حَدِيثٌ : مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَلَمْ يَحُجَّ ، فَلا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا ، أَوْ نَصْرَانِيًّا ، ( ت ) من حديث علي ( عد ) من حديث أبي هريرة بلفظ : من مات ولم يحج حجة الإسلام في غير وجع حابس ، أو حاجة ظاهرة ، أو سلطان جائر ، فليمت أي الميتتين إما يهوديا أو نصرانيا ، ( أبو يعلى ، وابن الجوزي ) من حديث أبي أمامة بنحوه ، ولا يصح في سند الأول الحارث الأعور ، وفيه هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو ومجهول ، وفي الثاني أبو المهزم ، وعبد الرحمن بن قطامي ، وفي الثالث عمار بن مطر ، وفي الرابع المغيرة بن عبد الرحمن ، وليث بن أبي سليم متروكان ، وإنما يروى هذا من قول عمر ، ( تعقب ) بأن حديث علي أورده الذهبي في الميزان من طريق هلال ، ثم قال : قد جاء بإسناد آخر أصلح من هذا ، وله شواهد من حديث أبي أمامة ، وأبي هريرة ، وقد أخرجه البيهقي من حديث أبي أمامة ، وقال : إسناده وإن كان غير قوي ، فله شاهد من قول عمر ، أخرجه سعيد بن منصور في سننه عن عمر ، قال : لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار ، فلينظروا كل من كان له جدة ولم يحج فيضربوا عليه الجزية ما هم بمسلمين ، وقال القاضي عز الدين بن جماعة في مناسكه : لا التفات إلى قول ابن الجوزي ، إن حديث علي موضوع ، وكيف يصفه بالوضع وقد أخرجه الترمذي في جامعه ، وقال : إن كل حديث في كتابه معمول به إلا حديثين ، وليس هذا أحدهما ، قال : والحديث مؤول على من يستحل تركه ، ولا يعتقد وجوبه ، وقال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي : هذا الحديث له طرق ، فأخرجه سعيد بن منصور وأحمد في كتاب الإيمان ، وأبو يعلى والبيهقي من طرق عن شريك ، عن ليث بن أبي سليم ، عن ابن سابط ، عن أبي أمامة ، وليث ضعيف ، وشريك سيئ الحفظ ، وقد خالفه سفيان الثوري فأرسله ، أخرجه أحمد في الإيمان ، وابن أبي شيبة من طريقه عن ابن سابط مرسلا ، وقال المنذري : طريق أبي أمامة على ما فيها أصلح طرقه ، وله طريق أخرى صحيحة موقوفة أخرجها البيهقي عن عمر ، قال : ليمت يهوديا أو نصرانيا ثلاث مرات رجل مات ولم يحج ، وجد لذلك سعة وخليت سبيله ، قال ابن حجر : فإذا انضم هذا الموقوف إلى مرسل ابن سابط علم أن لهذا الحديث أصلا ، ومحمله على من استحل الترك ، وتبين لذلك خطأ من ادعى أنه موضوع ، ( قلت ) وعن بعضهم أنه على سبيل التغليظ ، والتنفير ، والتحريض على المبادرة إلى قضاء الفرض ، وعن بعضهم أنه على سبيل التمثيل ؛ لأن اليهودي والنصراني لا يحج ، فمن مات ولم يحج كان كاليهودي والنصراني ، والله أعلم ، ( قال ) السيوطي : ومن شواهده ما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عمر ، قال : من كان يجد وهو موسر صحيح ، ولم يحج كان سيماه بين عينيه كافر ، ثم تلا هذه الآية وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ سورة آل عمران آية 97 ، وأخرج سعيد بن منصور من وجه آخر عن ابن عمر ، قال : من وجد إلى الحج سبيلا سنة ثم سنة ثم مات ولم يحج لم يصل عليه ؛ لأنه لا يدرى مات يهوديا أو نصرانيا ، ( قلت ) وتعقبه الحافظ ابن حجر أيضا فيما رأيته بخطه على حاشية الموضوعات لابن درباس بأن ابن الجوزي نفسه قد أخرج هذه الأحاديث بالتحقيق محتجا بها ، فإن كانت موضوعة فكيف جاز له الاحتجاج بها ، والله تعالى أعلم .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
علي | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |