لَكَ فِي ثَعْلَبَةَ ؟ فَإِنَّهُ أُلِمَّ بِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهِ فَأَزَالَ رَأْسَهُ عَنْ حِجْرِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِمَ أَزَلْتَ رَأْسَكَ عَنْ حِجْرِي ؟ فَقَالَ : لأَنَّهُ مَلآنُ مِنَ الذُّنُوبِ ، قَالَ : مَا تَجِدُ ؟ قَالَ : أَجِدُ مِثْلَ دَبِيبِ النَّمْلِ بَيْنَ جِلْدِي وَعَظْمِي ، قَالَ : مَا تَشْتَهِي ؟ قَالَ : مَغْفِرَةُ رَبِّي ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، وَيَقُولُ : لَوْ أَنَّ عَبْدِي هَذَا لَقِيَنِي بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لَقِيتُهُ بِقِرَابِهَا مَغْفِرَةً ، فَأَعْلَمَهُ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِذَلِكَ فَصَاحَ صَيْحَةً فَمَاتَ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِغَسْلِهِ وَتَكْفِينِهِ ، فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ جَعَلَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ ، فَلَمَّا دَفَنَهُ ؛ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَأَيْنَاكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِكَ ، قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ ، مَا قَدِرْتُ أَنْ أَضَعَ قَدَمِي عَلَى الأَرْضِ مِنْ كَثْرَةِ أَجْنِحَةِ مَنْ نَزَلَ مِنَ الْمَلائِكَةِ لِتَشْيِيعِهِ ، ( نع ) وفيه المنكدر بن محمد بن المنكدر ليس بشيء ، وسليم بن منصور بن عمار تكلموا فيه ، وأبو بكر المفيد ليس بحجة ، وقوله تعالى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى سورة الضحى آية 3 إنما نزلت بمكة بلا خلاف ، ورواه أبو عبد الرحمن السلمي ، عن جده إسماعيل بن نجيد ، عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ، عن سليم ، وهؤلاء لا تقوم بهم حجة ، ( قلت ) سليم توبع ، فقد رواه عثمان بن عمر الدراج في جزئه ، فقال : حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن هشام الطالقاني ، حدثني جدي ، حدثنا منصور بن عمار ، وهذا الطالقاني ما عرفته ، وتقدم في المقدمة أحمد بن محمد الطالقاني ، وأنه مجهول متهم ، فما أدري أهو هذا أم غيره ، والحديث أورده الحافظ ابن حجر في الإصابة ، وقال : رواه ابن منده مختصرا ، وقال : تفرد به منصور ، قال الحافظ : قلت : وفيه ضعف ، وشيخه يعني المنكدر أضعف منه ، وفي السياق ما يدل على وهن الخبر ؛ لأن نزول مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى سورة الضحى آية 3 كان قبل الهجرة بلا اختلاف ، انتهى ، وقضيته أن الخبر ضعيف لا موضوع ، والله تعالى أعلم .

الرواه :

الأسم الرتبة
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.