وقال هشام بْن عمار : عَنِ المغيرة بْن المغيرة الرملي ، عَنْ عروة بْن رويم ، عَنْ رجاء بْن حيوة ، عَنْ خالد بْن يزيد بْن معاوية ، بينا أنا أسير فِي أرض الجزيرة إذ مررت برهبان ، وقسيسين ، وأساقفة فسلمت فردوا السلام ، قلت : أين تريدون ؟ قَالُوا : نريد راهبا فِي هذا الدير نأتيه فِي كل عام ، فيخبرنا بما يكون فِي ذلك العام ، حتى لمثله من قابل فقلت : لآتين هذا الراهب فلأنظرن ما عنده ، وكنت معنيا بالكتب ، فأتيته وهو عَلَى باب ديره ، فسلمت فرد السلام ، ثم قال : ممن أنت ؟ فقلت : من المسلمين ، قال : أمن أمة أَحْمَد ؟ فقلت : نعم ، فقَالَ : من علمائهم أنت أم من جهالهم ؟ قلت : ما أنا من علمائهم ولا أنا من جهالهم ، قال : فإنكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها ، وتشربون من شرابها ولا تبولون فيها ، ولا تتغوطون ، قلت : نحن نقول ذلك ، وهو كذلك ، قال : فإن لَهُ مثلا فِي الدنيا ، فأَخْبَرَنِي ما هو ؟ قلت : مثله كمثل الجنين فِي بطن أمه ، يأتيه رزق اللَّه فِي بطنها ، ولا يبول ولا يتغوط ، قال : فتربد وجهه ، ثم قال : لي أما أخبرتني أنك لست من علمائهم ؟ قلت : ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم ، قال : فإنكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها ، وتشربون من شرابها ، ولا ينقص ذلك منها شيئا ، قلت : نعم ، نحن نقول ذلك وهو كذلك ، قال : فإن لَهُ مثلا فِي الدنيا ، فأَخْبَرَنِي ما هو ؟ قلت : مثله فِي الدنيا كمثل الحكمة لو تعلم منها خلق اللَّه أجمعون لم ينقص ذلك منها شيئا قال : فتربد وجهه ، ثم قال : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم ؟ قلت : ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم ، قال : وأنتم تزعمون أن الحسنة بعشر أمثالها ، قلت : نحن نقول ذلك وهو كذلك ، قال : فإن لَهُ مثلا فِي الدنيا فأَخْبَرَنِي ما هو ؟ قلت : مثله فِي الدنيا كمثل الرجل يمر عَلَى الملأ ، فيهم العشرة أو أكثر من ذلك ، فيسلم عليهم فيردون عليه السلام أجمعون . قال : فتربد وجهه ، وقال : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم ؟ قلت : ما كذبتك ، ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم ، قال : وأنتم ترون حقا عليكم فِي صلاتكم أن تستغفروا للمؤمنين والمؤمنات ، قلت : نعم ، قال : فالتفت إِلَى أصحابه ، فقَالَ : ما منهم من أحد يستغفر للمؤمنين والمؤمنات ، إلا كتب اللَّه لَهُ من كل مؤمن ومؤمنة حسنة ، قال : وأنتم ترون حقا عليكم أن تقولوا السلام علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين ، قلت : نعم ، قال : فالتفت إِلَى أصحابه ، فقَالَ : ما منهم من أحد يَقُولُ ذلك إلا رد اللَّه عليه السلام من كل عبد صالح من أهل السماء والأرض مضى أو هو كائن إِلَى يوم القيامة ، قال : ثم قال : هل فيكم ذو القرن يقوم إليه طفل من أطفاله فيرد قوله ويضرب وجهه ؟ قلت : قد كان ذلك ، قال : هيهات ، هلكت هذه الأمة ولن تقوم الساعة عَلَى دين أرق من هذا الدين ، قال خالد : وأرجو أن يكون كذب إن شاء اللَّه ، قال المغيرة : فقلت لعروة : كم تعدون القرن ؟ قال : ابن ستين سنة ، أخبرنا بذلك أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عبد المؤمن الصوري ، قال : أخبرنا القاضي أَبُو الْقَاسِمِ عبد الصمد بْن مُحَمَّد الأنصاري ، قال : أخبرنا أَبُو مُحَمَّد عبد الكريم بْن حمزة بْن الخضر السلمي ، إجازة ، إن لم يكن سَمَاعًا ، قال : أخبرنا عبد العزيز بْن أَحْمَدَ الكتاني ، قال : أخبرنا تمام بْن مُحَمَّد الرازي الْحَافِظ ، قال : حدثنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عبد الوهاب بْن مُحَمَّد ، قال : حدثنا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن خريم ، قال : حدثنا هشام بْن عمار قال : حدثنا المغيرة بْن المغيرة ، قال : حدثنا عروة بْن رويم ، فذكره .
الأسم | الشهرة | الرتبة |