تفسير

رقم الحديث : 613

وبه قال : حَدَّثَنَا وبه قال : حَدَّثَنَا الزبير ، قال : حَدَّثَنِي عمامة بن عمرو السهمي ، عن مسور بن عبد الملك اليربوعي ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب ، قال : كان ابن البرصاء الليثي من جلساء مروان بن الحكم ومحدثيه ، وكان يسمر معه فذكروا عند مروان الفيء ، فَقَالَ : مال الله ، وقد بين الله قسمه ، ووضعه عمر بن الخطاب مواضعه ، فَقَالَ مروان : المال مال أمير المؤمنين معاوية يقسمه فيمن شاء ، ويمنعه ممن شاء ، وما أمضى فيه من شيء ، فهو مصيب فيه ، فخرج ابن البرصاء ، فلقي سعد بن أبي وقاص ، فأخبره بقول مروان ، قال سعيد بن المسيب : فلقيني سعد بن أبي وقاص ، وأنا أريد المسجد ، فضرب عضدي ، ثم قال : الحقني تربت يداك ، فخرجت معه لا أدري أين يريد حتي دخلنا على مروان بن الحكم داره ، فلم أهب شيء هيبتي له ، وجلست لئلا يعلم مروان أني كنت مع سعد ، فَقَالَ له سعد لما دخل عليه قبل أن يسلم : يا مري ، آنت الذي يزعم أن المال مال معاوية ؟ فَقَالَ مروان : ما قلت ، ومن أخبرك ؟ قال : أنت الذي يزعم أن المال مال معاوية ؟ قال مروان : وقلت : ذلك فمه ؟ قال : فردد ذلك عليه ، قال : فقلت : ذاك فمه ، قال : فرددها عليه الثالثة ، قال : فقلت : ذلك فمه ، فرفع يديه إلى الله يدعو ، وزال رداؤه عنه ، وكان أشعر بعيد ما بين المنكبين ، فوثب إليه مروان فأمسك يديه ، وقال : اكفف عني يدك أيها الشيخ ، إنك حملتنا على أمر فركبناه ، فليس الأمر كذلك ، فَقَالَ سعد : أما والله لو لم تنزع ما زلت أدعو عليك حتى يستجاب لي ، أو تنفرد هذه السالفة ، فلما خرج سعد ثبت في مجلسي عند مروان ، فَقَالَ مروان : من ترونه قال لهذا الشيخ ؟ قَالُوا : ابن البرصاء الليثي ، فأرسل إليه فأتي به ، فَقَالَ : ما حملك على أن قلت لهذا الشيخ ما قلت ؟ قال الليثي : ذاك حق ما كنت أظنك تجترئ على الله ، وتفرق من سعد ، فَقَالَ له مروان : أوكلما سمعت تكلمت به ، أما والله لتعلمن ، برز ، جرد . فجرد من ثيابه ، وبرز بين يديه ، قال : فبينا نحن على ذلك دخل حاجبه ، فَقَالَ : هذا أَبُو خالد حكيم بن حزام ، فَقَالَ : ائذن له ، ثم قال : ردوا عليه ثيابه ، أخرجوه عنا لا يهيج علينا هذا الشيخ كما فعل الآخر قبله ، فلما دخل حكيم قال مروان : مرحبا بك يا أبا خالد ، ادن مني ، فحال له مروان عن صدر المجلس حتى كان بينه وبين الوسادة ، ثم استقبله مروان ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا حديث بدر ، فَقَالَ : نعم خرجنا حتى إذا نزلنا الجحفة ، رجعت قبيلة من قبائل قريش بأسرها وهي زهرة ، فلم يشهد أحد من مشركيهم بدرا ، ثم خرجنا حتى نزلنا العدوة التي قال الله عز وجل ، فجئت عتبة بن ربيعة فقلت : يا أبا الوليد ، هل لك أن تذهب بشرف هذا اليوم ما بقيت ؟ قال : أفعل ماذا ؟ قلت : إنكم لا تطلبون من مُحَمَّد إلا دم ابن الحضرمي ، وهو حليفك ، فتحمل بديته وترجع بالناس ، فَقَالَ : وأنت ذلك ، فأنا أتحمل بدية حليفي ، فاذهب إلى ابن الحنظلية ، يعني أبا جهل ، فقل له : هل لك أن ترجع اليوم بمن معك عن ابن عمك ؟ فجئته ، فإذا هو في جماعة من بين يديه ومن ورائه ، وإذا ابن الحضرمي واقف على رأسه وهو يقول : قد فسخت عقدي من عبد شمس ، وعقدي إلى بني مخزوم فقلت له : يقول لك عتبة بن ربيعة : هل لك أن ترجع بالناس عن ابن عمك بمن معك ؟ قال : أو ما وجد رسولا غيرك ؟ قال : قلت : لا ، ولم أكن لأكون رسولا لغيره . قال حكيم : فخرجت أبادر إلى عتبة لئلا يفوتني من البر شيء ، على إيماء بن رحضة الغفاري ، وقد أهدى إلى المشركين عشر جزائر ، فطلع أَبُو جهل الشر في وجهه ، فَقَالَ لعتبة : انتفخ سحرك ، قال له عتبة : ستعلم ، فسل أَبُو جهل سيفه فضرب به متن فرسه ، فَقَالَ إيماء بن رحضة : بئس الفأل هذا ، فعند ذلك قامت الحرب .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.