تفسير

رقم الحديث : 1751

حَدِيثُ مُعَاذٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ وَأَنَا رَدِيفُهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ إِذْ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَقْضِي فِي خَلْقِهِ مَا أَحَبَّ ، يَا مُعَاذُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِمَامُ الْخَيْرِ ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ ، قَالَ : أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ ، فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْتَهُ نَفَعَكَ عَيْشُكَ ، وَإِنْ سَمِعْتَهُ وَلَمْ تَحْفَظْهُ انْقَطَعَتْ حُجَّتُكَ عِنْدَ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ سَبْعَةَ أَمْلاكٍ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ فَجَعَلَ لِكُلِّ سَمَاءٍ مَلَكًا قَدْ جَلَّلَهَا عِظَمًا ، وَجَعَلَ عَلَى بَابِ كُلِّ سَمَاءٍ مِنْهُمْ بَوَّابًا ، يَكْتُبُ الْحَفَظَةُ عَمَلَ الْعَبْدِ ، لَهُ نُورٌ كَنُورِ الشَّمْسِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ الْبَوَّابُ : اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَقُلْ : لا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، أَنَا مَلَكُ صَاحِبِ الْغِيبَةِ ، مَنِ اغْتَابَ النَّاسَ لَمْ أَدَعْ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزُ إِلَى غَيْرِي ، وَيَلْعَنُهُ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَيَقُولُ : أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي ، وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ : قِفْ فَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَقُلْ : لا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، إِنَّكَ أَرَدْتَ بِهَذَا الْعَمَلِ عَرْضَ الدُّنْيَا ، وَأَنَا مَلَكُ صَاحِبِ عَمَلِ الدُّنْيَا ، لا أَدَعُ عَمَلَهُ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي ، أَمَرَنِي بِذَلِكَ رَبِّي ، وَيَلْعَنُهُ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَيَصْعَدُ الْمَلَكُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنْ صَدَقَةٍ ، أَوْ صَلاةٍ ، فَتُعْجِبُ الْحَفَظَةَ ، فَيَتَجَاوَزُهَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَقُلْ : لا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، أَنَا صَاحِبُ الْكِبْرِ ، وَقَدْ أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لا أَدَعَ عَمَلَ مُتَكَبِّرٍ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي ، وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ ، يُزْهِرُ كَمَا يُزْهِرُ النَّجْمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ ، لَهُ تَسْبِيحٌ مِنْ صَوْمٍ وَحَجٍّ ، فَيَمُرُّ بِهِ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، فَيَقُولُ لَهُ : قِفْ وَاضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ وَبَطْنِهِ ، أَنَا مَلَكُ صَاحِبُ الْعُجْبِ بِنَفْسِهِ ، إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ وَدَخَلَ مَعَهُ الْعُجْبُ ، فَإِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ لا أَدَعَهُ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي ، فَقُلْ لَهُ : لا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، وَيَلْعَنُهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مَعَ الْمَلائِكَةِ كَالْعَرُوسِ الْمَزْفُوفَةِ إِلَى بَعْلِهَا ، فَيَمُرُّ بِهِ عَلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ مِنْ عَمَلِ الْجِهَادِ وَالصَّلاةِ ، وَلِذَلِكَ الْعَمَلِ زَئِيرٌ كَزَئِيرِ الأَسَدِ ، عَلَيْهِ ضَوْءٌ كَضَوْءِ الشَّمْسِ ، فَيَقُولُ لَهُ الْمَلَكُ : أَنَا صَاحِبُ الْحَسَدِ ، اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، وَاحْمِلْهُ عَلَى عَاتِقِهِ ، إِنَّهُ يَحْسِدُ مَنْ يَتَعَلَّمُ ، وَيَعْمَلُ بِمِثْلِ عَمَلِهِ إِذَا رَأَى الْعَبِيدَ فِي الْعَمَلِ حَسَدَهُمْ ، وَوَقَعَ فِيهِمْ ، فَيَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَيَلْعَنُهُ مَا دَامَ حَيًّا ، وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مِنْ صَلاةٍ ، وَزَكَاةٍ ، وَحَجٍّ ، فَتُجَاوِزُ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهَا : اضْرِبُوا بِهَذَا الْعَمَلِ وَجْهَ صَاحِبِهِ ، إِنَّهُ كَانَ لا يَرْحَمُ إِنْسَانًا قَطُّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ أَصَابَهُ بَلاءٌ ؛ بَلْ كَانَ يَشْمَتُ بِهِ ، أَنَا مَلَكُ الرَّحْمَةِ ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لا أَدَعَ عَمَلَهُ يُجَاوِزُنِي ، وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ بِوُضُوءٍ تَامٍّ وَقِيَامٍ كَثِيرٍ ، فَيَمُرُّ عَلَى مَلَكِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ : قِفْ أَنَا صَاحِبُ الْعَمَلِ الَّذِي لِغَيْرِ اللَّهِ ، اضْرِبْ بِهَذَا الْعَمَلِ جَوَارِحَهُ ، وَاقْفِلْ عَلَى قَلْبِهِ ، أَنَا مَلَكُ الْحِجَابِ أَحْجُبُ كُلَّ عَمَلٍ لَيْسَ لِلَّهِ ، أَرَادَ بِهِ صَاحِبُهُ غَيْرَ اللَّهِ ، وَأَرَادَ بِهِ الذِّكْرَ فِي الْمَجَالِسِ ، وَالصِّيتَ فِي الْمَدَائِنِ ، أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ لا أَدَعَهُ يَتَجَاوَزُنِي إِلَى غَيْرِي مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ، وَتَصْعَدُ الْحَفَظَةُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجًا بِهِ مِنْ حُسْنِ خُلُقٍ ، وَصَمْتٍ ، وَذِكْرٍ كَثِيرٍ ، وَتُشَيِّعُهُ الْمَلائِكَةُ السَّبْعَةُ تُحْمَلُ عَلَيْهِ ، وَتَصْعَدُ الْحُجُبُ كُلُّهَا حَتَّى يَقُومُوا بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ ، فَيَشْهَدُوا عَلَيْهِ بِعَمَلٍ خَالِصٍ وَدُعَاءٍ ، فَيَقُولُ الرَّبُّ : أَنْتُمُ الْحَفَظَةُ ، وَأَنَا الرَّقِيبُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ ، إِنَّهُ لَمْ يَرِدْ بِعَمَلِهِ وَجْهِي ، فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : عَلَيْهِ لَعْنَتُكَ وَلَعْنَتُنَا ، فَبَكَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الَّذِي أَعْمَلُ ، فَقَالَ : اقْتَدِ بِنَبِيِّكَ ، يَا مُعَاذُ ، فِي النَّبِيِّينَ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ! فَقَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقْصِيرٌ ، يَا مُعَاذُ ، اقْطَعْ لِسَانَكَ عَنْ إِخْوَانِكَ ، وَلا تُزَكِّ نَفْسَكَ بِوَضْعِ إِخْوَانِكَ ، وَلا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ ، وَلا تَفْحُشْ فِي مَجَالِسِكَ لِكَيْ يَحْذَرُوكَ لِسُّوءِ خُلُقِكَ ، وَلا تَتَنَاجَ مَعَ رَجُلٍ وَعِنْدَكَ آخَرُ ، وَلا تَعْظُمْ عَلَى النَّاسِ فَيَنْقَطِعَ عَنْكَ خَيْرَاتُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَلا تُمَزِّقِ النَّاسَ فَيُمَزِّقَكَ كِلابُ النَّارِ ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ ، تَعَالَى ، فِي كِتَابِهِ : وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا سورة النازعات آية 2 أَتَدْرِي مَا هُوَ ؟ قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مَا هُوَ ؟ قَالَ : كِلابُ النَّارِ ، تَنْشِطُ اللَّحْمَ وَالْعَظْمَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَنْ يُطِيقُ هَذِهِ الْخِصَالَ ؟ قَالَ : يَا مُعَاذُ ، إِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ ، تَعَالَى ، لَهُ ، ( حا ) وفيه إسحاق بن نجيح ، ( حب ) وفيه القاسم بن عبد الله المكفوف ( ابن الجوزي ) وفيه عبد الواحد بن زيد متروك ، وجماعة لا يعرفون ( عد ) من حديث علي نحوه ، وفيه القاسم بن إبراهيم ومجهولون ، ( قلت ) وذكره الحافظ المنذري في ترغيبه مخرجا من الزهد لابن المبارك ، وأشار إلى بعض طرقه المذكورة هنا وغيرها ، ثم قال وبالجملة فآثار الوضع ظاهرة عليه في جميع طرقه ، وبجميع ألفاظه ، والله تعالى أعلم .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُعَاذٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.