ابو عبيدة بن الجراح


تفسير

رقم الحديث : 466

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا ضَمَّامٌ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَتْ بَيْعَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَعَ بَيْعَةِ الْوَلِيدِ ، كَرِهَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنْ يُبَايِعَ بَيْعَتَيْنِ ، فَكَتَبَ صَاحِبُ الْمَدِينَةِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ كَرِهَ أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا جَمِيعًا ، فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى صَاحِبِ الْمَدِينَةِ ، وَمَا كَانَ حَاجَتُكَ إِلَى رَفْعِ هَذَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، مَا كُنَّا نَخَافُ مِنْهُ ، فَأَمَّا إِذَا ظَهَرَ ذَلِكَ وَانْتَشَرَ فِي النَّاسِ ، فَادْعُهُ إِلَى مَا دَخَلَ فِيهِ مَنْ دَخَلَ فِي هَذِهِ الْبَيْعَةِ ، فَإِنْ أَبَى ، فَاجْلِدْهُ مِائَةَ سَوْطٍ ، وَاحْلِقْ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ ، وَأَلْبِسْهُ ثِيَابًا مِنْ شَعْرٍ ، وَأَوْقِفْهُ عَلَى النَّاسِ فِي سُوُقِ الْمُسْلِمِينَ لِئَلَّا يَجْتَرِئَ عَلَيْنَا غَيْرُهُ ، فَلَمَّا عَلِمَ مَنْ كَانَ مِنْ قُرَيْشٍ ، سَأَلُوا الْوَالِيَ أَنْ لَا يَعْجَلَ عَلَيْهِ حَتَّى يُخَوِّفُوهُ بِالْقَتْلِ ، فَعَسَى أَنْ يُجِيبَ ، فَأَرْسَلُوا مَوْلًى لَهُ كَانَ فِي الْحَرَسِ ، فَقَالُوا : اذْهَبْ ، فَأَخِفْهُ بِالْقَتْلِ ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ مَقْتُولٌ ، لَعَلَّ ذَلِكَ يُخِيفُهُ ، حَتَّى يَدْخُلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ ، فَجَاءَهُ مَوْلَاهُ - وَهُوَ عَلَى مَسْجِدٍ يُصَلِّي - فَبَكَى الْمَوْلَى ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ : مَا يُبْكِيكَ ، وَيْحَكَ ؟ قَالَ : يُبْكِينِي مَا يُرَادُ بِكَ ، قَدْ جَاءَ كِتَابٌ فِيكَ ، إِنْ لَمْ تُبَايِعْ قُتِلْتَ ، فَجِئْتُكَ لِتَتَطَهَّرَ ، وَتَلْبَسَ ثِيَابًا طَاهِرَةً ، وَتَفْرُغَ مِنْ عَهْدِكِ ، قَالَ : وَيْحَكَ ، قَدْ وَجَدْتَنِي أُصَلِّي عَلَى مَسْجِدِي ، فَتَرَانِي كُنْتُ أُصَلِّي وَلَسْتُ بِطَاهِرٍ وَثِيَابِي غَيْرُ طَاهِرَةٍ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْعَهْدِ ، فَإِنِّي أَضَلُّ مِمَّنْ أَرْسَلَكَ إِنْ كُنْتُ بِتُّ لَيْلَةً ، وَلَمْ أَفْرُغْ مِنْ عَهْدِي ، فَإِذَا شِئْتَ ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأُبَايِعَ بَيْعَتَيْنِ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَن ْرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " إِذَا كَانَتَا بَيْعَتَيْنِ ، فَأَقِيلُوا الْحَدْثَى مِنْهُمَا " ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ ، فَلَمَّا أَتَى الْوَالِيَ ، دَعَوْهُ ، فَأَبَى أَنْ يُجِيبَ ، فَأَمَرَهُ بِلِبْسِ ثِيَابٍ مِنْ شَعْرٍ ، وَأَمَرَهُ بِالتَّجْرِيدِ ، فَجُلِدَ مِائَةَ سَوْطٍ ، وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ وَوُقِفَ ، فَقَالَ : لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا هَذَا مَا نَزَعْتُ ثِيَابِي طَائِعًا وَلَا أَجَبْتُ إِلَى ذَلِكَ . فَقَالَ ضَمَّامٌ : فَبَلَغَنِي أَنَّ هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ كَانَ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُحَوِّلُ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَجْهَهُ مَا دَامَ يَذْكُرُ اللَّهَ ، حَتَّى إِذَا رَفَعَ يَمْدَحُ عَبْدَ الْمَلِكِ ، وَيَقُولُ فِيهِ مَا يَقُولُ ، أَعْرَضَ عَنْهُ سَعِيدٌ بِوَجْهِهِ ، فَلَمَّا فَطِنَ لَهُ هِشَامٌ ، أَمَرَ حَرَسِيًّا أَنْ يَخْضِبَ وَجْهَهُ إِذَا تَحَوَّلَ عَنْهُ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِ ، فَقَالَ سَعِيدٌ لِهِشَامٍ - وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ ، فَقَالَ : هِيَ ثَلَاثٌ ، فَمَا تَمُرُّ بِهِ إِلَّا ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ حَتَّى عُزِلَ هِشَامٌ .

الرواه :

الأسم الرتبة
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار

بَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

ضَمَّامٌ

صدوق حسن الحديث

زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.