++ وقال ++ وقال أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ 17 : أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ مُعَلِّمُ الأَمِيرِ بْنِ بَدْرٍ ، قال : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَيْرَكَ ، قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قال : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّد ، قال : حَدَّثَنَا أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى ، قال : حَدَّثَنِي خَالِي الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ سُلَيْمٍ الأَزْدِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِخْنَفٍ ، قال : كَانَ أَوَّلُ عُمَّالِ عُثْمَانَ أَحْدَثَ مُنْكَرًا الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ ، كَانَ يُدْنِي السَّحَرَةَ ، ويَشْرَبُ الْخَمْرَ ، وكَانَ يُجَالِسُهُ عَلَى شَرَابِهِ أَبُو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ ، وكَانَ نَصْرَانِيًّا ، وكَانَ صَفِيًّا لَهُ ، فَأَنْزَلَهُ دَارَ الْقِبْطِيِّ ، وكَانَتْ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ اشْتَرَاهَا مِنْ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وكَانَتْ لأَضْيَافِهِ ، وكَانَ يُجَالِسُ أَيْضًا عَلَى شَرَابِهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حُبَيْشٍ الأَسَدِيَّ ، وكَانَ النَّاسُ يَتَذَاكَرُونَ شُرْبَهُمْ ، وإِسْرَافَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، فَخَرَجَ بُكَيْرُ بْنُ حُمْرَانَ الأَحْمَرِيُّ مِنَ الْقَصْرِ ، فَأَتَى النُّعْمَانَ بْنَ أَوْسٍ الْمُزَنِيَّ ، وجَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ ، فَأَسَرَّ إِلَيْهِمَا أَنَّ الْوَلِيدَ يَشْرَبُ السَّاعَةَ ، فَقَامَا ومَعَهُمَا رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِمَا ، فَمَرُّوا بِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ ، فَقَالَ : ادْخُلا عَلَيْهِ فَانْظُرَا إِنْ أَحْبَبْتُمَا فَمَضَيَا حَتَّى دَخَلا عَلَيْهِ فَسَلَّمَا ، ونَظَرَ إِلَيْهِمَا الْوَلِيدُ فَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ السَّرِيرِ ، فَأَقْبَلا حَتَّى جَلَسَا ، فَقَالَ لَهُمَا : مَا جَاءَ بِكُمَا ، قَالا : مَا هَذَا الَّذِي تَحْتَ السَّرِيرِ ، ولَمْ يَرَيَا بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْئًا ، فَأَدْخَلا أَيْدِيَهُمَا تَحْتَ السَّرِيرِ ، فَإِذَا هُوَ طَبَقٌ عَلَيْهِ قِطْفٌ مِنْ عِنَبٍ قَدْ أَكَلَ عَامَّتَهُ ، فَاسْتَحْيَيَا وقَامَا ، فَأَخَذَا يُظْهِرَانِ عُذْرَهُ ، ويَرُدَّانِ النَّاسَ عَنْهُ ، ثُمَّ لَمْ يَرْعَهُمَا مِنَ الْوَلِيدِ ، إِلا وقَدْ أَخْرَجَ سَرِيرَهُ ، فَوَضَعَهُ فِي صَحْنِ الْمَسْجِدِ ، وجَاءَ سَاحِرٌ يُدْعَى بِطْرُونِيُّ ، وكَانَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ يُسَمِّيهِ الْبُشْتَانِيُّ مِنْ أَهْلِ بَابِلَ ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ ، فَأَخَذَ يُرِيهُمُ الأَعَاجِيبَ يُرِيهِمْ حَبْلا فِي الْمَسْجِدِ مُسْتَطِيلا ، وعَلَيْهِ فِيلٌ يَمْشِي ، ونَاقَةٌ تَخُبُّ ، وفَرَسٌ يَرْكُضُ ، والنَّاسُ يَتَعَجَّبُونَ مِمَّا يَرَوْنَ ، ثُمَّ يَدَعُ ذَلِكَ ويُرِيهِمْ حِمَارًا يَجِيءُ يَشْتَدُّ حَتَّى يَدْخُلَ مِنْ فِيهِ ، فَيَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَدْخُلُ مِنْ دُبُرِهِ فَيَخْرُجُ مِنْ فِيهِ ، ثُمَّ يُرِيهِمْ رَجُلا قَائِمًا ، ثُمَّ يَضْرِبُ عُنُقَهُ فَيَقَعُ رَأْسُهُ جَانِبًا ، ويَقَعُ الْجَسَدُ جَانِبًا ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : قُمْ فَيَرَوْنَهُ يَقُومُ وقَدْ عَادَ حَيًّا كَمَا كَانَ ، فَرَأَى جُنْدُبُ بْن كَعْبٍ ذَلِكَ ، فَخَرَجَ إِلَى مَعْقِلٍ مَوْلًى لَصَقْعَبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَنَسٍ الأَزْدِيِّ ، وكَانَتْ عِنْدَهُ سُيُوفٌ ، وكَانَ مَعْقِلُ صَيْقَلا ، فَقَالَ : أَعْطِنِي سَيْفًا قَاطِعًا فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، فَأَقْبَلَ فَمَرَّ عَلَى مِعْضَدٍ التَّيْمِيِّ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّه مِنْ ثَعْلَبَةَ ، فَقَالَ لَهُ : أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، قال : أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ هَذَا الطَّاغُوتَ الَّذِي النَّاسُ عَلَيْهِ عُكُوفٌ ، قال : مَنْ تَعْنِي ؟ قال : هَذَا الْعِلْجَ السَّاحِرَ الَّذِي سَحَرَ أَمِيرَنَا الْفَاجِرَ الْعَاتِي ، فَإِنِّي واللَّهِ لَقَدْ مَثَّلْتُ الرَّأْيَ فِيهِمَا ، فَظَنَنْتُ أَنِّي إِنْ قَتَلْتُ الأَمِيرَ سَيُوقِعُ بَيْنَنَا فُرْقَةً تُورِثُ عَدَاوَةً ، فَأَجْمَعَ رَأْيِي عَلَى قَتْلِ السَّاحِرِ ، قال : فَاقْتُلْهُ ، ولا تَكُ فِي شَكٍّ ، فَأَنْتَ عَلَى هُدًى ، وأَنَا شَرِيكُكَ ، فَجَاءَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ ، والنَّاسُ فِيهِ مُجْتَمِعُونَ عَلَى السَّاحِرِ ، وقَدِ الْتَحَفَ عَلَى السَّيْفِ بِمُطْرَفٍ ، كَانَ عَلَيْهِ ، فَدَخَلَ بَيْنَ النَّاسِ ، فَقَالَ : أَفْرِجُوا أَفْرِجُوا ، فَأَفْرَجُوا لَهُ ، ودَنَا مِنَ الْعِلْجِ ، فَشَدَّ عَلَيْهِ ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَأَذْرَى رَأْسَهُ ، ثُمَّ قال : أَحْيِ نَفْسَكَ ، فَقَالَ الْوَلِيدُ : عَلَيَّ بِهِ ، فَأَقْبَلَ بِهِ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُبَيْشٍ الأَسَدِيُّ ، وهُوَ عَلَى شُرَطِهِ ، فَقَالَ : اضْرِبْ عُنُقَهُ ، فَقَامَ مِخْنَفُ بْنُ سُلَيْمٍ فِي رِجَالٍ مِنَ الأَزْدِ ، فَقَالُوا : سُبْحَانَ اللَّه ، أَيُقْتَلُ صَاحِبُنَا بِعِلْجٍ سَاحِرٍ لا يَكُونُ هَذَا أَبَدًا ، فَحَالُوا بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وبَيْنِ جُنْدُبٍ ، فَقَالَ الْوَلِيدُ : عَلَيَّ بِمُضَرَ فَقَامَ إِلَيْهِ شَبَثُ بْنُ رِبْعِيٍّ ، فَقَالَ : لِمَ تَدْعُو مُضَرَ تُرِيدُ أَنْ تَسْتَعِينَ بِمُضَرَ عَلَى قَوْمٍ مَنَعُوا أَخَاهُمْ مِنْكَ أَنْ تَقْتُلَهُ بِعِلْجٍ سَاحِرٍ كَافِرٍ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ لا تُجِيبُكَ ، واللَّهِ مُضَرُ إِلَى الْبَاطِلِ ، ولا إِلَى مَا لا يَحِلُّ ، فَقَالَ الْوَلِيدُ : انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى السِّجْنِ حَتَّى أَكْتُبَ فِيهِ إِلَى عُثْمَانَ ، قَالُوا : أَمَّا السِّجْنُ ، فَإِنَّا لا نَمْنَعُكَ أَنْ تَحْبِسَهُ ، فَلَمَّا حُبِسَ جُنْدُبٌ أَقْبَلَ لَيْسَ لَهُ عَمَلٌ إِلا الصَّلاةَ اللَّيْلَ كُلَّهُ ، وعَامَّةَ النَّهَارِ ، فَنَظَر إِلَيْهِ رَجُلٌ يُدْعَى دِينَارًا ، ويُكْنَى أَبَا سِنَانٍ ، وكَانَ صَالِحًا مُسْلِمًا ، وكَانَ عَلَى سِجْنِ الْوَلِيدِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ خَيْرًا مِنْكَ ، فَاذْهَبْ رَحِمَكُ اللَّه حَيْثُ أَحْبَبْتَ ، فَقَدْ أَذِنْتُ لَكَ ، قال : فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ هَذَا الطَّاغِيَةَ أَنْ يَقْتُلَكَ ، قال أَبُو سِنَانٍ : مَا أَسْعَدَنِي إِنْ قَتَلَنِي انْطَلِقْ أَنْتَ رَاشِدًا ، فَخَرَجَ فَانْطَلَقَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وبَعَثَ الْوَلِيدُ إِلَى أَبِي سِنَانٍ ، فَأَمَرَ بِهِ ، فَأُخْرِجَ إِلَى السَّبَخَةِ فَقُتِلَ فَانْطَلَقَ جُنْدُبُ بْنُ كَعْبٍ ، فَلَحِقَ بِالْحِجَازِ ، فَأَقَامَ بِهَا سِنِينَ ، ثُمَّ إِنَّ مِخْنَفًا وجُنْدُبَ بْنَ زُهَيْرٍ قَدِمَا عَلَى عُثْمَانَ ، فَأَتَيَا عَلِيًّا فَقَصَّا عَلَيْهِ قِصَّةَ جُنْدُبِ بْنِ كَعْبٍ ، فَأَقْبَلَ عَلِيٌّ ، فَدَخَلَ مَعَهُمَا عَلَى عُثْمَانَ ، فَكَلَّمُهُ فِي جُنْدُبِ بْنِ كَعْبٍ ، وأَخْبَرَهُ بِظُلْمِ الْوَلِيدِ لَهُ ، فَكَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى الْوَلِيدِ : “ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مِخْنَفَ بْنَ سُلَيْمٍ ، وجُنْدُبَ بْنَ زُهَيْرٍ شَهِدَا عِنْدِي لِجُنْدُبِ بْنِ كَعْبٍ بِالْبَرَاءَةِ ، وظُلْمِكَ إِيَّاهُ ، فَإِذَا قَدِمَا عَلَيْكَ فَلا تَأْخُذَنَّ جُنْدُبًا بِشَيْءٍ مَا كَانَ بَيْنَكَ وبَيْنَهُ ، ولا الشَّاهِدَيْنِ بِشَهَادَتِهِمَا ، فَإِنِّي واللَّهِ أَحْسَبُهُمَا قَدْ صَدَقَا ، ووَاللَّهِ لِئَنْ أَنْتَ لَمْ تَعْتِبْ وتَتُبْ لأَعْزِلَنَّكَ عَنْهُمْ عَاجِلا ، والسَّلامُ “ . روى له التِّرْمِذِيُّ حَدِيثًا واحِدًا . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ سُلَيْمٍ الأَزْدِيُّ | الصقعب بن زهير الأزدي | ثقة |
أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى | لوط بن يحيى الكوفي / توفي في :157 | كذاب |
أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَيْرَكَ | إسحاق بن أحمد الفارسي | مجهول الحال |
أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ | الدارقطني / ولد في :306 / توفي في :385 | ثقة حافظ حجة |