تفسير

رقم الحديث : 1123

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّهُ أَتَى بِهِ الْحَجَّاجُ مُوثَقًا ، فَلَمَّا انْتَهَى بِهِ إِلَى بَابِ الْقَصْرِ لَقِيَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ ، فَقَالَ : إِنّا لِلَّهِ يَا شَعْبِيُّ لِمَا بَيْنَ دَفَّتَيْكَ مِنَ الْعِلْمِ ، وَلَيْسَ بِيَوْمِ شَفَاعَةٍ بُؤْ لِلْأَمِيرِ بِالشِّرْكِ وَبِالنِّفَاقِ عَلَى نَفْسِكَ ، فَبِالْحَرِيِّ أَنْ تَنْجُوَ . ثُمَّ لَقِيَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَةِ يَزِيدَ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ ، قَالَ : وَأَنْتَ يَا شَعْبِيُّ مِمَّنْ خَرَجَ عَلَيْنَا وَكَثَّرَ ! فَقُلْتُ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ أَحْزَنَ بِنَا الْمَنْزِلُ ، وَأَجْدَبَ الْجَنَابُ ، وَضَاقَ الْمَسْلَكُ ، وَاكْتَحَلْنَا السَّهَرَ ، وَاسْتَحْلَسْنَا الْخَوْفَ ، وَوَقَعْنَا فِي خَرِبَةٍ ، لَمْ نَكُنْ فِيهَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ ، وَلَا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ قَالَ : صَدَقْتَ وَاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا بَرُّوا بِخُرُوجِهِمْ عَلَيْنَا ، وَلَا قَدَرُوا عَلَيْنَا حَيْثُ فَجَرُوا ، أَطْلِقَا عَنْهُ . ثُمَّ احْتَاجَ إِلَيَّ فِي فَرِيضَةٍ ، فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ فِي أُخْتٍ وَأُمٍّ وَجَدٍّ ؟ قُلْتُ : قَدِ اخْتَلَفَ فِيهَا خَمْسَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ , وَزَيدٌ ، وَعُثْمَانُ ، وَعَلِيٌ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، فَقَالَ : مَا قَالَ : فِيهَا ابْنُ عَبَّاسٍ إِنْ كَانَ لَمُفْتِيًا ؟ قُلْتُ : " جَعَلَ الْجَدَّ أَبًا وَلَمْ يُعْطِ الْأُخْتَ شَيْئًا ، وَأَعْطَى الْأُمَّ الثُّلُثَ , قَالَ : فَمَا قَالَ : فِيهَا زَيْدٌ ؟ قُلْتُ : جَعَلَهَا مِنْ تِسْعَةٍ أَعْطَى الْأُمَّ ثَلَاثَةً ، وَأَعْطَى الْجَدَّ أَرْبَعَةً ، وَأَعْطَى الْأُخْتَ سَهْمَيْنِ , قَالَ : فَمَا قَالَ : فِيهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , يَعْنِي عُثْمَانَ ؟ قُلْتُ : جَعَلَهَا ثَلَاثًا , قَالَ : فَمَا قَالَ : فِيهَا ابْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : جَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ ؛ أَعْطَى الْأُخْتَ ثَلَاثَةً ، وَالْجَدَّ سَهْمَيْنِ وَالْأُمَّ سَهْمَا , قَالَ : فَمَا قَالَ : فِيهَا أَبُو تُرَابٍ , قُلْتُ : جَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ أَعْطَى الْأُخْتَ ثَلَاثَةً ، وَأَعْطَى الْأُمَّ سَهْمَيْنِ ، وَأَعْطَى الْجَدَّ سَهْمًا " . إِذَا جَاءَ الْحَاجِبُ فَقَالَ : إِنَّ بِالْبَابِ رُسُلًا , قَالَ : ائْذَنْ لَهُمْ . فَدَخَلُوا عَمَائِمُهُمْ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ ، وَسُيُوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ ، وَكُتُبُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ : سَيَّابَةُ بْنُ عَاصِمٍ . فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : مِنَ الشَّامِ , قَالَ : كَيْفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ كَيْفَ حَشَمُهُ ؟ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ : هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ , أَصَابَتْنِي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ثَلَاثُ سَحَائِبَ ، قَالَ : فَانْعَتْ لِي كَيْفَ كَانَ وَقْعُ الْمَطَرِ ، وَكَيْفَ كَانَ أَثَرُهُ وَتَبَاشِيرُهُ ؟ قَالَ : أَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِحَوْرَانَ ، فَوَقَعَ قَطْرٌ صِغَارٌ وَقَطْرٌ كِبَارٌ ، فَكَانَ الْكِبَارُ لُحْمَةً لِلصِّغَارِ ، وَوَقَعَ بَسِيطٌ مُتَدَارِكٌ وَهُوَ السَّحُّ الَّذِي سَمِعْتُ بِهِ ، فَوَادٍ سَائِلٌ ، وَوَادٍ سَائِحٌ ، وَأَرْضٌ مُقْبِلَةٌ ، وَأَرْضٌ مُدْبِرَةٌ . وَأَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِسُوَا أَوِ الْقَرْنَيْنِ مَا أَدْرِي أَيَّ الْمَزَارَيْنِ , شَكَّ عِيسَى , فَلَبَّدَتِ الدِّمَاثَ ، وَأَسَالَتِ الْعِزَازَ ، وَأَدْحَضَتِ التِّلَاعَ ، وَصَدَعَتْ عَنِ الْكَمْأَةِ أَمَاكِنَهَا ، وَأَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِسُوَا , أَوِ الْقَرْنَيْنِ , شَكَّ عَيسَى , فَنَأَتِ الْأَرْضُ بَعْدَ الرِّيِّ ، وَامْتَلَأَ الْإِخَاذُ ، وَأَفْعَمَتِ الْأَوْدِيَةُ ، وَجِئْتُكَ فِي مِثْلِ وَجَارٍ ، أَوْ جُحْرِ الضَّبْعِ . ثُمَّ قَالَ : ائْذَنْ . فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ ، فَقَالَ : هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ , سَمِعْتُ الرُّوَّادَ تَدْعُو إِلَى رِيَادَتِهَا ، وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ : هَلُمَّ أُظْعِنْكُمْ إِلَى مَحِلَّةٍ تُطْفَأُ فِيهَا النِّيرَانُ ، وَتَشْتَكِي فِيهَا النِّسَاءُ ، وَتَتَنَافَسُ فِيهَا الْمِعْزَى . قَالَ : الشَّعْبِيُّ : فَلَمْ يَدْرِ الْحَجَّاجُ مَا قَالَ : فَقَالَ : وَيْحَكَ إِنَّمَا تُحَدِّثُ أَهْلَ الشَّامِ فَأَفْهِمْهُمْ , قَالَ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ أَخْصَبَ النَّاسُ ، فَكَانَ التَّمْرُ وَالسَّمْنُ وَالزُّبْدُ وَاللَّبَنُ ، فَلَا تُوقَدُ نَارٌ يُخْتَبَزُ بِهَا ، وَأَمَّا تَشْتَكِي النِّسَاءُ ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ تَظَلُّ تَرْبِقُ بِهَمِّهَا ، وَتُمَخِّضُ لَبَنَهَا فَتَبِيتُ وَلَهَا أَنِينٌ مِنْ عَضُدَيْهَا كَأَنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْهَا ، وَأَمَّا تَنَافُسُ الْمَعْزَى ، فَإِنَّهَا تَرَى مِنْ أَنْوَاعِ الشَّجَرِ وَأَلْوَانِ الثَّمَرِ ، وَنَوْرِ النَّبَاتِ مَا يُشْبِعُ بُطُونَهَا ، وَلَا يُشْبِعُ عُيُونَهَا ، فَتَبِيتُ وَقَدِ امْتَلَأَتْ أَكْرَاشُهَا ، لَهَا مِنَ الْكِظَّةِ حُرْقَةُ مَاءِ الْحَرَّةِ حَتَّى تَسْتَنْزِلَ بِهَا الدَّرَّةُ . قَالَ : ائْذَنْ . فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي ، كَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ، فَقَالَ : هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَلَكِنِّي لَا أُحْسِنُ أَنْ أَقُولَ كَمَا قَالَ : هَؤُلَاءِ , قَالَ : قُلْ كَمَا تُحْسِنُ , قَالَ : أَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِحُلْوَانَ ، فَلَمْ أَزَلْ أَطَأُ فِي أَثَرِهَا حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى الْأَمِيرِ , قَالَ : لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرَهُمْ فِي الْمَطَرِ خُطْبَةً إِنَّكَ لَأَطْوَلُهُمْ بِالسَّيْفِ حَظْوَةً .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنُ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.