أخبرنا أَبُو العز عَبْد العزيز بْن الصيقل ، بمصر ، قال : أخبرنا أَبُو علي بْن الخريف ، ببغداد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بَكْر الأنصاري ، قال : أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن فارس الشيرازي الوراق ، قال : أخبرنا أبو مُحَمَّد عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن علي الرشيقي ، قال : أخبرنا القاضي أبو مُحَمَّد الحسن بْن عَبْد الرحمن الرامهرمزي ، قال : حَدَّثَنِي بَكْر بن أَحْمَدَ بْن الفرج الزهري ، عَنْ أبي حاتم سهل بْن مُحَمَّد السجستاني ، قال : ولي رجل من أهل الكوفة من بني هاشم أعمال البصرة ، فدخلت عليه مسلما فقال : من علماؤكم بالبصرة ؟ قلت : المازني من أعلمهم بالنحو ، والرياشي من أعلمهم بعلم الأصمعي ، والزيادي من أعلمهم بعلم أبي زيد ، وهلال الرأي من أعلمهم بالرأي ، وابن الشاذكوني من أرواهم للحديث ، وابن الكلبي من أكتبهم للشروط ، وأنا أصلحك اللَّه أنسب إلى العلم بالقرآن , فقال لكاتبه : اجمعهم عندي ، فجمعنا عنده , فقال : أيكم أَبُو عثمان المازني ، قال : ها أنا ذا ، قال : ما تقول فِي كفارة الظهار ؟ أيجوز فيه عتق غلام أعور ؟ قال : وما علمي بهذا ، علمه عند هلال ، فالتفت إلى هلال فقال : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ علام انتصبت ؟ قال : وما علمي بهذا ، علمه عند الرياشي ، فالتفت إلى الرياشي فقال : كم حديثا روى ابن عون ، عَنِ الحسن ؟ قال : وما علمي بهذا ، علمه عند ابْن الشاذكوني ، فالتفت إلى ابن الشاذكوني فقال : ما العنجد فِي كلام العرب ؟ قال : وما علمي بهذا ، علمه عند الزيادي ، فالتفت إلى الزيادي , فقال : كيف تكتب وثيقة بين رجل وامرأة أرادت الخلع بترك صداقها ؟ قال : وما علمي بذا علمه عند ابْن الكلبي ، فالتفت إلى ابن الكلبي , فقال : ألا إنهم تَثْنَوْنِي صدورُهم ، مَنْ قرأ به ؟ قال : وما علمي بذا ، علمه عند ابن السجستاني ، فالتفت إلي فقال : كيف تكتب كتابا إلى أمير المؤمنين ، تذكر فيه خصاصة أهل البصرة وما نالهم من الضياع فِي نخلهم ؟ قلت : أصلحك اللَّه لست صاحب بلاغة ولا أحسن إنشاء الكتب إلى السلطان . فقال : ما مثلكم إلا مثل الحمار يسعى الرجل فِي الفن الواحد خمسين سنة ، ثم يزعم أنه عالم ، لكن عالمنا بالكوفة لو سئل عَنْ هذا كله لأجاب ، قيل : إنه أراد الكسائي ، واللَّه أعلم . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |