حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، عَنْ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، عَنْ وَهْبٍ ، عَنِ ابْنِ جُعْدُبَةَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : " لَمَّا تَقَاضَوْا وَانْصَرَفُوا إِلَى بِلادِهِمْ مَكَثُوا بَقِيَّةَ السَّنَةِ الَّتِي اقْتَتَلُوا فِيهَا بِصِفِّينَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ ، خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَمَعَهُمَا مِنْ جُنْدِهِمَا مَنْ أَحَبَّا ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَاضِي عَلِيٍّ ، أَوْ قَالَ : خَلِيفَةُ عَلِيٍّ حَتَّى نَزَلا بَتَدْمُرَ شَهْرًا يَتَرَاجَعَانِ وَيَكْتُبَانِ إِلَى صَاحِبَيْهِمَا ، وَيَكْتُبُ صَاحِبَاهُمَا إِلَيْهِمَا حَتَّى دَخَلا فِي السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ ، ثُمَّ تَحَوَّلا مِنْ تَدْمُرَ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ فَأَقَامُوا بِهَا شَهْرًا ، ثُمَّ تَحَوَّلا مِنْ دُومَةِ الْجَنْدَلِ إِلَى أَذْرُحَ ، وَكَتَبَا إِلَى صَاحِبَيْهِمَا وَمَنْ أَرَادَا مِنَ النَّاسِ ، وَأَنْفَذَا إِلَى عَلِيٍّ كِتَابًا مَعَ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الأَخْنَسِ السُّلَمِيِّ ، وَجَاءَ مُعَاوِيَةُ لِلْمِيعَادِ فِي رِجَالِ أَهْلِ الشَّامِ ، فِيهِمْ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَحَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ . وَكَتَبُوا إِلَى نَاسٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، مِنْهُمْ : سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، فَأَبَى أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ ، فَكَتَبُوا إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَرْقَمِ الزُّهْرِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، وَيُقَالُ : إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَتَاهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْهِ . وَأَتَاهُمْ أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ وَهُمْ بِأَذْرُحَ ، وَرَجَعَ الرَّسُولُ الْمُوَجَّهُ إِلَى عَلِيٍّ وَلَمْ يَقْدُمْ عَلِيٌّ مَعَهُ ، وَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ : أَنَا أَحَقُّ النَّاسِ بِهَذَا الأَمْرِ لَمْ أُشْرِكْ فِي دَمِ عُثْمَانَ ، وَلَمْ أَحْضُرْ شَيْئًا مَا مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ الْفِتْنَةِ . وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لابْنِ عُمَرَ : اشْدُدْ لِي ضَبُعَكَ فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِيكَ . وَلَمْ يَشُكَّ النَّاسُ فِي ابْنِ عُمَرَ ، وَكَانَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ . فَتَحَاوَرَ الْحَكَمَانِ فِي أَمْرِهِمَا فَدَعَا أَبُو مُوسَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيِّ فَاخْتَلَفَا ، فَقَالَ عَمْرٌو : هَلْ لَكَ فِي أَمْرٍ لا نَخْتَلِفُ مَعَهُ ؟ قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : يَجْعَلُ أَيُّنَا وَلاهُ صَاحِبُهُ الأَمْرَ إِلَى مَنْ رَأَى ، وَعَلَيْهِ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ لَيَجْهَدَنَّ لِلْمُسْلِمِينَ . قَالَ أَبُو مُوسَى : نَعَمْ ، قَالَ عَمْرٌو : ذَاكَ إِلَيْكَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ ؟ قَالَ أَبُو مُوسَى : لا . قَالَ عَمْرٌو : فَهُوَ إِلَيَّ بِذَلِكَ . قَالَ أَبُو مُوسَى : قَدْ أَعْطَيْتُكَ إِيَّاهُ . قَالَ عَمْرٌو : نَعَمْ قَدْ قَبِلْتُ . ثُمَّ نَدِمَ أَبُو مُوسَى ، فَقَالَ : أَلا تَدْرِي مَا مَثَلُكَ يَا عَمْرُو ؟ مَثَلُكَ مَثَلُ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا . يَقُولُ : إِنَّكَ لا تَنْظُرُ لِدِينٍ وَلا تَرْعَى الَّذِي حَمَلْتَ مِنَ الأَمَانَةِ وَالْعَهْدِ . فَقَالَ عَمْرٌو : مَثَلُكَ مَثَلُ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ، إِنْ جَعَلْتُ الأَمْرَ إِلَيَّ أَبَيْتَ ، وَإِنْ جَعَلْتُهُ إِلَيْكَ أَبَيْتَ . ثُمَّ خَلا عَمْرٌو بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ لَهُ : اجْتَمَعَ أَمْرُ النَّاسِ عَلَيْكَ وَأَنْتَ أَحَقُّهُمْ بِهَذَا الأَمْرِ ، فَإِنَّ عَلِيًّا قَدْ تَخَلَّفَ عَنَّا ، وَتَرَكَ مَا افْتَرَقْنَا عَلَيْهِ ، وَلا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ إِمَامٍ يَلِي أُمُورَهُمْ ، وَيَحُوطُهُمْ ، وَيُقَاتِلُ مِنْ وَرَائِهِمْ . فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَا أَنَا بِالَّذِي أُقَاتِلُ النَّاسَ فَتُؤَمِّرُونِي عَلَيْهِمْ ، وَلا حَاجَةَ لِي فِي الإِمْرَةِ ، فَزَعَمُوا أَنَّ عَمْرًا ، قَالَ لَهُ : أَتَجْعَلُنِي عَلَى مِصْرَ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْ وُلِّيتُ مِنَ الأَمْرِ شَيْئًا مَا اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى شَيْءٍ . قَالَ : وَأَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ حِينَ خَلا عَمْرٌو بِابْنِ عُمَرَ لِيُبَايِعَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ بِالْبَابِ : لا تَعْجَلْ فَإِنَّهُمَا قَدِ اخْتَلَفَا ، وَابْنُ عُمَرَ يَأْبَاهَا . فَرَجَعَ مُعَاوِيَةُ فَلَمَّا أَبَى ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَقْبَلَهَا تَفَرَّقَ النَّاسُ وَرَجَعُوا إِلَى أَرْضِيهِمْ وَرَجَعَ أَبُو مُوسَى إِلَى مَكَّةَ وَلَمْ يَلْحَقْ بِعَلِيٍّ ، وَانْصَرَفَ مُعَاوِيَةُ وَلَمْ يُبَايِعْ لَهُ ، وَكَانَ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَالْحَكَمَيْنِ عَنِ أَذْرُحَ فِي شَعْبَانَ " . فَقَالَ كَعْبُ بْنُ جُعَيْلٍ التَّغْلِبِيُّ : كَأَنَّ أَبَا مُوسَى عَشِيَّةَ أَذْرُحَ يُطِيفُ بِلُقْمَانَ الْحَكِيمِ يُوَارِبُهْ وَلَمَّا الْتَقَيْنَا فِي تُرَاثِ مُحَمَّدٍ عَلَتْ بِابْنِ هِنْدٌ فِي قُرَيْشٍ مَضَارِبُهْ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ | صالح بن كيسان الدوسي | ثقة ثبت |
ابْنِ جُعْدُبَةَ | يزيد بن عياض الليثي | منكر الحديث |