أخبرنا عَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ ، حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قال : أَخَذْتُ بِيَدِ طَاوُسَ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ عَلَى ابْنِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ ، فَحَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ " نَهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ " ، فأبى طاوس ، وقال : سمعت ابْن عباس لا يرى بذلك بأسا ، هكذا هو فِي عدة أصول ، حَتَّى أدخلته عَلَى ابْن رافع بْن خديج ، ثم قال : رواه أَبُو عوانة ، عَنْ أبي حصين ، عَنْ مجاهد ، عَنْ رافع مرسلا ، ثم رواه عَنْ قتيبة ، عَنْ أبي عوانة ، ومن عدة طرق ، عَنْ مجاهد ، عَنْ رافع ، ثم استدل عَلَى أن طاوسا لم يسمعه من رافع بْن خديج بحديث عمرو بْن دينار ، قال : كان طاوس يكره أن يؤاجر أرضه بالذهب ، والفضة ، ولا يرى بالثلث والربع بأسا ، فقَالَ لَهُ مجاهد : اذهب إِلَى ابْن رافع بْن خديج فاسمع حديثه عَنْ أَبِيهِ ، فقد بان بحمد اللَّه تعالى براءة عبد الكريم من نسبة هذا الوهم إليه ، وبان أن هذا الإسناد إنما وقع عند النسائي عَلَى الصواب لا عَلَى الخطأ ، وليس من عادة النسائي أن يقع عنده مثل هذا الوهم فيسكت عنه ، ولا ينبه عَلَى الصواب فيه ، فلما سكت عنه دل ذلك عَلَى أَنَّهُ لم يقع عنده إلا عَلَى الصواب مع اتفاق عامة الأصول القديمة من الروايات المختلفة عَلَى ذلك ، وقد وقع فِي نسخة سهل بْن بشر الإسفرائيني وهم آخر فِي هذا الحديث ، إلا أَنَّهُ أخف من الوهم الأول ، وقع فيها حَتَّى أدخلته عَلَى رافع بْن خديج ، فحدثه عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وهذا وإن كان خطأ أيضا ، فإنه أسهل من الوهم الأول حيث جعل الحديث ، عَنْ خديج ، ولعله مات فِي الجاهلية ، والله أعلم .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِيهِ | رافع بن خديج الأنصاري | صحابي |
ابْنِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ | رفاعة بن رافع الأنصاري | مقبول |
مُجَاهِدٍ | مجاهد بن جبر القرشي / ولد في :19 / توفي في :102 | ثقة إمام في التفسير والعلم |
عَبْدِ الْكَرِيمِ | عبد الكريم بن مالك الجزري / توفي في :127 | ثقة متقن |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو | عبيد الله بن عمرو الأسدي / ولد في :104 / توفي في :180 | ثقة |
عَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ | علي بن حجر السعدي / ولد في :145 / توفي في :244 | ثقة حافظ |