تفسير

رقم الحديث : 475

++ وبه عن ++ وبه عن علقمة بْن مرثد ، قال : لما ولي عُمَر بْن هبيرة العراق أرسل إلى الْحَسَن ، وإلى الشعبي ، فأمر لهما ببيت ، وكانا فيه شهرا أو نحوه ، ثم إن الخصي غدا عليهما ذات يوم فقال : إن الأمير داخل عليكما ، فجاء عُمَر يتوكأ على عصا له ، فسلم ، ثم جلس مفطما لهما فقال : إن أمير المؤمنين يزيد بْن عَبْد الملك يكتب إلى كتبا أعرف أن في إنفاذها الهلكة ، فإن أطعته عصيت اللَّه ، وإن عصيته أطعت اللَّه ، فهل تريا لي في متابعتي ياه فرجا ؟ فقال الْحَسَن : يا أبا عمرو أجب الأمير ، فتكلم الشعبي ، فانحط في حبل ابْن هبيرة ، قال : ما تقول أنت يا أبا سعيد ؟ فقال : أيها الأمير قد قال الشعبي ما قد سمعت ، قال : ما تقول أنت ؟ قال : أقول يا عُمَر بْن هبيرة يوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة اللَّه فظ غليظ لا يعصي اللَّه ما أمره ، فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ، يا عُمَر بْن هبيرة إن تتق اللَّه يعصمك من يزيد بْن عَبْد الملك ، ولن يعصمك يزيد بْن عَبْد الملك من اللَّه ، يا عُمَر بْن هبيرة لا تأمن أن ينظر اللَّه إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بْن عَبْد الملك نظرة مقت ، فيغلق بها باب المغفرة دونك ، يا عُمَر بْن هبيرة لقد أدركت ناسا من صدر هذه الأمة ، كانوا والله عن الدنيا وهي مقبلة أشد إدبارا من إقبالكم عليها وهي مدبرة ، يا عُمَر بْن هبيرة إني أخوفك مقاما خوفك اللَّه تعالى فقال : ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد سورة إبراهيم آية 14 ، يا عُمَر بْن هبيرة إن تك مع اللَّه في طاعته كفاك بائقة يزيد بْن عَبْد الملك وإن تك مع يزيد بْن عَبْد الملك على معاصي اللَّه وكلك اللَّه إليه ، قال : فبكى عُمَر ، وقام بعبرته ، فلما كَانَ من الغد أرسل إليهما بإذنهما وجوائزهما ، فأكثر منها للحسن ، وكان في جائزة الشعبي بعض الإقتار ، فخرج الشعبي إلى المسجد فقال : يا أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر اللَّه على خلقه فليفعل ، والذي نفسي بيده ما علم منه الْحَسَن شيئا فجهلته ، ولكن أردت وجه ابْن هبيرة فأقصاني اللَّه منه . قال : وقام المغيرة بْن مخادش ذات يوم إلى الْحَسَن فقال : كيف نصنع بأقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير ؟ فقال الْحَسَن : والله لئن تصحب أقواما يخوفونك حتى يدركك أمن خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف ، قال له بعض القوم : أخبرنا صفة أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فبكى ، ثم قال : ظهرت فيهم علامات الخير في السيماء ، والسمت ، والصدق ، وحسنت ملابسهم بالاقتصاد ، وممشاهم التواضع ، ومنطقهم بالعمل ، ومطعمهم ومشربهم بالطيب من الرزق وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى ، واستقادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا ، وإعطاؤهم الحق من أنفسهم ، ظمئت هواجرهم ، ونحلت أجسامهم ، واستخفوا بسخط المخلوقين لرضى الخالق ، لم يفرطوا في غضب ، ولم يحيفوا في جور ، ولم يجاوزوا حكم اللَّه في القرآن ، شغلوا الألسن بالذكر ، بذلوا لله دمائهم حين استنصرهم ، وبذلوا لله أموالهم حين استقرضهم ، لم يكن خوفهم من المخلوقين ، حسنت أخلاقهم ، وهانت مؤنتهم ، وكفاهم اليسير من الدنيا إلى آخرتهم . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.