قال أحمد بن سيار المروزي : أبو الصلت الهروي ذكر لنا ، أنه من موالي عبد الرحمن بن سمرة ، وقد لقي وجالس الناس ، ورحل في الحديث ، وكان صاحب قشاف ، وهو من المعدودين في الزهد ، قدم مرو أيام المأمون يريد التوجه إلى الغزو ، فأدخل على المأمون ، فلما سمع كلامه جعله من الخاصة من إخوانه ، وحبسه عنده إلى أن خرج معه إلى الغزو ، فلم يزل عنده مكرما إلى أن أراد إظهار كلام جهم ، وقول القرآن مخلوق ، وجمع بينه وبين بشر المريسي ، وسأله أن يكلمه ، وكان عبد السلام يرد على أهل الأهواء من المرجئة ، والجهمية ، والزنادقة ، والقدرية ، وكلم بشرا المريسي غير مرة بين يدي المأمون مع غيره من أهل الكلام ، كل ذلك كان الظفر له ، وكان يعرف بكلام الشيعة ، وناظرته في ذلك لأستخرج ما عنده ، فلم أره يفرط ، ورأيته يقدم أبا بكر ، وعمر ، ويترحم على علي ، وعثمان ، ولا يذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالجميل ، وسمعته يقول : هذا مذهبي الذي أدين الله به ، إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب ، وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الأحاديث ، وهي أحاديث مروية نحو ما جاء في أبي موسى ، وما روى في معاوية فقال : هذه أحاديث قد رويت ، قلت : فتكره كتابتها ، أو روايتها ، أو الرواية عن من يرويها ؟ فقال : أما من يرويها على طريق المعرفة ، فلا أكره ذلك ، وأما من يرويها ديانة ، ويريد عيب القوم ، فإني لا أرى الرواية عنه ، يَقُولُ ، فَذَكَرَهُ . أخبرنا بِذَلِكَ أَبُو الْعِزِّ بْنُ الْمُجَاوِرِ ، قال : أخبرنا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ ، قال : أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ ، قال : أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْحَافِظُ ، قال : قَرَأْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَحْمَدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَيْحٍ النَّسَوِيِّ ، قال : سمعت أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بِسْطَامٍ ، يَقُولُ : سمعت أَحْمَدَ بْنَ سَيَّارِ بْنِ أَيُّوبَ .