أخبرنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ بَقِيَّةُ السَّلَفِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَضْلِ بْنِ الْوَاسِطِيِّ الْحَنْبَلِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ ، فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ ، بِالْجَامِعِ الْمُظَفَّرِيِّ ، قَالَ : أنا الشَّيْخَانِ الإِمَامُ شَيْخُ الشُّيُوخِ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَكِينَةَ ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَدَ الْمُؤَدِّبُ الْبَغْدَادِيَّانِ ، إِجَازَةً مِنْ بَغْدَادَ . ح وَأَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قُدَامَةَ ، وَآخَرُونَ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ ، وَأَنَا أَسْمَعُ ، قَالُوا : أنا أَبُو حَفْصِ بْنُ طَبَرْزَدَ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ ، قَالا : أنا أَمِينُ الْحَضْرَةِ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ ، قَالَ : أنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ الْبَزَّازُ ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الأَسَدِيُّ ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فِي نَخْلٍ لَهَا ، يُقَالُ لَهُ : الأَسْوَافُ ، فَفَرَشَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تَحْتَ صَوْرٍ لَهَا مَرْشُوشٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الآنَ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : " الآنَ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " ، فَجَاءَ عُمَرُ ، ثُمَّ قَالَ : " الآنَ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " ، قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ مُطَأْطِئًا رَأْسَهُ مِنْ تَحْتِ الصُّورِ ، ثُمَّ يَقُولُ : " اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيًّا " ، فَجَاءَ عَلِيٌّ ، ثُمَّ إِنَّ الأَنْصَارِيَّةَ ذَبَحَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً وَصَنَعَتْهَا ، فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا فَلَمَّا حَضَرَتِ الظُّهْرُ ، قَامَ فَصَلَّى وَصَلَّيْنَا ، مَا تَوَضَّأَ ، وَلا تَوَضَّأْنَا ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرَ صَلَّى وَمَا تَوَضَّأَ وَلا تَوَضَّأْنَا أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ ، عَنِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ نَصْرٍ الْكَشِّيِّ ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ بِهِ ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا . وَزَكَرِيَّا بْنُ عَدِيِّ بْنِ الصَّلْتِ بْنِ بِسْطَامٍ الْكُوفِيُّ أَبُو يَحْيَى ، أَخُو يُوسُفَ بْنِ عَدِيٍّ ، سَكَنَ بَغْدَادَ ، وَمَاتَ بِهَا ، وَكَانَا رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ ثِقَتَيْنِ ، وَزَكَرِيَّا أَرْفَعُ مِنْ يُوسُفَ ، وَكَانَ زَكَرِيَّا حَافِظًا جَلِيلا ، جَاءَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، فَقَالا : أَخْرِجْ إِلَيْنَا كِتَابَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ ، فَقَالَ : مَا تَصْنَعُونَ بِالْكِتَابِ ؟ خُذُوا عَنِّي أُمْلِي عَلَيْكُمْ كُلَّهُ ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ ، فَيُمَيِّزُ أَلْفَاظَهُمْ ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ ، صَدُوقًا ، مُتَقَشِّفًا ، حَسَنَ الْهَيْئَةِ ، مَاتَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلافَةِ الْمَأْمُونِ رَحِمَهُ اللَّهُ .