حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ : " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى عَمِّهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَإِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَيَاهُ فِي مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ فَنَهَاهُمَا عَنْ بَعْضِ الأَمْرِ ، وَأَمَرَهُمَا بِبَعْضِ الأَمْرِ ، فَاخْتَلَفَا وَامْتَرَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا وَاشْتَدَّ اخْتِلافُهُمَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : تَدْرِي لِمَنْ أَغْلَظْتَ ؟ أَبِي ، وَعَمِّي ، وَبَقِيَّتِي ، وَأَصْلِي ، وَعُنْصُرِي ، وَبَقِيَّةَ نَسْلِ آبَائِي ، خَيْرَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ مَحْتِدًا ، وَأَفْضَلَ أَهْلِ الإِسْلامِ نَفْسًا وَدِينًا بَعْدِي ، مَنْ جَهِلَ حَقَّهُ فَقَدْ ضَيَّعَ حَقِّي ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ ، جَلَّ ذِكْرُهُ ، يُخْرِجُ مِنْ عَمِّي الْعَبَّاسَ أَوْلادًا يَجْعَلُهُمُ اللَّهُ وُلاةَ أَمْرِ أُمَّتِي ، يَجْعَلُهُمْ خُلَفَاءَ مُلُوكًا نَاعِمِينَ ، وَمِنْهُمْ مَهْدِيُّ أُمَّتِي ، يَا عَلِيُّ ، لَسْتُ أَنَا ذَكَرْتُهُمْ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي ذَكَرَ وَرَفَعَ أَصْوَاتَهُمْ فَيَخْذِلُ مَنْ نَاوَأَهُمْ ، يَجْعَلُ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، فِيهِمْ نُورًا سَاطِعًا عَبْدًا صَالِحًا مَهْدِيًّا سَيِّدًا ، يَبْعَثُهُ اللَّهُ حِينَ فُرْقَةٍ مِنَ الأَمْرِ ، وَاخْتِلافٍ شَدِيدٍ ، فَيُحْيِي اللَّهُ بِهِ كِتَابَهُ وَسُنَّتِي ، وَيُعِزُّ بِهِ الدِّينَ وَأَوْلِيَاءَهُ فِي الأَرْضِ ، يُحِبُّهُ اللَّهُ فِي سَمَائِهِ وَمَلائِكَتُهُ ، وَعِبَادُهُ الصَّالِحُونَ فِي شَرْقِ الأَرْضِ وَغَرْبِهَا ، وَذَلِكَ ، يَا عَلِيُّ ، بَعْدَ اخْتِلافِ الأَخَوَيْنِ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ ، فَيَقْتُلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ، ثُمَّ تَقَعُ الْفِتْنَةُ ، وَيَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ وَلَدِكَ ، يَا عَلِيُّ ، فَيُفْسِدُونَ عَلَيْهِمُ الْبُلْدَانَ ، وَيُعَادُونَهُمْ وَيُغِيرُونَ عَلَيْهِمْ فِي قُطْرِ الأَرْضِ وَتُفْسِدُ عَلَيْهِمْ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشْهُرًا ، أَوْ تَمَامَ السَّنَةِ ، ثُمَّ يَرُدُّ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، النِّعْمَةَ عَلَى وَلَدِ الْعَبَّاسِ ، فَلا تَزَالُ فِيهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مَهْدِيٌّ ؛ مَهْدِيُّ أُمَّتِي ، مِنْهُمْ شَابٌّ حَدَثُ السِّنِّ ، فَيَجْمَعُ اللَّهُ بِهِ الْكَلِمَةَ ، وَيُحْيِي بِهِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ ، وَيَعِيشُ فِي زَمَانِهِ كُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْتَمْسِكٌ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّتِهِ ، بِهِ يُنْزِلُ اللَّهُ رَحْمَتَهُ ، وَيُفَرِّجُ بِهِ كُلَّ كُرْبَةٍ كَانَتْ فِي أُمَّتِي ، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ ، وَسَاكِنُ الأَرْضِ ، فَلا يَزَالُ ذَلِكَ فِيهِ وَفِي نَسْلِهِ حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ ، فَيَقْبِضُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ، يَا عَلِيُّ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلْعَبَّاسِ وَلآلِ الْعَبَّاسِ مِنَ اللَّهِ حَافِظًا أَعْطَانِي اللَّهُ ذَلِكَ فِيهِمْ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَدُوَّهُمْ مَخْذُولٌ ، وَوَلِيَّهُمْ مَنْصُورٌ ، قَالَ : وَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى ذَرَّ عَرَقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ ، وَذَرَّتْ عُرُوقُهُ ، فَمَا كَادَ يُقْلِعُ فِي الْمَقَالَةِ فِي الْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ عَامَّةَ نَهَارِهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ وَثَبَ إِلَى الْعَبَّاسِ فَعَانَقَهُ ، وَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، وَقَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ ، وَسَخَطِ رَسُولِهِ ، وَسَخَطِ عَمِّي ، فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتَّى سَكَنَ غَضَبُ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَقَّ أَبِي ، وَعَمِّي ، وَبَقِيَّتِي ، وَبَقِيَّتِكَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَقَدْ جَهِلَ حَقِّي ، يَا عَلِيُّ ، احْفَظْ عِتْرَتَهُ وَوَلَدَهُ ، فَإِنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ حَافِظًا ، يَلُمُّونَ أَمْرَ أُمَّتِي ، يَشُدُّ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ ، وَيُعِزُّ بِهِمُ الإِسْلامَ بَعْدَ مَا كُفِئَ الإِسْلامُ ، وَغُيِّرَتْ سُنَّتِي ، يَخْرُجُ نَاصِرُهُمْ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا : خُرَاسَانُ ، بِرَايَاتٍ سُودٍ وَلا يَلْقَاهُمْ أَحَدٌ إِلا هَزَمُوهُ وَغَلَبُوا عَلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ حَتَّى تُضْرَبَ رَايَاتُهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، ثُمَّ أَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْصَرَفَا ، فَلَمَّا أَدْبَرَا دَعَا لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دُعَاءً كَثِيرًا ، وَخَرَجَا رَاضِيَيْنِ غَيْرَ مُخْتَلِفَيْنِ " . ( كر ) وَفِيهِ عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |