أخبرنا به أبو الحسن بْن البخاري ، وأبو مُحَمَّد عبد الواسع بْن عبد الكافي الأبهري ، قالا : أَنْبَأَنَا القاضي أبو الفتح مُحَمَّد بْن أحمد بْن المندائي الواسطي ، كتابة من واسط ، قال : أخبرنا أبو القاسم بْن الحصين ، قال : أخبرنا الحسن بْن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر بْن مالك ، قال : حدثنا بشر بْن موسى ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، عن عبد الرحمن بْن زياد ، قال : حَدَّثَنِي زياد بْن نعيم الحضرمي ، قال : سمعت زياد بْن الحارث الصدائي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحدث ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبايعته على الإسلام ، وأخبرت أنه بعث جيشا إلى قومي فقلت : يا رسول الله اردد الجيش ، وأنا لك بإسلام قومي فقال لي : اذهب فردهم فقلت : يا رسول الله إن راحلتي قد كلت ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ، فردهم قال الصدائي : وكتبت إليهم كتابا ، فقدم وفدهم بإسلامهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ يا أخا صداء إنك لمطاع في قومك “ فقلت : بل الله هو هداهم للإسلام فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ أفلا أؤمرك عليهم “ ؟ فقلت : بلى : يا رسول الله ، قال : فكتب لي كتابا فقلت : يا رسول الله مر لي بشيء من صدقاتهم ، قال : “ نعم “ ، فكتب لي كتابا أخر : قال الصدائي : وكان ذلك في بعض أسفاره ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا ، فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم ، ويقولون أخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : “ أو فعل “ فقالوا : نعم ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وأنا فيهم فقال : “ لا خير في الإمارة لرجل مؤمن “ ، قال الصدائي : فدخل قوله في نفسي ، ثم أتاه أخر فقال : يا نبي الله أعطني فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : “ من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس ، وداء في البطن “ فقال السائل : فاعطني من الصدقة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات ، حتى حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء ، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك ، أو أعطيناك حقك “ . قال الصدائي : فدخل ذلك في نفسي إني سألته من الصدقات ، وأنا غني ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتشى من أول الليل ، فلزمته ، وكنت قويا ، وكان أصحابه ينقطعون عنه ، ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري ، فلما كان أوان أذان الصبح أمرني فأذنت ، فجعلت أقول : أقيم يا رسول الله ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر ناحية المشرق إلى الفجر ، فيقول : “ لا “ ، حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبرز ، ثم انصرف إلي ، وقد تلاحق أصحابه فقال : “ هل من ماء يا أخا صداء “ ؟ فقلت : لا إلا شيء قليل لا يكفيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “ اجعله في اناء ، ثم ائتني به “ ، ففعلت ، فوضع كفه في الماء ، قال الصدائي : فرأيت بين كل أصبعين من أصابعه عينا تفور فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “ لولا أني استحيي من ربي لسقينا ، واستقينا ، ناد في أصحابي من له حاجة في الماء “ ، فناديت فيهم فأخذ من أراد منهم ، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأراد بلال أن يقيم فقال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “ إن أخا صداء أذن ، ومن اذن فهو يقيم “ . قال الصدائي : فأقمت الصلاة ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أتيته بالكتابين فقلت : يا رسول الله ، أعفني من هذين فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ما بدا لك ؟ فقلت : سمعتك يا نبي الله ، تقول : “ لا خير في الإمارة لرجل مؤمن “ ، وأنا أؤمن بالله ، ورسوله ، وسمعتك ، تقول للسائل : “ من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن “ ، وسألتك وأنا غني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ هو ذاك ، فإن شئت فأقبل ، وإن شئت فدع فقلت : أدع فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ فدلني على رجل أؤمره عليكم ، فدللته على رجل من الوفد الذين قدموا عليه ، فأمره عليهم ، ثم قلنا : يا نبي الله ، إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا ، وإذا كان الصيف قل ماؤها تفرقنا على مياه حولنا ، وقد أسلمنا ، وكل من حولنا عدو لنا ، فادع الله لنا في بئرنا أن يسعنا ماؤها ، فنجتمع عليها ولا نتفرق ، فدعا بسبع حصيات ، فعركهن في يده ، ودعا فيهن ، ثم قال : “ اذهبوا بهذه الحصيات ، فإذا أتيتم البئر ، فألقوها واحدة واحدة ، واذكروا اسم الله “ ، قال الصدائي : ففعلنا ما قال لنا ، فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها ، يعني البئر ، روى أبو داود قصة الصدقة منه ، عن عبد الله بْن مسلمة القعنبي ، عن عبد الله بْن عمر بْن غانم ، وكذلك قصة الأذان ، والإقامة , ورواها الترمذي ، عن هناد بْن السري ، عن عبدة بْن سليمان ، ويعلى بْن عبيد ، ورواها ابْن ماجه ، عن أبي بكر بْن أبي شيبة ، عن يعلى بْن عبيد كلهم ، عن عبد الرحمن بْن زياد بْن أنعم ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
زياد بْن الحارث الصدائي | زياد بن الحارث الصدائي | صحابي |
زياد بْن نعيم الحضرمي | زياد بن نعيم الحضرمي | ثقة |
عبد الرحمن بْن زياد | عبد الرحمن بن زياد الإفريقي / ولد في :75 / توفي في :156 | ضعيف الحديث |
أبو عبد الرحمن المقرئ | عبد الله بن يزيد العدوي / ولد في :113 / توفي في :213 | ثقة |
بشر بْن موسى | بشر بن موسى الأسدي | الإمام الحافظ الثقة |
أبو بكر بْن مالك | أحمد بن جعفر القطيعي | صدوق حسن الحديث |
الحسن بْن علي الجوهري | الحسن بن علي الجوهري | ثقة محدث |
أبو القاسم بْن الحصين | هبة الله بن محمد الشيباني / ولد في :432 / توفي في :525 | ثقة |
أبو الفتح مُحَمَّد بْن أحمد بْن المندائي الواسطي | ||
وأبو مُحَمَّد عبد الواسع بْن عبد الكافي الأبهري | ||
أبو الحسن بْن البخاري | علي بن أحمد المقدسي / ولد في :575 / توفي في :690 | ثقة إمام |