وقال مُحَمَّد بْن عَمْرو الغزي : سمعت أبا موسى الصوري ، يَقُول : كتب عباد بْن عباد الخواص إِلَى إخوانه يعظهم : أعقلوا ، العقل نعمة ، إِنَّهُ يوشك أَن يَكُون حسرة ، فرب ذي عقل قَدْ شغل قلبه بالتعمق فيما هُوَ عَلَيْهِ ضرر ، حَتَّى صار عَنِ الحق ساهيا ، كَأَنَّهُ لا يعلمه أخوانكم أَن أرضوكم لَمْ تناصحوهم ، وإن أسخطوكم أغنيتموهم ، فلا أنتم ورعتم فِي السخط ، ولا أنتم ناصحتوهم فِي الرضا ، إنكم فِي زمان قَدْ رق فِيهِ الورع ، وقل فِيهِ الخشوع ، وحمل العلم مفسدوه فأحبوا أَن يعرفوا بحمله ، وكرهوا أَن يعرفوا بإضاعة العمل بِهِ ، فنطقوا فِيهِ بالهوى ليزينوا مَا دخلوا فِيهِ من الخطأ ، فذنوبهم ذنوب لا يستغفر منها ، وتقصيرهم تقصير لا يعترف بِهِ ، كَيْفَ يهتدي السائل إِذَا كَانَ الدليل حائرا ، أحبوا الدنيا ، وكرهوا منزلة أهلها ، فشاركوهم فِي العيش ، وزايلوهم بالقول . أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ أَحْمَد بْن أَبِي الخير ، قال : أَنْبَأَنَا أَبُو الفضائل عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِد الكاغدي ، قال : أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ ، قال : أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ، قال : حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن حيان ، قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى ، قال : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أَبِي أيوب ، قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو الغزي ، فذكره .
الأسم | الشهرة | الرتبة |