تفسير

رقم الحديث : 522

وقال أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ : حدثنا بَدْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْحَضْرَمِيُّ ، قال : حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الطَّرِيقِيُّ ، قال : حدثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الزَّيَّاتِ ، قال : حدثنا أَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَبَطِيُّ ، مِنْ أَهْلِ تُسْتَرَ ، قال : حدثنا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْوَاسِطِيُّ ، عن أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمَدَانِيِّ ، عن الْحَارِثِ الأَعْوَرِ ، أَنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ ، سَأَلَ ابْنَهُ الْحَسَنَ عن أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْمُرُوءَةِ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، مَا السَّدَادُ ؟ قال : يَا أَبَةِ ، السَّدَادُ دَفْعُ الْمُنْكَرِ بِالْمَعْرُوفِ ، قال : فَمَا الشَّرَفُ ؟ قال : اصْطِنَاعُ الْعَشِيرَةِ ، وحِمْلُ الْجَرِيرَةِ ، قال : فَمَا الْمُرُوءَةُ ؟ قال : الْعَفَافُ ، وإِصْلاحُ الْمَرْءِ مَالَهُ ، قال : فَمَا الدِّقَةُ ؟ قال : النَّظَرُ فِي الْيَسِيرِ ، ومَنْعُ الْحَقِيرِ ، قال : فَمَا اللَّوْمُ ؟ قال : إِحْرَازُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ ، وبَذْلِهِ عِرْسَهُ مِنَ اللُّؤْمِ ، قال : فَمَا السَّمَاحَةُ ؟ قال : الْبَذْلُ فِي الْيُسْرِ والْعُسْرِ ، قال : فَمَا الشُّحُ ؟ قال : أَنْ تَرَى مَا فِي يَدَيْكَ شَرَفًا ، ومَا أَنْفَقْتَهُ تَلَفًا ، قال : فَمَا الإِخَاءُ ؟ قال : الْوَفَاءُ فِي الشِّدَةِ والرَّخَاءِ ، قال : فَمَا الْجُبْنُ ؟ قال : الْجَرَأَةُ عَلَى الْصَدِيقِ ، والنُّكُولُ عن الْعَدِّوِ ، قال : فَمَا الْغَنِيمَةُ ؟ قال : الرَّغْبَةُ فِي التَّقْوَى ، والزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا ، هِيَ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ ، قال : فَمَا الْحِلْمُ ؟ قال : كَظْمُ الْغَيْظِ ، ومَلْكُ النَّفْسِ ، قال : فَمَا الْفَقْرِ ؟ قال : شَرَهُ النَّفْسِ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، قال : فَمَا الْمَنَعَةُ ؟ قال : شِدَّةُ الْبَأْسِ ، ومُقَارَعَةُ أَشَدُّ النَّاسِ ، قال : فَمَا الذُّلُ ؟ قال : الْفَزَعُ عِنْدَ الْمَصْدُوقَةِ ، قال : فَمَا الْجَرَأَةُ ؟ قال : مُوَافَقَةُ الأَقْرَانِ ، قال : فَمَا الْكُلْفَةُ ؟ قال : كَلامُكَ فِيمَا لا يَعْنِيكَ ، قال : فَمَا الْمَجْدُ ؟ قال : أَنْ تُعْطِيَ فِي الْغُرْمِ ، وأَنْ تَعْفُوَ عن الْجُرْمِ ، قال : فَمَا الْعَقْلُ ؟ قال : حِفْظُ الْقَلْبِ كُلَّ مَا اسْتَرْعَيْتَهُ ، قال : فَمَا الْخُرْقُ ؟ قال : مُعَادَاتِكَ إِمَامُكَ ، ورَفْعُكَ عَلَيْهِ كَلامُكَ ، قال : فَمَا السَّنَاءُ ؟ قال : إِتْيَانُ الْجَمِيلِ ، وتَرْكُ الْقَبِيحِ ، قال : فَمَا الْحَزْمُ ؟ قال : طُولُ الأَنَاةِ ، والرِّفْقُ بِالْوِلاةِ ، والاحْتِرَاسُ مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِ ، هُوَ الْحَزْمُ ، قال : فَمَا الشَّرَفُ ؟ قال : مُوَافَقَةُ الإِخْوَانِ ، وحِفْظُ الْجِيرَانِ ، قال : فَمَا السَّفَهُ ؟ قال : اتِّبَاعُ الدَّنَاءَةِ ، ومُصَاحَبَةُ الْغُوَاةِ ، قال : فَمَا الْغَفْلَةُ ؟ قال : تَرْكُكَ الْمَسْجِدِ ، وطَاعَتُكَ الْمُفْسِدِ ، قال : فَمَا الْحِرْمَانُ ؟ قال : تَرْكُكَ حَظُّكَ وقَدْ عُرِضَ عَلَيْكَ ، قال : فَمَا السَّيِّدُ ؟ قال : الأَحْمَقُ فِي مَالِهِ ، الْمُتَهَاوِنُ فِي عِرْضِهِ ، يُشْتمُ فَلا يُجِيبُ ، الْمُتْحَزِّنُ بِأَمْرِ عَشِيرَتِهِ ، هُوَ السَّيِّدُ . قال : ثُمَّ قال عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ : يَا بُنَيَّ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ : " لا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ ، ولا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ ، ولا وحْشَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعَجَبِ ، ولا مُظَاهَرَةً أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ ، ولا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ ، ولا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ ، ولا ورَعَ كَالْكَفِّ ، ولا عِبَادَةً كَالتَّفَكُّرِ ، ولا إِيمَانَ كَالْحَيَاءِ والصَّبْرِ ، وآفَةُ الْحَدِيثِ الْكَذِبُ ، وآفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ ، وآفَةُ الْحِلْمِ السَّفَهُ ، وآفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَتْرَةُ ، وآفَةُ الظُّرْفِ الصَّلَفُ ، وآفَةُ الشَّجَاعَةِ الْبَغْيُ ، وآفَةُ السَّمَاحَةِ الْمَنُّ ، وآفَةُ الْجَمَالِ الْخُيَلاءُ ، وآفَةُ الْحَسَبِ الْفَخْرُ ، يَا بُنَيَّ ، لا تَسْتَخِفَّنَّ بِرَجُلٍ تَرَاهُ أَبَدًا ، فَإِنْ كَانَ أَكْبَرُ مِنْكَ فَعُدْ أَنَّهُ أَبُوكَ ، وإِنْ كَانَ مُثْلُكَ فَهُوَ أَخُوكَ ، وإِنْ كَانَ أَصْغَرُ مِنْكَ فَاحْسِبْ أَنَّهُ ابْنَكَ " . قال : فَهَذَا مَا سَأَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنَهُ الْحَسَنِ عن أَشْيَاءَ مِنَ الْمُرُوءَةِ ، قال : وأَجَابَهُ الْحَسَنُ ، ++ قال القاضي أَبُو الفرج المعافى بْن زكريا : في هذا الخبر من جوابات الْحَسَن أباه عما سائله عنه من الحكمة وجزيل الفائدة ما ينتفع بِهِ من راعاه ، وحفظه ، ورعاه ، وعمل بِهِ ، وأدب نفسه بالعمل عليه ، وهذبها بالرجوع إليه ، وتتوفر فائدته بالوقوف عنده ، وفيما رواه في أضعافه أمير المؤمنين ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ما لا غنى لكل لبيب عليم ، ومدره حكيم عن حفظه وتأمله ، والمسعود من هدى لتقبله ، والمجدود من وفق لامتثاله ، وتقبله . ++ تابعه أَبُو عُمَر خشيش بْن أصرم البصري ، عن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الحبطي . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.