امر الحكمين وما كان منهما


تفسير

رقم الحديث : 1010

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : " لَمَّا قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْكُوفَةِ مِنْ صِفِّينَ خَاصَمَتْهُ الْحَرُورِيَّةُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ، وَقَالُوا : شَكَّكْتَ فِي أَمْرِكَ ، وَحَكَّمْتَ عَدُوَّكَ ، وَوَهَنْتَ فِي الْجِهَادِ ، وَتَأَوَّلُوا عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فَقَالُوا : قَالَ اللَّهُ : وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ سورة غافر آية 20 . وَطَالَتْ خُصُومَتُهُمْ لِعَلِيٍّ ، ثُمَّ زَالُوا بِرَايَاتِهِمْ وَهُمْ خَمْسَةُ آلافٍ عَلَيْهِمُ ابْنُ الْكَوَّاءِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَصَعْصَعَةَ بْنَ صُوحَانَ فَدَعَوَاهُمْ إِلَى الْجَمَاعَةِ ، وَنَاشَدَاهُمْ فَأَبَوْا عَلَيْهِمَا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ : إِنَّا نُوَادِعُكُمْ إِلَى مُدَّةٍ نَتَدَارَسُ فِيهَا كِتَابَ اللَّهِ لَعَلَّنَا نَصْطَلِحُ . وَقَالَ لَهُمْ : أَبْرِزُوا مِنْكُمُ اثْنَا عَشَرَ نَقِيبًا ، وَابْعَثْ مِنَّا مِثْلَهُمْ وَنَجْتَمِعُ بِمَكَانِ كَذَا فَيَقُومُ خُطَبَاؤُنَا بِحُجَجِنَا وَخُطَبَاؤُكُمْ بِحُجَجِكُمْ ، فَفَعَلُوا وَرَجَعُوا ، فَقَامَ عَلِيٌّ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَحْرَصَكُمْ عَلَى هَذِهِ الْقَضِيَّةِ وَعَلَى التَّحْكِيمِ ، وَلَكِنَّكُمْ وَهَنْتُمْ فِي الْقِتَالِ ، وَتَفَرَّقْتُمْ عَلَيَّ وَخَاصَمَنِي الْقَوْمُ بِالْقُرْآنِ وَدَعَوْنَا إِلَيْهِ ، فَخَشِيتُ إِنْ أَبَيْتُ الَّذِي دَعَوْا إِلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْحُكْمِ ، أَنْ يَتَأَوَّلُوا عَلَيَّ قَوْلَ اللَّهِ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ سورة آل عمران آية 23 الآيَةِ . وَيَتَأَوَّلُوا قَوْلَهُ : لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ، إِلَى قَوْلِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ سورة المائدة آية 95 وَيَتَأَوَّلُوا قَوْلَهُ : وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا سورة النساء آية 35 . فَلَمْ آبَ عَلَيْهِمُ التَّحَاكُمَ ، وَخَشِيتُ أَنْ تَقُولُوا : فَرَضَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ الْحُكُومَةَ فِي أَصْغَرِ الأَمْرِ فَكَيْفَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ سَفْكُ الدِّمَاءِ ، وَقَطْعُ الأَرْحَامِ وَانْتِهَاكُ الْحَرِيمِ ، وَخِفْتُ وَهَنَكُمْ وَتَفَرُّقَكَمْ " . ثُمَّ قَامَتْ خُطَبَاءُ الْحَرُورِيَّةِ ، فَقَالُوا : دَعَوْتَنَا إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَالْعَمَلِ بِهِ فَأَجَبْنَاكَ وَبَايَعْنَاكَ ، وَقَدْ قُتِلَتْ فِي طَاعَتِكَ قَتْلانَا يَوْمَ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ ، ثُمَّ شَكَكْتَ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَحَكَّمْتَ عَدُوَّكَ ، وَنَحْنُ عَلَى أَمْرِكَ الَّذِي تَرَكْتَ ، وَأَنْتَ الْيَوْمَ عَلَى غَيْرِهِ ، فَلَسْنَا مِنْكَ إِلا أَنْ تَتُوبَ مِنْهُ وَتَشْهَدَ عَلَى نَفْسِكَ بِالضَّلالَةِ . فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ قَوْلِهِمْ ، قَالَ عَلِيٌّ : أَمَّا أَنْ أَشْهَدَ عَلَى نَفْسِي بِالضَّلالَةِ فَمَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَكُونَ ارْتَبْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، أَوْ ضَلَلْتُ مُنْذُ اهْتَدَيْتُ ، بَلْ بِنَا هَدَاكُمُ اللَّهُ مِنَ الضَّلالَةِ ، وَاسْتَنْقَذَكُمْ مِنَ الْكُفْرِ ، وَعَصَمَكُمْ مِنَ الْجَهَالَةِ ، وَإِنَّمَا حَكَّمْتُ الْحَكَمَيْنِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَالسُّنَّةِ الْجَامِعَةِ غَيْرِ الْمُفَرِّقَةِ ، فَإِنْ حَكَمَا بِكِتَابِ اللَّهِ كُنْتُ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْ حُكْمِهِمَا ، وَإِنْ حَكَمَا بِغَيْرِ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا عَلَى وَلِيِّكُمْ حُكْمٌ . ثُمَّ تَفَرَّقُوا فَأَعَادَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَصَعْصَعَةَ ، فَقَالَ لَهُمْ صَعْصَعَةُ : أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ أَنْ تَجْعَلُوا فِتْنَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ ، فَقَالَ ابْنُ الْكَوَّاءِ : أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ إِنِّي دَعَوْتُكُمْ إِلَى هَذَا الأَمْرِ ؟ فَقَالُوا : بَلَى . فَقَالَ : فَإِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَطَاعَ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنَّهُ وَاعِظٌ شَفِيقٌ . فَخَرَجَ مَعَهُ مِنْهُمْ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِ مِائَةٍ فَدَخَلُوا فِي جُمْلَةٍ عَلِيٍّ وَجَمَاعَتِهِ ، وَبَقِيَ مِنْهُمْ نَحْوٌ مِنْ خَمْسَةِ آلافِ رَجُلٍ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : اتْرُكُوهُمْ حَتَّى يَأْخُذُوا ، وَيَسْفِكُوا دَمًا حَرَامًا . فَفَعَلَ ذَلِكَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
الزُّهْرِيِّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ

ضعيف الحديث

أَبِيهِ

ثقة

وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.