تفسير

رقم الحديث : 588

++ وقال المعافى بن زكريا الجريري ، فيما أَخْبَرَنَا أَبُو العز الشيباني ، عن أبي اليمن الكندي ، عن أبي منصور القزاز ، عن أبي بكر بن ثابت الخطيب ، عن القاضي أبي الطيب طاهر بن عَبْد اللَّهِ الطبري ، وأبي الحسين أَحْمَد بن عمر بن روح النهرواني عنه : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مخلد بن حفص العطار ، قال : حَدَّثَنِي أَبُو علي بن علان ، إملاء من حفظه سنة ست وستين ومائتين ، قال : حَدَّثَنِي يحيى بن الليث ، قال : باع رجل من أهل خراسان جمالا بثلاثين ألف درهم من مرزبان المجوسي ، وكيل أم جعفر ، فمطله بثمنها وحبسه ، فطال ذلك على الرجل ، فأتى بعض أصحاب حفص بن غياث ، فشاوره فَقَالَ : اذهب إليه فقل له : أعطني ألف درهم ، وأحيل عليك بالمال الباقي ، وأخرج إلى خراسان ، فإذا فعل هذا فالقني حتى أشير عليك ، ففعل الرجل ، وأتى مرزبان فأعطاه ألف درهم ، فرجع إلى الرجل فأخبره ، فَقَالَ له : عد إليه فقل له : إذا ركبت غدا فطريقك على القاضي تحضر ، وأوكل رجلا يقبض المال ، واخرج فإذا جلس إلى القاضي فادع عليه ما بقي لك من المال ، فإذا أقر حبسه حفص وأخذت مالك ، فرجع إلى مرزبان فسأله ، فَقَالَ : انتظرني بباب القاضي ، فلما ركب من الغد وثب اليه الرجل ، فَقَالَ : إن رأيت أن تنزل إلى القاضي حتى أوكل بقبض المال , وأخرج ، فنزل مرزبان ، فتقدما إلى حفص بن غياث ، فَقَالَ الرجل : أصلح الله القاضي ، لي على هذا الرجل تسعة وعشرون ألف درهم ، فَقَالَ حفص : على هذا الرجل تسعة وعشرون ألف درهم فَقَالَ حفص : ما تقول يا مجوسي ؟ قال : صدق أصلح الله القاضي ، قال : ما تقول يارجل ؟ فقد أقر لك ، قال : يعطيني مالي أصلح الله القاضي ، فأقبل حفص على المجوسي فَقَالَ : ما تقول ؟ قال : هذا المال على السيدة ، قال : أنت أحمق ، تقر ثم تقول : على السيدة ، ما تقول يا رجل ؟ قال : أصلح الله القاضي ، إن أعطاني مالي وإلا حبسته قال حفص : ما تقول يا مجوسي ؟ قال : المال على السيدة . قال حفص : خذوا بيده إلى الحبس ، فلما حبس بلغ الخبر أم جعفر ، فغضبت وبعثت إلى السندي : وجه إلي مرزبان ، وكانت القضاة تحبس الغرماء في الحبس ، فعجل السندي وأخرجه ، وبلغ حفصا الخبر ، فَقَالَ : أحبس أنا ويخرج السندي ، لا جلست مجلسي هذا أو يرد مرزبان إلى الحبس ، فجاء السندي إلى أم جعفر ، فَقَالَ : الله الله في إنه حفص بن غياث وأخاف من أمير المؤمنين أن يقول لي : بأمر من أخرجته ؟ رديه إلى الحبس ، وأنا أكلم حفصا في أمره ، فأجابته ، فرجع مرزبان إلى الحبس فقالت أم جعفر لهارون : قاضيك هذا أحمق ، حبس وكيلي واستخف به ، فمره لا ينظر في الحكم ، وتولي أمره إلى أبي يوسف ، فأمر لها بالكتاب ، وبلغ حفصا الخبر فَقَالَ للرجل : أحضرني شهودا حتى أسجل لك على المجوسي بالمال ، فجلس حفص ، فسجل على المجوسي ، وورد كتاب هارون مع خادم له ، فَقَالَ : هذا كتاب أمير المؤمنين ، قال : مكانك نحن في شيء حتى نفرغ منه ، فَقَالَ : كتاب أمير المؤمنين ، فَقَالَ : انظر ما يقال لك ، فلما فرغ حفص من السجل أخذ الكتاب من الخادم فقرأه ، فَقَالَ : اقرأ على أمير المؤمنين السلام ، وأخبره أن كتابه ورد وقد أنفذت الحكم ، فَقَالَ الخادم : قد والله عرفت ما صنعت ، أبيت أن تأخذ كتاب أمير المؤمنين حتى تفرغ مما تريد ، والله لأخبرن أمير المؤمنين بما فعلت ، فَقَالَ له حفص : قل له ما أحببت ، فجاء الخادم ، فأخبر هارون فضحك وقال للحاجب : مر لحفص بن غياث بثلاثين ألف درهم ، فركب يحيى بن خالد ، فاستقبل حفصا منصرفا من مجلس القضاء ، فَقَالَ : أيها القاضي ، قد سررت أمير المؤمنين اليوم ، وأمر لك بثلاثين ألف درهم ، فما كان السبب في هذا ؟ قال : تمم الله سرور أمير المؤمنين ، وأحسن حفظه وكلاءته ، ما زدت على ما أفعل كل يوم ، قال : على ذاك ؟ قال : ما أعلم إلا أن يكون سجلت على مرزبان المجوسي بما وجب عليه ، فَقَالَ يحيى بن خالد : فمن هذا سر أمير المؤمنين ، فَقَالَ حفص : الحمد لله كثيرا فقالت أم جعفر لهارون : لا أنا ولا أنت إلا أن تعزل حفصا ، فأبى عليها ، ثم ألحت عليه فعزله عن الشرقية ، وولاه القضاء على الكوفة ، فمكث عليها ثلاث عشرة سنة ، قال : وكان أَبُو يوسف لما ولي حفص قال لأصحابه : تعالوا نكتب نوادر حفص ، فلما وردت أحكامه وقضاياه على أبي يوسف قال له أصحابه : أين النوادر التي زعمت تكتبها ؟ قال : ويحكم إن حفصا أراد الله فوفقه .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.