++ قال : ++ قال : وسمعت الجنيد ، يقول : كَانَ الحارث كثير الضر ، فاجتاز بي يوما وأنا جالس على بابنا ، فرأيت على وجهه زيادة الضر من الجوع فقلت له : يا عم لو دخلت إلينا نلت من شيء عندنا ، قال : وتفعل ؟ ، قلت : نعم ، وتسرني بذلك وتبرني ، فدخلت بين يديه ، ودخل معي وعمدت إلى بيت عمي ، وكَانَ أوسع من بيتنا لا يخلو من أطعمة فاخرة لا تكون مثلها في بيتنا سريعا ، فجئت بأنواع كثيرة من الطعام ، فوضعته بين يديه ، فمد يده ، وأخذ لقمة فرفعها إلى فيه فرأيته يلوكها ولا يزدردها فوثب وخرج وما كلمني ، فلما كَانَ الغد لقيته فقلت : يا عم سررتني ، ثم نغصت علي ، قال : يا بني أما الفاقة فكانت شديدة ، وقد اجتهدت في أن أنال من الطعام الذي قدمته إلي ، ولكن بيني وبين اللَّه عز وجل علامة إذا لم يكن الطعام مرضيا ارتفع إلى أنفي منه زفورة ، فلم تقبله نفسي ، فقد رميت بتلك اللقمة في دهليزكم ، وخرجت . .