وقال الْحَافِظ أَبُو بَكْرِ بْن ثابت : فيما أخبرنا أَبُو العز الشيباني ، عَنْ أبي اليمن الكندي ، عَنْ أبي منصور القزاز عنه ، أخبرنا أَحْمَد بْن عمر بْن روح ، قال : حدثنا المعافى بْن زَكَرِيَّا الجريري ، قال : حدثنا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري ، قال : حَدَّثَنِي أَبِي ، قال : حدثنا موسى بْن عَبْد الرَّحْمَنِ قال : حدثنا مُحَمَّد بْن حسان ، قال : قال لي عمي قدم مُحَمَّد بْن قحطبة الكوفة ، فقَالَ : أحتاج إِلَى مؤدب يؤدب أولادي ، حافظ لكتاب اللَّه عالم بسنة رَسُول اللَّهِ ، والأثر ، وبالفقة ، والنحو ، والشعر ، وأيام الناس ، فقيل : ما يجمع هذه الأشياء إلا دَاوُد الطائي ، وكان مُحَمَّد بْن قحطبة ابْن عم دَاوُد ، فأرسل إليه يعرض ذلك عليه ، ويسني لَهُ الارزاق ، والفائدة فأبى دَاوُد ذلك فأرسل إليه بدرة عشرة آلاف درهم ، وقال : استعن بها عَلَى دهرك فردها ، فوجه إليه بدرتين مع غلامين لَهُ مملوكين ، وقال لهما : إن قبل البدرتين فأنتما حران فمضيا بهما إليه فأبى أن يقبلهما فقالا لَهُ : إن فِي قبولهما عتق رقابنا . فَقَالَ لهما : إني أخاف أن يكون فِي قبولهما وهق رقبتي فِي النار رداها إليه ، وقولا لَهُ : إن يردهما عَلَى من أخذهما منه أولى من أن يعطيني أنا ++ قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر : وكان دَاوُد ممن شغل نفسه بالعلم ، ودرس الفقه ، وغيره من العلوم ، ثم اختار بعد ذلك العزله ، وآثر الانفراد ، والخلوة ولزم العبادة ، واجتهد فيها إِلَى آخر عمره ، وقدم بغداد فِي أيام المهدي ، ثم عاد إِلَى الكوفة ، وبها كانت وفاته .
الأسم | الشهرة | الرتبة |