مقتل طلحة بن عبيد الله


تفسير

رقم الحديث : 2511

حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ النَّاقِدِ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ ، ثنا حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ النَّاقِدِ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُمَرَ وَاقِفًا عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، وَعُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ ، وَهُوَ يَقُولُ لَهُمَا : " أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَلْتُمَا عَلَى الأَرْضِ مَا لا تُطِيقُ ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ : لَقَدْ حَمَلْتُهَا مَا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ وَمَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ . وَقَالَ عُثْمَانُ : لَوْ شِئْتُ لأَضْعَفْتُ مَا عَلَى أَرْضِي ، فَجَعَلَ يَقُولُ : انْظُرُوا مَا لَدَيْكُمَا أَنْ تَكُونَا حَمَلْتُمَا عَلَى الأَرْضِ فَوْقَ طَاقَتِهَا ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي أَبَدًا . قَالَ : فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ أَرْبَعٌ حَتَّى أُصِيبَ ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَامَ بَيْنَ الصُّفُوفِ ، ثُمَّ قَالَ : اسْتَوُوا وَتَقَدَّمَ ، فَكَبَّرَ ، فَلَمَّا كَبَّرَ طُعِنَ ، قَالَ : فَسَمِعْتُهُ يَقُول : قَطَعَنِي الْكَلْبُ ، أَوْ قَالَ أَكَلَنِي الْكَلْبُ ، وَطَارَ الْعِلْجُ وَمَعَهُ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ مَا يَمُرُّ بِرَجُلٍ يَمِينًا وَشِمَالا إِلا طَعَنَهُ فَأَصَابَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، مَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا لَهُ فَأَخَذَهُ ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ ، قَالَ عَمْرٌو : وَمَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ حِينَ طُعِنَ إِلا ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ فَصَلَّوُا الْفَجْرَ يَوْمَئِذٍ صَلاةً خَفِيفَةً ، فَأَمَّا أَهْلُ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَلا يَدْرُونَ مَا الأَمْرُ لأَنَّهُمْ حِينَ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ ، جَعَلُوا يَقُولُونَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ . قَالَ : فَلَمَّا انْصَرَفُوا كَانَ أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ . فَقَالَ : انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي . فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَجَالَ سَاعَةً حَتَّى اسْتَثْبَتَ ، ثُمَّ أَتَاهُ ، فَقَالَ : غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الصَّنَّاعُ . قَالَ : وَكَانَ نَجَّارًا . فَقَالَ : مَا لَهُ قَاتَلَهُ اللَّهُ ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا . وَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِيَدِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ : أَمَا أَنَّكَ وَأَبُوكَ كُنْتُمَا تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ . فَقَالَ : إِنْ شِئْتَ فَعَلْنَا ؟ فَقَالَ : بَعْدَ أَنْ تَكَلَّمُوا بِكَلامِكُمْ ، وَصَلَّوْا صَلَوَاتِكُمْ ، وَنَسَكُوا نُسُكَكُمْ . فَقَالَ لَهُ النَّاسُ : لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ . فَدَعَا بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ الْمَوْتُ ، قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، انْظُرْ كَمْ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ ؟ قَالَ : فَحَسَبَهُ فَوَجَدَهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ . فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنْ وَفَّى بِهَا مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهَا عَنِّي مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، وَإِنْ لَمْ تَفِ بِهَا أَمْوَالُهُمْ فَسَلْ فِيهَا بَنِي عَدِيٍّ ، فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَسَلْ فِيهَا قُرَيْشًا وَلا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقُلْ لَهَا : يُقْرِئُكِ عُمَرُ السَّلامَ وَلا تَقُلْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لَهُمْ بِأَمِيرٍ ، وَيَقُولُ : أَتَأْذَنِينَ أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ ، فَأَتَاهَا ابْنُ عُمَرَ فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي . فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَ : عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ، فَقَالَتْ : كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي وَلأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي . فَلَمَّا جَاءَ قِيلَ : هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، فَقَالَ عُمَرُ : ارْفَعَانِي . فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لَدَيْكَ ؟ قَالَ : أَذِنَتْ لَكَ . فَقَالَ عُمَرُ : مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ انْظُرْ إِذَا أَنَا مُتُّ فَاحْمِلْنِي عَلَى سَرِيرِي ، ثُمَّ قِفْ عَلَى الْبَابِ . فَقُلْ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَإِنْ أَذِنَتْ لَكَ فَأَدْخِلْنِي ، وَإِنْ لَمْ تَأْذَنْ لَكَ فَادْفِنِّي فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ . فَلَمَّا حُمِلَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ إِلا يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : فَأَذِنَتْ لَهُ عَائِشَةُ ، فَدُفِنَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَبِي بَكْرٍ ، وَقَالُوا لَهُ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ : اسْتَخْلِفْ . فَقَالَ : لا أَجِدُ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ . فَسَمَّى : عَلِيًّا ، وَعُثْمَانَ ، وَطَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَقَالَ : إِنْ أَصَابَتْ سَعْدًا فَذَاكَ ، وَإِلا فَأَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ وَلا خِيَانَةٍ . قَالَ : وَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مَعَهُمْ يُشَاوِرُونَهُ ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ " فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : اتْرُكُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلاثِ نَفَرٍ مِنْكُمْ فَجَعَلَ الزُّبَيْرُ أَمْرَهُ إِلَى عَلِيٍّ ، وَجَعَلَ طَلْحَةُ أَمْرَهُ إِلَى عُثْمَانَ ، وَجَعَلَ سَعْدٌ أَمْرَهُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، فَائْتَمَرُوا أَمْرَ أُولَئِكَ الثَّلاثَةِ حِينَ جُعِلَ الأَمْرُ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَيُّكُمْ يَبْرَأُ مِنَ الأَمْرِ وَيَجْعَلُ الأَمْرَ إِلَيَّ ، وَلَكُمْ عَلَيَّ أَلا آلُوكُمْ نُصْحًا ، فَأَسْكَتَ الشَّيْخَانُ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَتَجْعَلانِهِ إِلَيَّ وَأَنَا أَخْرُجُ مِنْهَا فَوَاللَّهِ لا آلُوكُمْ عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . فَخَلا بِعَلِيٍّ ، فَقَالَ : إِنَّ لَكَ مِنَ الْقَرَابَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ وَالْقِدَمِ مَا لَكَ ، فَاللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنِ اسْتُخْلِفْتَ لَتَعْدِلَنَّ ، وَلَئِنِ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ لَتَسْمَعَنَّ وَتُطِيعَنَّ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ . فَخَلا بِعُثْمَانَ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ . فَقَالَ عُثْمَانُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : ابْسُطْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ . فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعَهُ عَلِيٌّ وَالنَّاسُ . وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أَنْ يَحْفَظَ لَهُمْ حَقَّهُمْ ، وَيَعْرِفُ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإِسْلامِ وَغَيْظُ الْعَدُوِّ وَجُبَاةُ الْمَالِ ، وَلا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ إِلا بِحُقُوقِهِمْ ، أَوْ قَالَ : فَضْلُهُمْ عَنْ رِضًى مِنْهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ ، وَأَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الإِسْلامِ ، أَنْ تُؤْخَذَ صَدَقَاتُهُمْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ ، وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفِي لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وَلا يُكَلَّفُوا فَوْقَ طَاقَتِهِمْ ، وَأَنْ يُقَاتِلَ مَنْ وَرَاءَهُمْ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرَ

صحابي

عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ

ثقة

حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

مجهول الحال

مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ

صدوق عارف رمي بالتشيع

Whoops, looks like something went wrong.