وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ مِنْ طَرِيقَيْنِ : الأُوَّلُ : قَالَ : ثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، ثَنَا مَعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : وَحَدَّثَ عَنِ الرَّبَعِيِّ ، أَنَّ رَجُلا كَانَ يُوطَأُ عَقِبَاهُ ، قَالَ : ثُمَّ أَنَّهُ تُرِكَ فَأَحْدَثَ بِدْعَةً وَاتُّبِعَ ، قَالَ : ثُمَّ إِنَّهُ انْتَبَهَ فَخَرَقَ تَرْقُوَتَهُ ، فَجَعَلَ فِيهَا سِلْسِلَةً أَوْ قَالَ شَيْئًا ، ثُمَّ أَنَاطَ نَفْسَهُ فِي بَيْتِهِ ، قَالَ : تَوْبَةً لِمَا صَنَعَ ، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيِّهِ ، أَنْ قُلْ لَهُ : " كَيْفَ تَصْنَعُ بِمَنْ أَضْلَلْتَ مِنْ عِبَادِي ؟ " وَالثَّانِي : قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ ثَابِتٍ الرَّبَعِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ شَابٌّ قَرَأَ الْكِتَابَ ، وَعَلِمَ عِلْمًا ، وَكَانَ مَغْمُوزًا ، وَأَنَّهُ طَلَبَ بِعِلْمِهِ وَقِرَاءتِهِ الشَّرَف وَالْمَال وَأَنَّهُ ابْتَدَعَ بِدْعًا أَدْرَكَ الشَّرَفَ وَالْمَالِ فِي الدُّنْيَا وَلَبِثَ كَذَلِكَ حَتَّى بَلَغَ ، وَأَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ نَائِمٌ لَيْلَةٍ عَلَى فِرَاشِهِ إِذْ تَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ : هب هَؤُلاءِ النَّاس لَا يَعْلَمُونَ مَا ابْتَدَعْتُ ,أَلَيْسَ اللهُ قَدْ عَلِمَ مَا ابْتَدَعَتُُ , وَقَدِ اقْتَرَبَ الأَجَلُ ، فَلَوْ أَنِّي تُبْتُ , فَبَلَغَ مِنَ اجْتِهَادِهِ فِي التَوْبَةِ أَنْ عَمَدَ فَخَرَقَ تَرْقُوَتَهُ وَجَعَلَ فِيهَا سِلْسِلَةً ثُمَّ أَوْثَقَهَا إِلَى آسِيَةٍ مِنْ أَوَاسِي الْمَسْجِدِ , وَقَالَ : لا أَبْرَحُ مَكَانِي حَتَّى يُنَزِّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيَّ تَوْبَةً أَوْ أَمُوتَ مَوْتَ الدُّنْيَا ، قَالَ : وَكَانَ لا يُسْتَنْكَرُ الْوَحْيُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَوْحَى اللَّهُ فِي شَأْنِهِ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِمْ : إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَصَبْتَ ذَنْبًا بَيْنِي وَبَيْنَكَ لَتُبْتُ عَلَيْكَ بَالِغًا مَا بَلَغَ ، وَلَكِنْ كَيْفَ مَنْ أَضْلَلْتَ مِنْ عِبَادِي فَمَاتُوا فَأَدْخَلْتَهُمْ جَهَنَّمَ ؟ فَلا أَتُوبُ عَلَيْكَ . قَالَ عَوْفٌ : وَحَسِبْتُهُ أَنَّهُ يُقَالُ : اسْمُهُ بَارسيا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |