مقتل طلحة بن عبيد الله


تفسير

رقم الحديث : 1530

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ : حَدَّثَنِي أَصْحَابُنَا ، عَنِ ابْنِ جَعْدَبَةَ ، وَغَيْرِهِ ، قَالُوا : كَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ أَرْضٌ إِلَى جَانِبِ أَرْضٍ لِمُعَاوِيَةَ ، وَكَانَ وَكِيلُ مُعَاوِيَةَ بِالْمَدِينَةِ النَّضِيرَ مَوْلاهُ ، فَعَمَدَ إِلَى أَرْضٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَضَمَّهَا إِلَى أَرْضِ مُعَاوِيَةَ ، وَقَالَ : هَذِهِ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : عِنْدِي الْبَيِّنَةُ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ قَطَعَهَا لِي مَقْتَلَ أَبِي بِالْيَمَامَةِ ، فَقَالَ النَّضِيرُ : هَذِهِ قَطِيعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ . فَخَاصِمْهُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، فَقَالَ : اصْطَلَحَا ، وَكَرِهَ أَنْ يَجْزِمَ الْقَضَاءَ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَأَتَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ الشَّامَ فَلَمَّا صَارَ إِلَى بَابِ مُعَاوِيَةَ أَلْفَاهُ جَالِسًا بِالْخَضْرَاءِ بِدِمَشْقَ ، فَقَالَ لأَبِي يُوسُفَ : اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ ، فَرَفَعَ صَوْتَهُ ، فَقَالَ : مَا لِي بُدٌّ مِنَ الْوُصُولِ إِلَيْهِ : فَإِنَّا إِلَى أَنْ تُوصَلَ أَرْحَامُنَا وَتُمْثَرَ لَنَا أَمْوَالُنَا أَحْوَجُ مِنَّا إِلَى أَنْ يُؤْخَذَ مِنَّا مَا فِي أَيْدِينَا ، فَسَمِعَهُ مُعَاوِيَةُ . فَقَالَ : أَدْخِلْهُ . فَدَخَلَ فَسَلَّمَ ، وَقَالَ : وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ : حَدَّثَنِي أَصْحَابُنَا ، عَنِ ابْنِ جَعْدَبَةَ ، وَغَيْرِهِ ، قَالُوا : كَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ أَرْضٌ إِلَى جَانِبِ أَرْضٍ لِمُعَاوِيَةَ ، وَكَانَ وَكِيلُ مُعَاوِيَةَ بِالْمَدِينَةِ النَّضِيرَ مَوْلاهُ ، فَعَمَدَ إِلَى أَرْضٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَضَمَّهَا إِلَى أَرْضِ مُعَاوِيَةَ ، وَقَالَ : هَذِهِ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : عِنْدِي الْبَيِّنَةُ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ قَطَعَهَا لِي مَقْتَلَ أَبِي بِالْيَمَامَةِ ، فَقَالَ النَّضِيرُ : هَذِهِ قَطِيعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ . فَخَاصِمْهُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، فَقَالَ : اصْطَلَحَا ، وَكَرِهَ أَنْ يَجْزِمَ الْقَضَاءَ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَأَتَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ الشَّامَ فَلَمَّا صَارَ إِلَى بَابِ مُعَاوِيَةَ أَلْفَاهُ جَالِسًا بِالْخَضْرَاءِ بِدِمَشْقَ ، فَقَالَ لأَبِي يُوسُفَ : اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ ، فَرَفَعَ صَوْتَهُ ، فَقَالَ : مَا لِي بُدٌّ مِنَ الْوُصُولِ إِلَيْهِ : فَإِنَّا إِلَى أَنْ تُوصَلَ أَرْحَامُنَا وَتُمْثَرَ لَنَا أَمْوَالُنَا أَحْوَجُ مِنَّا إِلَى أَنْ يُؤْخَذَ مِنَّا مَا فِي أَيْدِينَا ، فَسَمِعَهُ مُعَاوِيَةُ . فَقَالَ : أَدْخِلْهُ . فَدَخَلَ فَسَلَّمَ ، وَقَالَ : " إِنَّ وَكِيلَكَ بِالْمَدِينَةِ تَعَدَّى عَلَيَّ ، وَعَمَدَ إِلَى مَا قَطَعَ لِي خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَجَازَهُ لِي عُمَرُ فَأَلْجَأَهُ إِلَى أَرْضِكَ ، وَزَعَمَ أَنَّ عِنْدَهُ كِتَابًا مِنْ عُثْمَانَ بِأَنَّهُ قَطَعَهُ لَكَ ، وَكَيْفَ يَقْطَعُ لَكَ عُثْمَانُ حَقًّا هُوَ لِي ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : تَرَكْتَ أَرْضَكَ لَمْ تَعْمُرْهَا حَتَّى عَمِلْتَهَا ، فَلَمَّا غُرِسَتْ فِيهَا خَمْسَةُ آلافِ وَدِيَّةٍ قُلْتُ : قَطِيعَةُ أَبِي بَكْرٍ ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ ، أَنَّهُ بَلَّغَهُ أَنَّ قَوْمًا يَتَحَجَّرُونَ الأَرْضَ ، ثُمَّ يَدْعُونَهَا عَطَلا فَيَجِيءُ آخَرُونَ فَيَزْرَعُونَهَا ، إِنَّهَا لِمَنْ زَرَعَهَا . فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا قُلْتُ الْحقُّ يَا مُعَاوِيَةُ فَأَنْصِفْنِي . فَقَالَ : عَلَيَّ بِالْقَاضِي ، وَهُوَ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدِ الأَنْصَارِيُّ ، ثُمَّ الزُّرَقِيُّ ، فَلَمْ يَأْتِهِ . وَقَالَ : فِي بَيْتِهِ يُؤْتَى الْحَكَمُ ، فَصَارَ مُعَاوِيَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَيْهِ فَأُلْقِيَتْ لَهُمَا وِسَادَةً وَقِيلَ اجْلِسَا عَلَيْهَا ، فَتَكَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِقَوْلِهِ الأَوَّلِ ، وَتَكَلَّمَ مُعَاوِيَةُ بِقَوْلِهِ الأَوَّلِ ، فَرَأَى فَضَالَةُ أَنَّ الْقَوْلَ قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْحَقُّ مَعَهُ ، فَقَضَى بِهِ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : نَقْبَلُ مَا قُلْتَ : أَرَأَيْتَ مَا غُرِسَتْ فِيهَا ؟ قَالَ : يَقُومُ ذَلِكَ لَكَ ، فَإِنْ شَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ دَفَعَ إِلَيْكَ قِيمَةَ غَرَاسَكَ ، وَإِنْ شَاءَ ضَمَنَكَ قِيمَةَ الأَرْضِ . فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : قَدْ أَنْصَفْتَ . فَقَالَ فَضَالَةُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوَ بِمِثْلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُمَرَ يُفْعَلُ هَذَا بِعَقِبِهِمَا ؟ ! فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : فَالْغِرَاسُ لَهُ ، وَمَا مَدَّ إِلَيْهِ يَدَهُ مِنْ أَرْضِي فَهُوَ لَهُ صِلَةٌ لِرَحِمِهِ ، وَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ إِلَى وَكِيلِهِ وَقَضَى دَيْنَهُ وَأَلْحَقَهُ فِي شَرَفِ الْعَطَاءِ . وَقَالَ : أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ لِذَلِكَ يَابْنَ أَخِي الْفَارُوقِ وَالشَّهِيدِ ، وَأَعْطَاهُ مَالا ، فَقَالَ فَضَالَةُ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ مَضَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ : وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتَ غَيْرَ هَذَا فَقَدِمَ عَلَى أَهْلِ مَدِينَةِ الْهِجْرَةِ وَبَقِيَّةِ النَّاسِ فَشَكَاكَ لَكَانَ فِي ذَلِكَ مَا لا يَحْسُنُ وَلا يَجْمُلُ . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : جَزَاكَ اللَّهُ عَلَى الْمُعَاوَنَةِ عَلَى الْحَقِّ خَيْرًا ، وَانْصَرَفَ ابْنُ زَيْدٍ فَأَخَذَ مَالَهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.